اخبار حرب ايران واسرائيل الان - تحركات عسكرية للفصائل الموالية لإيران تهدد القواعد الأمريكية في العراق وسوريا

أفاد تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الإثنين، بأن مجموعات مسلحة مدعومة من إيران بدأت بتنفيذ تحركات ميدانية داخل العراق، استعدادًا لتنفيذ ضربات متوقعة على قواعد أمريكية في كل من العراق وسوريا، في خطوة تنذر بتوسيع دائرة التوتر العسكري بين طهران وواشنطن في منطقة الشرق الأوسط.
ونقل التقرير عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية أن الأجهزة الاستخباراتية رصدت عمليات نقل أسلحة ومعدات عسكرية في مناطق متعددة داخل العراق، نفذتها فصائل مرتبطة بإيران، ويُعتقد أنها تُعد العدة لهجمات انتقامية ردًا على الضربات الجوية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية خلال الأيام الأخيرة، والتي نُسبت إلى تعاون عسكري مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
بالتزامن مع تلك المؤشرات، رفعت القيادة العسكرية الأمريكية حالة التأهب في عدة قواعد ميدانية داخل العراق وسوريا، وسط تحذيرات من هجمات محتملة قد تُنفّذ عبر طائرات بدون طيار أو صواريخ قصيرة المدى، ما دفع إلى تعزيز التحصينات الدفاعية وتشديد إجراءات الأمن داخل المواقع الحساسة التي تُعد أهدافًا محتملة لتلك الجماعات.
ورغم امتناع البنتاغون عن إصدار بيان رسمي بشأن طبيعة الاستعدادات الدفاعية، كشفت مصادر مطلعة للصحيفة أن القيادة أمرت بإعادة تقييم فوري لدرجات التهديد في عدد من القواعد العسكرية، إلى جانب توسيع النطاق الأمني حول المنشآت المعرضة للخطر، مع استمرار حالة التأهب القصوى تحسبًا لأي تطور ميداني مفاجئ.
تأتي هذه التطورات في وقت تتصاعد فيه المواجهة الكلامية والعسكرية بين إيران والولايات المتحدة، بعد سلسلة من الهجمات التي وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها دقيقة وقاسية، وأكد أنها ألحقت ضررًا كبيرًا بالبنية النووية الإيرانية، ما رفع منسوب التوتر إلى مستويات غير مسبوقة منذ سنوات.
وفي ظل هذا التصعيد، عبّر محللون عن مخاوف من أن ترد طهران عبر وكلائها في المنطقة، من خلال توجيه ضربات مباشرة إلى القوات الأمريكية المتمركزة في مناطق متوترة مثل قاعدة "عين الأسد" بمحافظة الأنبار العراقية، وقاعدة "التنف" في الجنوب السوري، مما قد يفتح الباب على مصراعيه أمام تصعيد واسع النطاق لا تملك أي من القوى الكبرى القدرة على احتوائه بسهولة.
من ناحية أخرى، تجد الحكومة العراقية نفسها في موقف معقد، إذ تواجه ضغوطًا سياسية وأمنية متزايدة لاحتواء نفوذ الفصائل المسلحة المرتبطة بطهران، وسط تحذيرات من أن تتحول أراضي العراق إلى ساحة صراع مفتوحة تُستخدم لتصفية الحسابات بين الولايات المتحدة وإيران، في وقت تتراكم فيه الأزمات الاقتصادية وتتصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد الأوضاع الداخلية.