الصباح العربي
الجمعة، 19 أبريل 2024 07:35 مـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

الإمارات تحتفي ببطولات أبناءها بإحياء ذكرى «يوم الشهيد»

الصباح العربي

تُحيي دولة الإمارات العربية المتحدة غداً الثلاثاء ذكرى “يوم الشهيد” الذي يصادف 30 نوفمبر من كل عام.

وتأتي هذه المناسبة التاريخية احتفاءً بالشهداء الذين ضحوا بأرواحهم أثناء أداء مهامهم الوطنية داخل الدولة وخارجها.

وفي هذا اليوم تستذكر الإمارات بطولات أبنائها البررة الذين بذلوا الغالي والنفيس في رفعة الوطن والذود عنه بإقدام وشجاعة وقدموا أرواحهم في سبيله، حيث أن تضحيات الشهداء الأبرار بأرواحهم الغالية ستبقى محفورة في صفحات وذاكرة ووجدان أبناء الإمارات.

ويمثل يوم الشهيد قيم التضحية والفداء وحب الوطن والولاء والالتفاف حول القيادة الرشيدة التي سخرت كل شيء لتبقى الإمارات عنواناً للتسامح والسلام والإنسانية.

وفي عام 2015 تم الإعلان عن هذه المناسبة رسمياً، حيث أصدر الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، مرسوماً، بأن يكون يوم 30 نوفمبر من كل عام يوماً للشهيد تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية دولة الإمارات العربية المتحدة خفاقة عالية وهم يؤدون مهامهم وواجباتهم الوطنية داخل الوطن وخارجه في الميادين المدنية والعسكرية والإنسانية كافة.

ويُعد هذا اليوم عطلة رسمية لكافة الدوائر الحكومية والخاصة، تقوم الدولة خلاله بتنظيم مراسم وفعاليات متنوعة تستذكر فيها تضحيات شهداء الدولة الأبطال وتجسدياً لقيم الوفاء في المجتمع الإماراتي.

يوم للتقدير والوفاء

في البداية، قال الرئيس الإماراتي، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، إن الثلاثين من نوفمبر من كل عام يوم للتقدير والوفاء تعلي فيه دولتنا، قيادة وشعبا، قيم الفداء والتضحية وممارسات البطولة والإقدام.. يوم نعبر فيه، نساء ورجالا، عن عظيم شكرنا ووافر امتناننا لمن بذلوا أرواحهم ودماءهم الغالية في ساحات الشرف فداء للوطن، وصونا لسيادته، ولتظل راية الإمارات رمزا للقوة والعزة والمنعة.

ودعا الرئيس الإماراتي، في كلمة بمناسبة يوم الشهيد، شباب الوطن وأجياله الصاعدة أن يجعلوا من القيم النبيلة التي تجسدها الشهادة مثالا، وأن يتخذوا من الشهداء أسوة حسنة، مؤكدا أن الأمم العظيمة تبنى بالعزيمة والريادة، والهمم العالية، والتضحيات الكبرى التي لن تزيدنا إلا ثباتا ووحدة وتلاحما.

وقال في نص كلمته، ” أبنائي وبناتي، ونحن نستشرف الذكرى الخمسين لتوحيد كلمتنا وتأسيس دولتنا، فلنقف جميعا اليوم، تكريما لأبنائنا شهداء الوطن الأبرار، الذين سطروا بأرواحهم الطاهرة، ودمائهم الزكية، وتضحياتهم الباسلة صفحات مشرقة في الذود عن الوطن حماية لأرضه وصيانة لسيادته وحفاظا على استقلاله، ولتظل رايته عالية خفاقة، ونجدد العهد بأن يظل أبناء الشهداء وذووهم أمانة في الأعناق، يتعهدهم الوطن بالتقدير والحب، وتتولاهم الدولة بالعناية والرعاية، فنحن من أمة تعظم الشهادة، ويكرم دينها الشهداء بأعلى الرتب، وأرفع المنازل والمقامات وأحسنها، ويبشرهم بالجنة، و”ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون”.

وتابع، “إن الثلاثين من نوفمبر، يوم للتقدير والوفاء، تعلي فيه دولتنا، قيادة وشعبا، قيم الفداء والتضحية وممارسات البطولة والإقدام، يوم نعبر فيه، نساء ورجالا، عن عظيم شكرنا ووافر امتناننا لمن بذلوا أرواحهم ودماءهم الغالية في ساحات الشرف فداء للوطن، وصونا لسيادته، ولتظل راية الإمارات رمزا للقوة والعزة والمنعة”.

وأضاف الشيخ خليفة بن زايد، “في هذه المناسبة العطرة، وبلادنا تستشرف عهدا جديدا للخمسين سنة القادمة من مسيرتها التنموية الناجحة، أدعو شباب الوطن وأجياله الصاعدة، أن يجعلوا من القيم النبيلة التي تجسدها الشهادة مثالا، ويتخذوا من الشهداء أسوة حسنة، ويقدسوا الواجب ويتميزوا في أدائه، كما أدعوهم أن يجتهدوا في التعلم واكتساب القدرات والمهارات، فالأمم العظيمة، تبنى بالعزيمة والريادة، والهمم العالية، والتضحيات الكبرى، التي لن تزيدنا إلا ثباتا ووحدة وتلاحما، صونا للدولة التي أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه المؤسسون، على قيم البذل والفداء والعطاء”.

واختتم بالقول: “التحية لجنود وضباط وقادة قواتنا المسلحة الباسلة، ولجميع منتسبي أجهزتنا الأمنية، العاملين في ميادين الدفاع عن الوطن، حماية لمنجزاته، وإنفاذا لتعهداته، والتحية لأبناء الوطن وبناته العاملين في ساحات العطاء كافة، ومجالاته التنموية، والخدمية، والإنسانية، والصحية داخل الدولة وخارج حدودها”.

أفضال الشهداء باقية

ومن جانبه، أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي أن تعيين تاريخ الثلاثين من نوفمبر يوما للشهيد من كل عام ينطوي على دلالات بالغة الأهمية فهو يؤكد وحدة الإماراتيين حاضراً وماضياً ومستقبلاً، ويضيف إلى جسور التواصل بين الأجيال ويؤكد عهد أبناء الإمارات الممتد في أعماق التاريخ مع وطنهم، وينعش الذاكرة الجمعية الوطنية بسير أسلافنا وهم يقيمون الحياة على هذه الأرض ويحافظون عليها، ويفتدونها بالغالي والنفيس.

وقال في كلمة بمناسبة يوم الشهيد: “ونحن نحتفي بيوم الشهيد.. نحتفي أيضا بقواتنا المسلحة الباسلة، مدركين أن هذا اليوم ممتد في صفوفها طوال العمر.. فروح الاستشهاد تسري في عقيدة ضباطها وجنودها.. والشهداء هم أبناؤها البررة الذين تشربوا هذه الروح في مدارسها ومعاهدها ومناهجها ومعسكراتها وكانوا أوفياء لقسم منسوبيها المتأهبين دوما لتلبية النداء وأداء الواجب والمبتغين إحدى الحسنيين النصر أو الشهادة”.

وأضاف، “ستظل أفضال شهدائنا على وطننا باقية ما بقيت الحياة فقد أزهرت دماؤهم الزكية في ثنايا هويتنا الإماراتية وزادتها بهاء وتألقا وعمقت رسوخها في نفوس الأجيال، وعززت مضامينها بأسمى المبادئ والقيم”.

ودعا الشيخ محمد بن راشد الآباء والأمهات أن يشرحوا لأبنائهم معنى يوم الشهيد، وأن يحدثوهم عن الرجال الذين قدموا التضحية الأعظم فداء لوطننا وشعبنا، وعن ذويهم الصابرين المحتسبين، وعن ريادتهم في العطاء والإخلاص والولاء والانتماء، وبأنهم قدوة لكل من طلب العلا، ورام المجد، وتوخى النجاح، على مقاعد الدراسة وفي مواقع العمل، وفي كل شؤون الحياة.

واختتم الشيخ محمد بن راشد بالقول، “في هذا اليوم وفي كل يوم نتذكر شهداءنا ونشكرهم على ما أضافوه لوطننا من قوة وعزة ورفعة.. ونغبطهم على التكريم الذي نالوه من الكريم الوهاب، ومن شعبنا وقيادته.. وندعو الله عز وجل أن يطرح البركة في ذويهم وذرياتهم ونسأل وجهه الكريم أن يديم علينا نعم الأمن والأمان والازدهار، وأن يحفظ وطننا من كل شر ومكروه”.

أنصع صفحات الوطن

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إننا نستمد من السيرة العطرة لشهداء الوطن الأبرار الدروس والعبر من أجل وطن قوي منيع، قادر على مواجهة التحديات.. ونرفع هاماتنا عزاً وفخراً بهم”، مؤكدا أن أسماء شهداء الإمارات الأبطال وذكراهم ستبقى رمزاً لصفحات مجيدة في تاريخ البلاد.

وقال، في كلمة بمناسبة “يوم الشهيد”، “مع مرور السنوات يزداد حرصنا على تخليد هذه الذكرى وإبقائها حية في ذاكرة الإمارات وشعبها وتسجيل بطولاتهم في أنصع صفحات الوطن لتعريف الأجيال المقبلة كم ضحى آباؤهم وأجدادهم حتى يحافظوا على دولة الإمارات ويصونوا أمنها ومقدارها وكرامتها”.

وأضاف في نص كلمه، “تفخر دولة الإمارات وشعبها بإحياء ذكرى “يوم الشهيد” العظيمة، ذكرى شهدائنا الأبطال الذين جادوا بأرواحهم فداء للإمارات وأهلها وتجسيداً لقيمها ومبادئها.. نرفع هاماتنا عزاً وفخراً بهم، ونستمد من سيرتهم العطرة الدروس والعبر من أجل وطن متقدم وقوي ومنيع قادر على مواجهة التحديات بثقة والتطلع إلى المستقبل بأمل وطموح واطمئنان”.

