قال   ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب بدولة الكويت الشيخ سلمان صباح السالم الحمود الصباح ان انعقاد مؤتمر وزراء الثقافة العرب بالرياض يعد مناسبة لاستذكار السمات الحضارية التي اتسم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في كافة المجالات.

واضاف الشيخ سلمان الحمود الصباح في كلمة امام المشاركين في الدورة ال19 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي ان "التقدير العالمي الذي يحظى به خادم الحرمين الشريفين تجلى بوضوح في العديد من الاوسمة والجوائز التي نالها خلال فترة قصيرة من عمر الدول والتي لا يتسع المجال هنا لاحصائه".
وأشار في هذا الصدد الى منح منظمة اليونسكو خادم الحرمين الشريفين ميدالية اليونسكو الذهبية وهي اعلى وسام تمنحه المنظمة تقديرا لجهوده في تعزيز ثقافة الحوار والسلام وتثمينا لمبادراته العديدة في عقد مؤتمرات ولقاءات دولية في عدد من العواصم العالمية والمنظمات الدولية في هذا الشأن.
كما اشار الى منح الازهر الشريف خادم الحرمين الشريفين الدكتوراه الفخرية في العلوم الانسانية تقديرا لما يقوم به من جهود واضحة لدعم الامة الاسلامية والدفاع عن عقيدتها وتراثها وثقافتها الانسانية فيما اختارته جائزة الشيخ زايد الدولية للكتاب شخصية العام الثقافية في دورتها الثامنة نظرا لإسهاماته في مجال الثقافة في العالم اجمع.
وامتدح الشيخ سلمان الحمود الصباح المشهد التفاعلي الاحتفالي الثقافي والانساني على المشهد العربي الذي تجلى مع تسمية منظمة الامم المتحدة دولة الكويت (مركزا انسانيا عالميا) ومنح حضرة صاحب السمو امير البلاد المفدى الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه لقب (قائد العمل الانساني) لدعم سموه المتواصل للاحتياجات الانسانية للحفاظ على الارواح وتخفيف المعاناة حول العالم على المستويين التنموي والاغاثي.
وأكد ان هذا التكريم لدولة الكويت من خلال تظاهرة عربية متكاملة ثقافيا واعلاميا بوسائل الاعلام التقيلدية والجديدة يمثل تكريما للامة العربية وثقافتها الانسانية من المحيط الى الخليج متمنيا ان تكون تلك المشاركة بداية لتكامل ثقافي وانساني عربي في كافة المجالات.
وتطرق الشيخ سلمان حمود الصباح الى جهود دولة الكويت في المجال الثقافي العربي والذي لم يقتصر على التفاعل مع قرارات وتوصيات الدورة السابقة التي عقدت في البحرين في عام 2012 وانما تعداه الى المفهوم الثقافي العربي الواسع.
وفي هذا الصدد لفت الى ان دولة الكويت تنطلق في جهودها الثقافية لايمانها بأهمية تكامل المشهد العربي وقدرته على مواجهة التحديات المحيطة بالامة من خلال دعم وتشجيع الكوادر الشبابية في كل افرع صناعة الثقافة العربية واعتماد مشروع التبادل الثقافي والفني داخل وخارج الكويت ضمن الخطة الانمائية لدولة الكويت (2015-2020).
وأشار كذلك الى المشاركة في المنتدى الثقافي العربي الصيني وتشجيع وتوسيع التبادل الثقافي مع الثقافات الاخرى.
وفيما يتعلق بالموضوع الرئيسي المطروح للنقاش في هذه الدورة وهو اللغة العربية اكد الشيخ سلمان الحمود الصباح ان دولة الكويت أولت منذ أمد بعيد اهتماما خاصا للغة العربية وثقافتها بإنشاء اول مجلة عربية تعنى بشؤون العرب ولغتهم وثقافتهم وهي (مجلة العربي) اضافة الى انها كانت سباقة لنشر (معجم تاج العروس) المكون من 40 مجلدا والذي يمثل اعظم معجم لغوي في تاريخ اللغة العربية.
واوضح ان هذا الاهتمام باللغة العربية تواصل باعتماد الحكومة الكويتية منتصف العام الماضي انشاء مجمع للغة العربية كهيئة علمية تهدف الى النهوض باللغة العربية وتمكينها من مواجهة التحديات المعاصرة اضافة الى افتتاح مكتبة الكويت الوطنية منتصف شهر اكتوبر الماضي.
ولفت في هذا الصدد الى ان افتتاح المكتبة كصرح ثقافي وحضاري كويتي بمستويات عالمية يمثل اضافة جديدة لصروح الكويت الثقافية التي تعد نتاج فكر راجح لقيادة حكيمة لتدعيم اركان النهضة الثقافية في الكويت ضمن استراتيجية ثقافية وتنموية للانطلاق على عالمية المشهد الحضاري والثقافي.
وبين ان هذه المكتبة المشيدة على احدث نظم المكتبات العالمية الرقمية تؤكد ايمان الكويت المطلق قيادة وشعبا على اهمية دور الثقافة في تنوير العقل والفكر من اجل التنمية والبناء مستعرضا محتوياتها من مكتبات متخصصة للطفل والناشئة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة والاف الكتب والدوريات والمجلدات المتخصصة.
ودعا الشيخ سلمان الحمود الصباح في كلمته الى استنهاض اللغة العربية وتطويرها وايجاد اليات لتطوير الرقمنة لاثراء المحتوى الثقافي العربي الرقمي على الشبكة العنكبوتية كمنطلق للتكامل الثقافي الانساني لاسيما انها تواجه الكثير من التحديات في عصر الرقمنة وتواضع حصة الانتاج الفكري باللغة العربية المتاح على شبكة الانترنت.
كما دعا للمسارعة باطلاق قناة ثقافية عربية لتصحيح الصورة الذهنية عن الناطقين باللغة العربية لدى الشعوب والامم الاخرى وانشاء بوابة ثقافية الكترونية عربية مشتركة لتعزيز الهوية العربية وتثبيت الشعور بالانتماء من خلال خطة استراتيجية متكاملة ثقافيا وانسانيا.
واكد اهمية العمل على تحقيق التكامل العربي الجاد في المنتج الثقافي والادبي والانساني والفني حتى تنعكس اثاره الايجابية في تنمية الانسان العربي بلغته ودينه وثقافته وعلمه وحضارته ومجتمعه وتحصين الشباب في مواجهة اختراق حاجز اللغة والثقافة والتقاليد من خلال عالم الفضاء المفتوح.
وكان الشيخ سلمان الحمود الصباح اعرب في مستهل كلمته عن الشكر وخالص التقدير للاشقاء في المملكة على استضافة الدورة ال19 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي وللامانة العامة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على جهودها في الدعوة لعقد وتنظيم هذه الدورة.
وألقى عدد من وزراء ثقافة الدول المشاركة في المؤتمر كلمات بالمناسبة اكدوا فيها اهمية موضوع المؤتمر (اللغة العربية منطلقا للتكامل الثقافي الانساني) لما تشكله اللغة من اهمية كبرى في صياغة وتشكيل الهوية الثقافية.
 
