أوردت صحيفة "الإندبندنت" مقالاً للكاتب البريطانى روبرت فيسك تحدث فيه عن اليمن، وقال إن الأمر كله يتعلق بالسعوديين.
وتابع، "فيسك" فمهما كان مدى تعقيد الحرب الأهلية اليمنية كما يبدو، أو مدى قوة الحوثيين فى العاصمة صنعاء، فتلك الطائفة الشيعية التى يمثلها الحوثيون ترعب السعودية ولسبب ما.
فعلى مدار أكثر من خمس سنوات، كان هناك صراع مسلح بين القوات السعودية والحوثيين الذين استولوا على سلسلة جبال منخفضة داخل الحدود السعودية.
وتلقى المملكة باللوم على إيران وحزب الله، بينما يلوم الحوثيون سنة اليمن وأنصارهم السعوديين مع الولايات المتحدة.
لكن مثل أى مشكلة فى الشرق الأوسط، فإن الصراع اليمنى أكثر دقة مما ينشر فى الصحف.. فكان أول حاكم مستقل لليمن شيعى زيدى، وليس سنى، مد أراضيه عبر كثير من أراضى شمال اليمن بين الحروب العالمية.
وكان الإمام يحيى رئيسا للطائفة الزيدية إلا أنه ناضل ضد السعوديين عندما استولوا على عسير ونجران مما كان يحيى يسميه "اليمن التاريخية".
وتحدث يوجين روجان العالم بأكسفورد شراسة خلف يحيى، ابنه أحمد الذى سجن وأعدام خصومه، وفتح علاقات دبلوماسية مع الاتحاد السوفيتى والصين، لكنه وجد نفسه بعد ذلك فى مواجهة دعوة عبد الناصر بالإطاحة بالأنظمة الإقطاعية فى الشرق الأوسط.
ولم يتورع أحمد عن إدانة الاشتراكية العربية، وعندما تمت الإطاحة أحمد، بدر، فى انفلاب عسكرى دعم ناصر الجمهورية الجديدة وسعى السعوديون إلى تدميره ودعم الشيعة الزيديين.
واعتبر فيسك أن قصة تقسيم اليمن ثم وحدته مرة أخرى وحكم على عبد الله صالح الديكتاتورى، ثم مزاعم الأقلية بحرمانهم يعنى أن الصحوة العربية، والتى كانت ربيعا دمويا فى اليمن، سيفتح جروحا لا تزال مؤلمة.