صدام منتظر بين عمالقة المستقبل.. البرتغال وفرنسا في اختبار مبكر بأمم أوروبا للشباب

تنطلق اليوم منافسات المجموعة الثالثة في بطولة أوروبا تحت 21 عامًا، بلقاء مرتقب يجمع بين منتخبي البرتغال وفرنسا على أرضية ملعب "ترنتشين" في سلوفاكيا، ضمن الجولة الأولى من النسخة الخامسة والعشرين للبطولة، التي تضم أيضًا جورجيا وبولندا، في مجموعة توصف بالأكثر توازنًا من حيث المستوى الفني.
تواجه البرتغال تحديًا صريحًا في سعيها لكسر حاجز الوصافة، بعدما أخفقت في التتويج رغم بلوغ النهائي ثلاث مرات من قبل، ويقود الفريق المدرب روي خورخي الذي يمتلك سجلًا طويلًا مع الفئة العمرية ذاتها، ويأمل في تحقيق بداية إيجابية تعوّض الأداء المتراجع خلال فترة التحضير، حيث تلقى المنتخب هزيمتين وديتين أمام كل من إنجلترا ورومانيا.
ومع أن البرتغال افتقدت جهود عدد من لاعبيها لأسباب متنوعة، من بينها الإصابات وصعود بعضهم للمنتخب الأول، فإن تأهلها المريح من التصفيات، بعد تسجيل 33 هدفًا وتحقيق تسعة انتصارات من أصل عشر مباريات، يعزز ثقة اللاعبين بقدرتهم على المنافسة الجدية على اللقب.
يغيب عن تشكيلة البرتغال كل من فابيو سيلفا وإدواردو كواريزما بداعي الإصابة، كما يُستبعد رودريغو مورا لانضمامه للمنتخب الأول، في حين عاد جواو نيفيز وفرانشيسكو كونسيساو إلى أنديتهم للمشاركة في كأس العالم للأندية، ما يدفع القائد هنريكي أراوخو والمهاجم تياغو توماس إلى تحمّل عبء القيادة في هذه المرحلة، وسط آمال بأن ينجحا في إحداث الفارق على مستوى النتائج.
أما منتخب فرنسا، فيدخل البطولة بتشكيلة يغيب عنها أسماء بارزة نتيجة تصعيدها للفريق الأول، مثل كامافينغا وزائير إيمري وباركولا، ما يفرض على المدرب جيرارد باتيكلي البحث عن توازن جديد، بعد أن تسلّم المهمة خلال التصفيات وقاد الفريق للتأهل بصعوبة خلف سلوفينيا كأحد أفضل أصحاب المركز الثاني.
استعدت فرنسا للبطولة بخوض ثلاث مباريات ودية حققت فيها نتائج إيجابية ضد إنجلترا وسلوفاكيا وأوزبكستان، إلا أن حجم الغيابات داخل التشكيلة الأساسية يضع علامات استفهام حول قدرة الفريق على مجاراة طموحات التتويج، خاصة أن آخر تتويج للفريق يعود إلى نسخة 1988 بقيادة أسماء تاريخية.
يتولى الحارس غيوم ريست حماية عرين فرنسا في المباراة، بعد موسم شهد أداءً متذبذبًا مع فريقه تولوز، ويُنتظر أن يتعرض لاختبارات قاسية في ظل القوة الهجومية للبرتغال، ما يضعه تحت المجهر منذ أول دقيقة في البطولة.
وتشهد هذه النسخة تطبيق قانون جديد يُفعّل لأول مرة، حيث تُمنح ركلة ركنية للفريق الخصم إذا احتفظ حارس المرمى بالكرة أكثر من 8 ثوانٍ، بدلًا من الركلة الحرة غير المباشرة التقليدية، فيما يتولى الحكم العد التنازلي بصريًا للحارس خلال الثواني الخمس الأخيرة.
يُبث اللقاء عبر قناة beIN Sports 3، كما يتاح للمشاهدين متابعته عبر تطبيقين رسميين بنظام الدفع المسبق، أحدهما يتيح محتوى متنوعًا رياضيًا وترفيهيًا، والثاني متخصص بالبث الرياضي المباشر.
تنطلق المباراة في تمام الساعة 22:00 بتوقيت القاهرة والرياض، والـ23:00 بتوقيت الإمارات، بإدارة الحكم الليتواني مانفريداس لوكيانشوكاس، ويُعلق عليها المذيع الرياضي أحمد البلوشي.
ويشارك في البطولة 16 منتخبًا موزعين على أربع مجموعات، حيث يتأهل أول وثاني كل مجموعة إلى الدور ربع النهائي، وتُحسم النتائج في حال التساوي بناءً على عدد النقاط، ثم المواجهات المباشرة، يليه فارق الأهداف، ثم السجل التهديفي، وبعدها نقاط الانضباط، وفي الحالات القصوى تُستخدم القرعة.
تُلزم لوائح البطولة المنتخبات بتقديم قائمة تضم 23 لاعبًا، من بينهم ثلاثة حراس، مع السماح باستبدال المصابين قبل المباراة الأولى، شريطة تقديم تقارير طبية معتمدة تُثبت عدم قدرة اللاعب على المشاركة.
تُعد بطولة أوروبا تحت 21 عامًا بوابة عبور للعديد من النجوم، حيث نشأت عام 1972 تحت مسمى "بطولة تحت 23 عامًا"، قبل تعديل السن في نسخة 1978، ومنذ 1992 أصبحت هذه البطولة أيضًا مؤهلة للأولمبياد، مما رفع من قيمتها التنافسية والفنية.
شهدت البطولة تغيرات متلاحقة، أبرزها التحول من الأدوار الثنائية إلى الاستضافة المركزية، وتوسيع عدد المشاركين من 8 منتخبات سابقًا إلى 16 بدءًا من نسخة 2021، وهو النظام المعتمد حاليًا.
يتصدر منتخبا إسبانيا وإيطاليا قائمة الفائزين بالبطولة بخمسة ألقاب لكل منهما، تليهما ألمانيا وإنجلترا بثلاثة ألقاب، ثم هولندا والاتحاد السوفيتي بلقبين، بينما نالت منتخبات مثل فرنسا وصربيا والسويد والتشيك لقبًا واحدًا، ما يعكس تقلبات المنافسة واتساع قاعدة الأبطال.
وتحظى النسخة الحالية باهتمام لافت من كشافين تابعين لأندية أوروبية كبيرة، الذين يتابعون عن كثب لاعبين لم يبرزوا بعد على الساحة، في محاولة لاقتناص المواهب قبل أن تتضاعف قيمتهم السوقية، مما يضفي على البطولة بعدًا اقتصاديًا لا يقل أهمية عن الجانب الرياضي.