شهد موسم عيد الأضحي الماضي انتعاشة كبيرة في صناعة السينما بعد عودة نجوم كبار أمثال احمد السقا وخالد الصاوي وخالد صالح في فيلم "الجزيرة2" ويعد هو الفيلم الوحيد الناجي من موضة الراقصة التي أصبحت تميمة أفلام عيد الاضحي، وسيطر الرقص والطرب الشعبي على أفلام "وش سجون"، "المواطن برص"، "عمر وسلوى"، "النبطشي"، "واحد صعيدي"، و"حديد". كانت البداية مع المنتج أحمد السبكى، الذي استعان بالراقصة صافيناز في فيلم "عمر وسلوي" بعد شهرتها في الفترة الاخيرة، ونحاج اغلب الاعمال التي تشارك فيها بالرقص وبقوم ببطولة فيلم "عمرو وسلوي" كريم محمود عبد العزيز وبوسى ومحمود الليثى. كما استعان المنتج محمد السبكى براقصة يقدمها لأول مرة في السينما ضمن أحداث فيلم "حديد"، وهى الراقصة "كاميليا" التي قدمت العديد من الرقصات على قناتي "دلع" و"التت" قبل غلقها. فيلم "حديد"بطولة عمرو سعد ودرة واحمد عبد العزيز وتامر عبد المنعم وزكى فطين عبد الوهاب. واتبعت نفس النهج شركة "نيوسينشرى" براقصة للترويج لأعمالها واستغنت عن الراقصة صافينار التي تعد شركة نيوسينشري وش السعد عليها بعدما ظهرت في رقصة في فيلم" القشاش" وقامت بالاستعانة بالراقصة "سهر" والتي تشارك الفنانة يسرا في تقديم عرض استعراضي ضمن أحداث فيلم "النبطشى" بطولة محمود عبد المغنى. فيلم"النبطشي" من بطولة محمود عبد المغني وهالة صدفي ورامز امير . وأدرك المنتج محمد أبو العزم أهمية وجود راقصة في إحداث فيلمه "المواطن برص" وقد استعان براقصة أمريكية تحمل اسم "سابرينا،" وقدمت وصلة رقص أمام المطرب أحمد شيبة ضمن أحداث الفيلم. فيلم"المواطن برص" بطولة رامي غيط ودينا فؤاد وعمرو عبد العزيز وباسم سمرة . أما المنتج طارق عبد العزيز منتج فيلم" وش سجون" قرر أن ينافس بالراقصة الاستعراضية سماهر والتي قدمت فقرة استعراضية أمام المطرب أحمد العيسوى أثناء غنائه إحدى الأغنيات ضمن أحداثه. الفيلم بطولة باسم سمرة واحمد عزمي واحمد وفيق وايناس عز الدين. ولكن المنتج وليد صبري قرر الاستغناء عن راقصة بأغاني المهرجانات، حيث قدم الفنان محمد رمضان ضمن السياق الدرامي للفيلم مجموعة من أغاني المهرجانات . وقامت موقع الصباح العربي بمعرفة أراء النقاد في لماذا أصبحت الراقصة تميمة أفلام العيد . وارجع الناقد الفني محمود قاسم لـ"الصباح العربي" سر وجود الراقصة في اغلب الأفلام المطروحة في عيد الاضحي الحالي إلي أن السينما تقدم نوع من "الفرفشة" كأن تقوم الراقصة بإظهار جزء كبير من جسمها وهذا المفهوم كان موجود في الأفلام القديمة واستغله السبكية، الذين اوصلوا شارع الهرم للجمهور، من خلال أفلامهم ونظرا لان الجمهور المصري أغلبة لا يستطيعون دخول الكباريهات، التي تحتوي علي الراقصة والمطرب الشعبي، فهم يحولون قاعدة السينما الي كباريه صغيرـ وهذا سر الاستعانة بالمطرب الشعبي والراقصة في وجهة نظري . وأكد قاسم أن السينما في الوقت الحالي تشهد انتعاشة كبيرة نظرا لوجود أفلام لكبار النجوم في العيد الفطر وعيد الاضحي، في ظل تحقيقها إيرادات كبيرة تتخطي الـ30 مليون جنيه. واتفق الناقد الفني نادر عدلي مع محمود قاسم، وأكد أن سر استمرار الراقصة والمطرب الشعبي في الأعمال الفنية مرتبط بالعيد فقط وان هذه الأعمال التي تحتوي علي راقصة إذا تم عرضها في أي وقت خلاف الأعياد لن تلاقي قبول جماهيري، مبررا ذلك في أن جمهور العيد ينجذب إلي الأعمال التي تحتوي علي "دوشة وهيصة" وهذه الأعمال تكون محببة الي جمهور العيد في المرتبة الأولي لذلك نجد أن نجاح هذه الإعمال في الأعياد فقط ثم تختفي بعد العيد . وقال الناقد عصام زكريا إن نجاح هذه الإعمال يرجع إلي طبيعة الجمهور الذي يشاهدها فجمهور العيد يختلف عن أي جمهور نصف العام أو أي موسم آخر، لأن له طبيعة خاصة فمعظمه من الفقراء وسكان العشوائيات وبالنسبة لهم مشاهدة الأفلام "فسحة العيد"، وأمر لم يعتادوا عليه سوى مرة أو مرتين في العام، فضلا على أنهم ينتمون إلى فئة المراهقين ويلهثون وراء كل ما يثير الغرائز والدليل على ذلك سطحية هذه الأعمال في الحوار والسيناريو والفكرة. وأكد زكريا أن اتجاه المنتجين إلى هذه النوعية من الأفلام نوع من الذكاء التجاري، لمعرفتهم بطبيعة السوق. كما قالت خيرية البشلاوي الناقدة السينمائية، إن من أهم أسباب نجاح هذه الأعمال وجود زبون لهذه المنتج برغم رداءته إذن فلماذا لا نصنعه، موضحة أن وجود الزبون الذي يشتري المنتج يُمثل نصف نجاح العمل. وأضافت خيرية أن هذه الأعمال، تُعبر عن ثقافة وذوق وميول واحتياجات فئة البلطجي التي طفت على سطح المجتمع في السنوات الأخيرة، علاوة على توفير صناع الدراما لها كل وسائل الترفية "الجنس- العنف- الرقص- الطرب الشعبي"، الذي تبحث عنه.