الصباح العربي
الأحد، 5 مايو 2024 09:06 صـ
الصباح العربي

احترس...رسائلك لا تتمتع بالخصوصية

الصباح العربي

عندما نتحدث عن الإنترنت ومواقعه وخدماته فهنا لا مجال للخصوصية ، وذلك لأن هناك أكثر من شكل للرقابة علي الإنترنت سواء من قِبل الدولة أو من قبل الشركة التي تتعامل مع خدماتها .فعندما يكون لديك حساب علي أحد مواقع التواصل الاجتماعي فلا تثق بأن معلوماته وأخبارك قد تكون بمأمن .
وفي هذا الإطار سيكون حديثنا عن موقع جوجل الذي يعد الأفضل بين منافسيه في مساعدة مستخدمي الإنترنت سواء في التواصل أو البحث ؛ وذلك بطرحه لأكثر من محرك بحث معلومات أو صور أو فيديوهات أو غيره . ولكن أبرز ما جاء به جوجل ليحقق به الرفاهية لمستخدميه هو خدمة بريد جوجل "جي ميل" .
 فقد أجمع مستخدميه أن هذه الخدمة بسيطة في مظهرها و لا تتضمن ديكورات جمالية و لا ألواناً كثيراً  كما اعتدنا من الخدمات المنافسة ،ولكن فهناك عمليات لا ترى بالعين تحدث دون أن يشعر المستخدمين ، و لعل تعقب إرسال و استقبال الرسائل أهم هذه العمليات التي تهدف إلى تخزين رسائل المستخدمين ليس بشكل مؤقت على خوادم جوجل ، و لكن للوصول إليها عند الحاجة ، فأنظمة جوجل الداخلية تسمح بالوصول إلى الرسائل التي يدور موضوعها مثلاً حول “أحداث مصر ” لتصنف تلك الأنظمة الرسائل حسب الموقع الجغرافي و حسب الجنس و الأخطر حسب وجهات النظر التي يدافع عنها المتراسلين .
أما التفاصيل التي تحترف تلك الأنظمة التركيز عليها لتصنيف الناس لمؤيد و معارض و محايد حول قضية معينة كثيرة و غامضة .
ليست فقط عملية جمع المعلومات هي التي تحدث وراء خدمة  الـ"جي ميل" ، لكن الناظر إلى الإعلانات الجانبية التي تظهر في الرسائل الواردة و الصادرة ، يدرك تماماً أن تلك الإعلانات التي تظهر جانباً لم توضع  بعشوائية ، لتكون النتيجة توافقها التام مع محتوى الرسالة ، فعندما تتواجد على رسالة أرسلتها لصديق حول فندق ما أقمت به في عطلتك ، تتواجد بالجانب الأيسر للرسالة مجموعة من الإعلانات لفنادق مختلفة ! هل تعتقد أنها صدفة تتكرر دائما ؟.  فالمعلوم أن الصدف في الطبيعة تقع مرة واحدة في مدة كبيرة ، و لا تقع بشكل متكرر و في هذه الحالة الإعلانات التي تظهر جانب الرسائل يتم اختيارها بعناية من طرف رقابة جوجل ، القادرة على تحديد الموضوعات التي تدور حولها الرسائل التي يتم تبادلها بين مستخدمي الخدمة وكل هذه يصب في المنفعة المادية جراء عرض هذه الإعلانات.
وفي هذا الإطار أبلغت شركة جوجل مستخدمي خدمة "جي ميل" أن بريدهم الإليكتروني الذي يرسلونه أو يستقبلونه يجري تحليله تلقائياً بواسطة برنامج لصنع إعلانات محددة الهدف.
ولكن لا تقف خدمة الـ "جي ميل" عند حد تخزين رسائل المستخدمين و إظهار الإعلانات المرتبطة بمحتواها . بل يتعدى ذلك إلى معرفة الارتباطات الشخصية و العائلية التي تربط بين المتراسلين ، و على الأغلب يعتمد في ذلك على أمرين , الأول هي الموضوعات التي يدور حولها النقاش بين الطرفين ، و الثاني  هو تموقع جهات الاتصال في القوائم فالكثير من المستخدمين يفضلون وضع جهات اتصالات أقاربهم ضمن دائرة العائلة و هكذا بالنسبة للأصدقاء و المعارف.
جاء كل هذا بعد ان أجرت شركة جوجل تحديثاً لقواعد استخدام لخدمتها وتكشف التغييرات بصورة أكبر الطريقة الذي يقوم بها برنامج جوجل بفحص رسائل البريد الالكتروني للمستخدمين حين يتم تخزين الرسائل على خدمات جوجل وحين يتم تمريرها بشكل سريع وهي ممارسة مثيرة للجدل دار بشأنها نزاع قانوني.
وفي هذا الإطار تعددت آراء مستخدمي الخدمة بين من يثق بها ومن لا يثق:
فقال محمد أحمد " طالب ثانوي "  أنه يستخدم " الجي ميل" من حين إلي أخر وفكرة أن رسائله مكشوفة أو لا غير مهم بالنسبة له.
في حين قالت نرمين حسين "طالبة بكلية تجارة " أنها كانت تتواصل مع أصدقائها وأقاربها عبر خدمة " الجي ميل" ولكن بعد أن علمت أن رسائلها يمكن أن تكون مراقبة قللت من استخدامها خوفاً علي اختراق خصوصياتها في الحديث معهم .
وقال سمير محسن " محاسب " أنه لا يستخدم خدمة " الجي ميل " يومياً في شغله  وفكرة أن يكون حسابه مراقب فهذا يمثله له قلق ، فقد تكون حسابات العاملين له عرضة للسرقة.|
 
حديثنا لا يقتصر علي خدمات جوجل فحسب، ولكن لابد وأن يعي كل فرد يستخدم مواقع التواصل أنه لا يتمتع بالخصوصية التامة . ومعلوماته قد تكون عرضة لأي شخص يمكن أن يضطلع عليها . 

click here click here click here altreeq altreeq