 هذا وقد واختتم منذ قليل اعمال الدورة ال19 لوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي
 
شدد (اعلان الرياض) الصادر في ختام اعمال الدورة ال19 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي على ضرورة الاهتمام باللغة العربية كركن حصين للهوية العربية.
وطالب الاعلان بأن تحظى اللغة العربية الركن الرئيس للهوية العربية باهتمام خاص في السياسات الثقافية العربية والتنسيق المشترك لرفع خططها العملية من مستوى الخطط الوطنية الى مستوى الاستراتيجية العربية.
كما طالب بانفتاح اللغة العربية لتلعب دورها كمنطلق للتكامل الثقافي الانساني على التداول الفكري والعلمي العالمي من خلال تعزيز حضورها وإنتاجيتها في المحتوى الرقمي العالمي وتشجيع حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها.
وأوصى بمواكبة استخدام التقنيات الحديثة في طرق واساليب تعليم اللغة العربية وانتاج مضامينها ودعم الابداع العربي بجميع تعابيره الراقية باللغة العربية لتحقيق التكامل مع الثقافات الانسانية.
وتضمن اعلان الرياض الدعوة لجعل الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية مناسبة للتعريف بالإبداع الثقافي والمعرفي العربي في الداخل والخارج والعمل على توسيع جسور التواصل والحوار مع العالم بما يفتح آفاقا رحبة للتفاعل الايجابي والبناء.
وعبر عن الاعتزاز بالدور الذي تقوده المملكة العربية السعودية في نشر روح التسامح والحوار بين مختلف الثقافات منددا في هذا الصدد بكل مظاهر العنف والتطرف والغلو والإرهاب التي تشوه الرسائل النبيلة للثقافات الانسانية.
وشدد على اهمية جعل اللغة العربية قاطرة للمساهمة في بناء المواطنة الانسانية من خلال خطة عمل محكمة تتيح لثقافات العالم التعرف على القيم السامية والنبيلة للحضارة العربية الاسلامية مؤكدا في هذا الشأن عدم امكانية تحقيق المواطنة الانسانية في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية السافرة على التراث الثقافي العربي والمقدسات الدينية في القدس الشريف.
ودعا الاعلان المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) الى تحقيق شراكة نوعية مع مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين اتباع الاديان والثقافات في فينا مثمنا جهود المنظمة للنهوض باللغة العربية وتعزيز الحوار بين الثقافة العربية وثقافات العالم