الصباح العربي
الثلاثاء، 7 مايو 2024 11:26 صـ
الصباح العربي

دين وحياة

وزير الأوقاف: إيران تخطط لإعادة الإمبراطورية الفارسية

الصباح العربي

أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، علي أن قضية تسييس الدين، تأخذ أبعادًا متعددة من أهمها توظيف الدين في الصراع السياسي وتمدد النفوذ، على شاكلة ما يقوم به النظام الإيراني الذي يستخدم المذهبية في سبيل إقامة امبراطورية فارسية على خلفية قومية أو عرقية تتخذ من نشر التشيع وسيلة لتحقيق مطامعه في المنطقة العربية.

وأشار جمعة، في مقال على نشر على موقعه تحت عنوان "مخاطر تسييس الدين"، إلي أن إيران تتخذ في سبيل تحقيق أطماعها التوسعية، ومحاولات الهيمنة على المنطقة، وإعادة بناء الامبراطورية الفارسية وسائل متعددة، منها الدعم العسكري المباشر لبعض الدول وبعض الفصائل التي تدين لها بالولاء، على شاكلة ما يحدث من مد الحوثيين في اليمن بالسلاح والعتاد، وكل ما يقوي شوكتهم في وجه الحكومة الشرعية باليمن، ومنها الإغراء المالي عن طريق استقطاب ضعاف النفوس، مع التركيز على بعض المفكرين، وأنصاف المثقفين، وبعض المحسوبين على الدعوة، وبعض قراء القرآن الكريم، وأقول أنصاف المثقفين، لأن المثقف الحقيقي الممتلئ ثقافة لا يمكن أن يبيع نفسه أو أن يخدم أعداء أمته أو يسهم في تحقيق أهدافهم ضد وطنه أو أمته العربية بالدنيا وما فيها، لأنه يدرك أن أي نيل من أي بلد عربي هو نيل من كيان الأمة العربية كلها، وأن مصير الأمة العربية إنما هو مصير مشترك، إذ لا يمكن تجزئة أمنها القومي، فهو كل لا يتجزأ، ونحن ندرك إدراكًا واضحًا لا لبس فيه أن أمن مصر من أمن أمتها العربية، وأن أمن الأمة العربية جزء لا يتجزأ من أمننا القومي. وأشار جمعة، إلى أنه لا يمكن أن يغيب عنا هذا التصريح الأهوج لأحد القيادات الإيرانية، حيت قال: إن إيران تمتلك القرار السياسي في أربع عواصم عربية، هي بيروت، وبغداد، ودمشق، وصنعاء، ولا يستطيع أحد أن ينكر أثر إيران وحرصها على التأثير في القرار السياسي في بعض العواصم العربية، بغض النظر عن صورة هذا التأثير ووسائله، وسواءً أكان ذلك التأثير مباشرًا أم غير مباشر، كما أنه لا شك أن حالة الفوضى غير الخلاقة التي حرصت القوى الامبريالية على نشرها في منتطقتنا العربية، قصد إضعافها، وتفتيت كيانها، قد أسهمت في تمدد النفوذ الإيراني، وزادت من مطامعه في بناء امبراطوريته الفارسية، ولو على أنقاض أمتنا العربية.

وأوضح جمعة، أن أخطر لون من ألوان التمدد الإيراني هو التمدد الفكري والعمل على نشر التشيع في المجتمعات السُنيّة قصد تفتيتها وتفكيك نسيجها الاجتماعي المتماسك، وإثارة الخلافات والنعرات المذهبية بين أبنائها، ما يقتضي منا جميعا العمل على تفويت ذلك عليها، مضيفًا بأننا نؤمن بضرورة الولاء الوطني للدولة الوطنية، فكل من يقيم على أرض مصر بغض النظر عن دينه أو مذهبه يجب أن يكون ولاؤه لمصر، وكذلك من يقيم على أرض السعودية، أو الإمارات، أو الكويت، أو البحرين، أو عمان، أو إيران، أو أي بلد آخر، فمن خرج على مقتضيات الأمن القومي لبلده يحاسب بتهمة الخيانة الوطنية لا الاعتناق المذهبي، وتكون العلاقة بين الدول في إطارها الرسمي والدبلوماسي، لا أن تعمد كل دولة إلى استقطاب جماعة، أو تيار، أو حزب، أو مجموعة في دولة أخرى لمصالحها الخاصة، وإثارة القلاقل في الدولة الأخرى.

وتابع وزير الأوقاف أن يد العرب ستظل ممدودة دائمًا بالسلام، شريطة الاحترام المتبادل، والمعاملة بالمثل، وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول، ويوم أن تسعى إيران لذلك ستجد يد العرب أطول ما يكون بالسلام، مع تأكيدنا ونصيحتنا لإيران بأن مصلحتها الحقيقية في التعايش السلمي مع جيرانها، لا أن تكون أداة في أيدي أعدائهم، أو أن تعمل على بناء امبراطورية واسعة على حسابهم، فهذا زمن قد ولّى، ولن يسمح لها به، إذ إن محاولات التوسع ستواجه بمواقف عربية حاسمة، والحرب ليس فيها رابح وخاسر فالكل فيها خاسر سوى أعداء الأمة.

دين وحياة

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq