قال خبراء ومحللون إن أبرز نتيجة لانتخابات الرئاسة أنها أعطت تفويضًا شعبيًا جديدًا للمشير عبدالفتاح السيسي ليقود مصر لاستعادة دورها الإقليمي الذي تراجع في السنوات الأخيرة وخاصة خلال فترة حكم الإخوان الذين عملوا على تحويلها إلى دولة تابعة لدول بلا تاريخ أو بلا دور إقليمي مثل قطر.
وأكدوا أن المصريين الذين صوتوا للسيسي بنسب عالية في أغلب المحافظات أرادوا التأكيد على أن تطوير الأوضاع الداخلية في البلاد مهم، لكنه لا يتم دون استعادة مصر لتأثيرها الإقليمي والدولي.
وقال ماجد عثمان، مدير المركز المصري لبحوث الرأي العام "بصيرة" لـ"العرب"، إنه وفقًا لتقديرات المركز حصل المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، على نسبــة 93,5 ٪ من أصوات الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم خلال أيام الانتخابات الثلاثة، بينما حصل المرشح الآخر حمدين صباحي على نسبــة 4.7 ٪، على حدّ قوله.
وأوضح عثمان أنّ نسبة المشاركة في الانتخابات وصلت إلى 46 ٪، قائلاً: لاحظنا أنّ حجم الإقبال من الناخبين كان عاليًا في أوقات الصباح والمساء، وكان منخفضًا في وقت الظهيرة بسبب الظروف المناخية.
أما عن مشاركة الشباب، فأشار إلى أنّ مشاركة هذه الفئة جاءت أكبر من مشاركتها في الاستفتاء على الدستور، مضيفًا أنّ نسبة مشاركة الشباب تظل ضعيفة مقارنة بكبار السن، رغم هذا التطوّر.
وبالنسبة إلى مشاركة المرأة، ذكر مدير مركز "بصيرة" أنّ مشاركتها جاءت أيضًا أكبر من الاستفتاء على الدستور، قائلاً: نسبة مشاركة المرأة وصلت إلى 44 ٪، حسب ما كشفه لـ"العرب".
وعن مدى تأثير بعض التجاوزات على نزاهة الانتخابات الرئاسية المصرية، شدّد سعد الدين إبراهيم، رئيس مجلس أمناء مركز ابن خلدون للدراسات الديمقراطية، على أنّ الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة كانت هي الأفضل في تاريخ مصر.
وأكّد إبراهيم لـ"العرب"، أنّ التجاوزات التي تمّ رصدها لا تنال من نزاهة الانتخابات.
من جانبها، أشارت داليا زيادة، المدير التنفيذي لمركز ابن خلدون للدراسات الديمقراطية، إلى أنّ المركز تابع الانتخابات الرئاسية عن طريق 3500 مراقب موزّعين على محافظات الجمهورية، مشيرة إلى أنّ تقرير المركز حصر عدد الانتهاكات وتفاصيلها.
واتّهم البعض الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، بأنّها السبب في عدم وصول نسبة المشاركة في التصويت إلى الدرجة المتوقعة، لافتقادها الخيال.
وقال جمال عبدالجواد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، لـ"العرب" إن الإقبال لم يكن منخفضًا كما حاول البعض أن يروّج لذلك، لكنه جاء أقلّ مما كان مأمولاً ومتوقعًا.
أما بالنسبة إلى حملة المرشح الرئاسي الثاني حمدين صباحي، فقد اعتبر عبدالجواد أنّها لم تقع في أخطاء كبيرة، باستثناء تركيزها على المجال الإلكتروني والافتراضي.
من جانبه، قال عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي، إن ضعف حملة حمدين صباحي وعدم كفاءتها يعودان إلى ضعف قدرتها المالية.
وقال ناجي الشهابي رئيس حزب الجيل: إنّ مؤشرات نتائج الانتخابات الرئاسية كانت متوقعة، مشيرًا إلى أن المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي كان متوقعًا أن يحصد أكثر من 95 بالمائة من الأصوات.
وأضاف أنّ تعنّت اللجنة العليا للانتخابات مع الوافدين ومنعهم من التصويت، كان له تأثير في نسبة المشاركة في التصويت، لافتًا إلى أن الشباب كانت نسبة مشاركتهم جيدة، رغم ما زعمته أجهزة الإعلام المحسوبة على جماعة الإخوان بشأن عزوف الشباب عن المشاركة، مؤكّدًا نزاهة الانتخابات الرئاسية ونجاح الدولة في تحقيقها.