أكدت الامم المتحدة فى تقرير لها فى جنيف اليوم الخميس ، حول حالة حقوق الانسان فى اوكرانيا انه وبالرغم من انخفاض عدد الضحايا المدنيين فى شرق اوكرانيا على مدى الاشهر القليلة الماضية الا ان الصراع مازال يؤثر بشدة على الحياة اليومية للمدنيين مع شعور متزايد باليأس والعزلة بالنسبة لمن يعيشون فى منطقة الصراع وبخاصة فى المناطق التى تسيطر عليها الجماعات المسلحة .

وقال زيد رعد الحسين المفوض السامى لحقوق الانسان بالامم المتحدة ، إن هناك احساس رهيب بالعزلة السياسية والاجتماعية والمادية والاقتصادية والاجتماعية بين اكثر من 3 ملايين شخص يكافحون من اجل كسب قوت يومهم فى منطقة الصراع ، مشيرا الى ان هؤلاء فى حاجة ماسة الى قدر اكير من الحماية والدعم .

ويركز التقرير الصادرعن مفوضية حقوق الانسان بالامم المتحدة والذى يغطى الفترة من 16 نوفمبر 2015 الى 15 فبراير 2016 ، يركز بشكل خاص على المعاناة اليومية للسكان فى منطقة الصراع من اجل البقاء على قيد الحياة وبخاصة من يعيشون حول خط الاتصال ( التماس ) والذى يفصل بين الجمهورية التى نصبت نفسها باسم جمهورية دونيتسك وجمهورية لوهانسك وبين بقية اوكرانيا .

واشار التقرير الى ان العديد من المنازل قد تضررت ونهبت كما ان الادارات المحلية لاتعمل والحصول على الخدمات الاساسية محدود فى احسن الاحوال ، كما ان المواد الغذائية غالية الثمن ويصعب الحصول عليها اضافة الى الاعاقة الكبيرة لحرية الحركة والتى تسببها نقاط التفتيش حيث تنتظر مئات المركبات احيانا لعبور خط التماس ويجبر الركاب على قضاء الليلة فى درجات حرارة منخفضة للغاية .

وذكر التقرير ان سكان الاراضى الخاضعة لسيطرة الجماعات المسلحة معرضون بشكل خاص لانتهاكات حقوق الانسان حيث غياب كامل لسيادة القانون وتقارير عن اعتقالات تعسفية وكذلك التعذيب والاحتجاز بمعزل عن العالم الخارجى وعدم الحصول على اليات الانتصاف الحقيقية ولفت التقرير الى انه خلال الفترة التى يغطيها وثق مراقبو الامم المتحدة ايضا مزاعم حول انتهاكات ارتكبت مع الافلات من العقاب من قبل المكلفين بانفاذ القانون الاوكرانى واساسا جهاز الامن بما فى ذلك حالات للاختفاء القسرى والاعتقال التعسفى والتعذيب .

ودعا المفوض السامى السلطات الاوكرانية فى هذا الاطار الى ضمان تحقيق سريع ونزيه فى الانتهاكات المبلغ عنها لتحقيق العدالة للضحايا والحد من الافلات من العقاب وتعزيز السلام طويل الامد .

ودعت الامم المتحدة ، ايضا الجهات المعنية فى جمهورية دونيتسك وهانسك التى نصبت نفسها الى اتخاذ اجراءات لتوضيح مصير الاشخاص المفقودين وعلى ان يكون ذلك من الاولويات الرئيسية فى اى مفاوضات سلام .

وبينما اشار التقرير الى ان حالة حقوق الانسان فى القرم ذات الاستقلال الذاتى لايزال صعبا للغاية ، فان وقف اطلاق النار فى شرق اوكرانيا لايزال ضعيفا مع الانتهاكات المبلغ عنها لوقف اطلاق النار وحوادث استمرار القصف العشوائى ووجود الاغام الارضية المضادة للافراد .وقدر التقرير عدد الضحايا فى اوكرانيا منذ بداية الصراع بحوالى 30 الفا بما فى ذلك 9160 على الاقل قتلوا وحوالى 21 الفا اصيبوا وهؤلاء يشملون المدنيين وكذلك القوات المسلحة الاوكرانية وافراد الجماعات المسلحة .

وشدد التقرير على ان تنفيذ اتفاقات مينسك هى الاستراتيجية الوحيدة القابلة للتطبيق للتوصل الى حل سلمى فى بعض المناطق فى شرق اوكرانيا والتى تسيطر عليها الجماعات المسلحة والتى بدورها المفتاح لحل ازمة حقوق الانسان هناك .وقال المفوض السامى لحقوق الانسان بالامم المتحدة ان هذا يشمل استعادة السيطرة الفعالة من قبل حكومة اوكرانيا على الحدود مع الاتحاد الروسى وانسحاب المقاتلين الاجانب والمرتزقة والمعدات العسكرية .