اعتبر الباحث في مجال العلاقات الدوليةنشأت الديهى ، زيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى القاهرة بالكاشفة عن حجم التغير الكبير في الموقف السعودي حيال الأزمة السورية وتحديدا مصير الرئيس السوري بشار الأسد على الرغم من التصريحات المغايرة لذلك ، خاصة بعد أن أعلن الجبير توافق وجهات النظر المصرية السعودية حيال الأزمة السورية خاصا فيما يتعلق بالحل السياسى للأزمة والحفاظ على وحدة الأراضي السورية 

وقال الديهي إن تلك الزيارة لا تنفصل عن الجهد الدولي المبذول منذ فترة خاصا عقب الضربات الجوية الروسية على تنظيم داعش الإرهابي داخل سوريا ، مما استدعى حراكا دوليا موسعا لبلورة رؤية محددة للتوصل إلى صيغة مناسبة لوضع حد للأزمة السورية .  

وأرجع تغير موقف السعودية اتجاه الأسد إلى ان جميع حلفاء السعودية في دعم الاصرار على رحيل الأسد قبل البدء في إجراءات المرحلة الانتقالية وعلى رأسهم الولايات المتحدة وتركيا علاوة على فرنسا والمانيا والمملكة المتحدة قد اضطروا بدورهم إلى تغيير موقفهم أيضا وذلك بسبب قوة الموقف الروسى الذى اصبح اللاعب الرئيسى فى المشهد ، ومن ثم فإن السعودية ستكون الدولة الوحيدة التى تغرد خارج السرب الدولى إن اصرت على تعنتها ضد الأسد . 

وتابع أن السعودية ترى أن التوقيت الحالى ليس مناسبا للاعلان بوضوح عن قبولها بالأسد كرئيس انتقالى وذلك لسببين رئيسيين ، فأولا السعودية تريد الضغط على الولايات المتحدة من خلال اعاقة التوصل لاتفاق بشأن التسوية السياسية للأزمة السورية تتضمن ما اضطرت واشنطون للتوافق عليه مع موسكو ، وذلك لتحقيق مكتسبات تتعلق بأخطر الملفات بالنسبة إلى مصالحها وهما البرنامج النووى الإيرانى وملف الأزمة اليمنية ، منوها أن السبب الآخر يتعلق برغبة السعودية فى حفظ ماء وجهها أمام المجتمع الدولى ، حيث تجد صعوبة فى تغيير موقفها بشكل حاد ومفاجئ عقب سنوات من التعنت غير المبرر لرحيل الأسد ، كما اكد أن السعودية ستعلن عن تغيير موقفها حيال الأسد آجلا أم عاجلا حيث لا يوجد خيار آخر.