طالب وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان علماء الدين بالابتعاد عن ممارسة العمل السياسي، وليس عن السياسة،لأنهم لا يحملون مهارات العلوم السياسية والممارسات الدبلوماسية.

وأوضح  شومان خلال ندوة نظمها اليوم الثلاثاء الرواق الأزهري بقاعة الإمام محمد عبده بالدراسة، أن ممارسة علماء الدين للسياسة إساءة لعلمهم الشرعي عندما يخطئون في ممارسة السياسة التي لا يجيدونها.

 وأشار شومان إلى إن هناك فريقًا يرى عدم وجود أي رابط بين الدين والسياسة، بينما يرى فريق آخر أن الدين تربطه علاقة قوية بالسياسة، وأن السياسة يجب أن تلتزم بالمعايير الدينية، ويرون فى ذلك مخالفة للدين.

ولفت شومان  أن الفريق الأول يختصر الدين في باب العبادات كالصلاة والصوم والحج، رغم أن العبادات باب واحد في الفقه الإسلامي، وهناك أبواب في المعاملات والجنايات والسياسة الشرعية .

 وتابع شومان ، سبب هذا الاختلاف جاء نتيجة تفسير السياسيين الخاطئ للسياسة، فبعض السياسيين ينتزعون معيار الأخلاق من السياسة، كما يرون أن السياسة متغيرة والدين ثابت، وهذا خطأ في فهم الدين .

 ومضى يقول  الدين لا يصطدم مع السياسة، ولكن لا يجوز أن يطوع الدين لخدمة السياسة، ولا يجوز أن يصطنع العالم حكمًا شرعيًّا ليرضي به أصحاب السياسة، ولكن إذا طُلب من العلماء رأي شرعي، يجوز لهم أن يبحثوا من صميم الدين ما يتوافق مع الوضع القائم في المجتمع، لا أن يختلق حكمًا من خارج الدين .