وتابع، “إن ذكرى شهدائنا الأبرار، ستظل مصدر إلهام على الدوام، وستبقى تضحياتهم حاضرة في وجدان شعبنا، ونموذجاً مشرقاً لحب الوطن والتضحية بكل غال ونفيس من أجله، فأعظم التضحيات هي التي تبذل من أجل الوطن، وأشرف المعارك التي تُخاض دفاعاً عنه، وأطهر الدماء، التي تراق في الذود عن حياضه وصيانة مكتسباته”.

واستطرد الشيخ محمد بن زايد بالقول، “ستبقى أسماء شهدائنا الأبطال من العسكريين والمدنيين، في كل زمان ومكان، رمزاً لصفحات مجيدة في تاريخنا ومهما مرت السنوات.. تزداد ذكراهم توهجاً وإشراقاً، ويزداد حرصنا على تخليد هذه الذكرى وإبقائها حية في ذاكرة الإمارات وشعبها، وتسجيل بطولاتهم في أنصع صفحات كتاب الوطن، لتعريف الأجيال المقبلة كم ضحى آباؤهم وأجدادهم حتى يحافظوا على دولة الإمارات ويصونوا أمنها ومقدراتها وكرامتها”.

وقال الشيخ محمد بن زايد، إن رعاية أسر الشهداء والاهتمام بشؤونهم وتوفير كل ما من شأنه التعبير عن الشكر والامتنان لهم، كان ولا يزال وسيظل على قمة أولوياتنا وفي قلب اهتماماتنا، لأن دولة الإمارات وطن الوفاء الذي لا ينسى أبناءه الذين قدموا التضحيات من أجله، في كل المجالات، حتى تظل رايته عالية خفاقة في السماء حاضراً ومستقبلاً.. وتضحيات شهدائنا يتضاءل أمامها كل تقدير أو عرفان”.

ووجه ولي عهد أبوظبي التحية، في هذه المناسبة الوطنية، إلى أمهات الشهداء وآبائهم وأسرهم، الذين قدموا لدولة الإمارات فلذة أكبادهم، وضربوا المثل والقدوة في الشجاعة والوطنية والانتماء، وإلى أبنائهم وبناتهم، الذين تحولوا إلى أمانة غالية في أعناقنا وأعناق الوطن.

واختتم الشيخ محمد بن زايد كلمته بالقول، “ونحن نستعد لدخول الخمسين عاما المقبلة من تاريخ بلادنا، بكل ما بها من طموحات وآمال وتطلعات كبيرة على مختلف المستويات وفي كل المجالات، نستحضر القيم والمعاني التي يجسدها شهداؤنا الأبرار.. قيم الوطنية والانتماء والعطاء والإخلاص والتفاني في حب الوطن والدفاع عنه ورفعته وإعلاء شأنه، لأنها تمدنا بالعزم والقوة والإرادة الصلبة لتحقيق طموحاتنا وآمالنا خلال الأعوام المقبلة، وتؤكد أن دولة الإمارات الغالية تعلو وتتقدم بأبنائها، ومهما قدمنا لها لن نستطيع أن نوفيها حقها.

أول شهيد

ويتزامن يوم الشـهيد مــع تاريخ استشــهاد أول جندي إماراتي، وهو البطل، ســالم سهيل بن خميــس، في 30 نوفمبر عام 1971، وذلك في معركة طنب الكبرى ضد القوات الإيرانية، وكان يتبع الإدارة العامة لشرطة رأس الخيمة، وهو أول شــهداء الإمارات.

وتخليداً لهذه الذكرى أمر الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بإنشاء ساحة ونصب الشهداء في حرم المدينة الجامعية بالشارقة، كما أمر بتسمية الشارع الخلفي للمدينة الجامعية بـ«شارع الشهداء».

ويتكون النصب من 10 مستويات ارتفاع كل مستوى متر بإجمالي 10 أمتار، المستوى الأول هو القاعدة الغرانيتية للعمود بمساحة 706 أمتار مربعة، والمستوى الأخير القبة المستقرة مكونة من أقواس على شكل ثماني المصبوب مع طلاء باللون الذهبي. يتوسط النصب ألواح ألمنيوم مطلية باللون الذهبي معلقة بها قطع مكعبة بأبعاد 20 في 20 في 30 سم لكل قطعة، محفور بكل قطعة كلمة من كلمات الآية الكريمة «ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً، بل أحياء عند ربهم يرزقون»، وتزن كل قطعة 2.5 كغم، ويعلق في كل مستوى من 60 إلى 70 قطعة.

الإمارات تحتفي بطولات أبناءها بإحياء ذكرى يوم الشهيد

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq