الصباح العربي
الجمعة، 3 مايو 2024 12:00 مـ
الصباح العربي

د. محمد الأشقر يكتب : مصرمن شعبان عبد الرحيم الى شنودة

الصباح العربي

الشباب هو المستقبل لأى بلد مما يتطلب من أولى الأمر وضعه على رأس الأولويات للخروج به من حالة الاحباط  و التخبط و التمزق و اللاوعى التى يعيش فيها بدون ذنب اقترفه. كذلك الخروج به من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تعصف بمصر و التى يعانى منها بشكل أساسى الشباب وكانت سببا رئيسيا لحالة الاستقطاب الثقافى و الفكرى التى يتعرض لها متأثرا بمناهج تعليمية شوهت عن غير قصد بعد أن حذف منها اضطراريا عناصر هامة فى تكوين الوعى لدى هؤلاء الشباب من خلال تعريفهم بالعدو الأول و الأقرب و الأخطر لبلدهم وأمتهم " الكيان الصهيونى – اسرائيل "
وقد تزامن مع هذا التعديل فى المناهج ما حدث من تغيير فى الخطاب الاعلامى للدولة بعد أن تم حذف كلمة " العدو الاسرائيلى " من محتواه تماما فأصبح الشاب ينظر الى اسرائيل تماما مثلما ينظر الى دولة مثل كوريا أو فرنسا أو حتى المغرب أو السعودية؟ وتجسد هذا الوضع وأفرز لنا حالة الشاب " شنودة " .

هذا الشاب المصرى المولد الاسرائيلى الهوى و الذى يبلور الثمن الغالى الذى يدفعه الوطن جراء تغيير المناهج و الخطاب الاعلامى.، هذا يفسر لنا كيف نشأ فى مصر شباب غاب عنهم الوعى لعدم وجود برامج التربيه الاعلاميه لمواجهة ا لغزو الثقافى لثوره  المعلومات والاعلام  الجديد فى عصرنا الحالى ، فوجدنا منهم من يقف فى وجه الشرطة ومن يقف فى وجه جيش بلده منددا به مطالبا باسقاطه.، ان حالة شنودة المتهم بالجاسوسيه  ذو الاربعة وعشرين ربيعا و الذى نشأ فى أسرة بسيطة من محافظة سوهاج فى صعيد مصر و الذى عمل لصالح اسرائيل وقال فى التحقيقاات معه أنه يكره مصر و يحب اسرائيل وانه مستعد للاعدام. والذى بدأت علاقته باسرائيل من خلال علاقة جنسية غير شرعية أقامها فى شرم الشيخ مع فتاة اسرائيلية فى مقابل 150 دولارا تقاضاها منها لينفق على حياته الخاصة . للأسف هذا ما آل اليه حال شريحة من شباب مصر. تتعرض ، فكيف نعود بتلك الشريحة التى ضلت من الشباب ليتبنوا كلمات شعبان عبد الرحيم " أنا باكره اسرائيل " بدلا من كلمات هذا الضال الذى طاوعته جوارحه أن ينطق " أنا باكره مصر و بأحب اسرائيل" ؟ علينا بدراسة تلك الحالة كنموذج بحثى بواسطة علماء من مختلف التخصصات " الاجتماع و الاعلام و الاقتصاد و السياسة" ليعرفوا و يعرفوننا كيف تداخل الاقتصاد و التعليم و الاعلام فى خلطة أسنة خلقت وضعا اجتماعيا سياسيا خطيرا يهدد الأمة فى أهم ثروة لديها فى شبابها.

ان هذا الشباب شئنا أم أبينا سيتبوأ المناصب التى نتبوأها اليوم ان لم يكن بأيدينا فسيكون بأيدى الزمن. وعندما يأتى هذا اليوم سيكون التحدى الأكبر : هل لديه وعى بمن هو العدو؟ أم لا؟ هل يعرف أولوياته؟ هل يعرف كيف يواجه عدوه ويتصدى له؟ هل يستطيع قراءة المشهد بشكل سليم أم لا؟ ان كانت الاجابات نعم يعرف و نعم يستطيع فهذه الأمة فى أمان  وينتظرها مستقبل مشرق أما ان كانت الاجابة "لا" فهذا مصير لا يستطيع أى وطنى يحب مصر أن يتركه يحدث.
لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا. " مصطفى كامل"

 

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq