الصباح العربي
الجمعة، 3 مايو 2024 07:24 صـ
الصباح العربي

محمد الأشقر يكتب: أحفادكم يستصرخون

الصباح العربي

أثار فيلم " حلاوة روح " جدلا واسعا لدى طبقات مختلفة من المجتمع من شباب و مثقفين وفنانين وليبراليين وحقوقيين ورجال دين وعلماء اجتماع وتربية وذلك لأنه ببساطة يقع في مساحة جدلية لم يحسمها المجتمع بعد وهى " حدود الحرية متى تعارضت مع القيم والمبادئ و الأخلاق و تعاليم الدين " وأنا لا أرغب في تسطيح الموضوع بالدخول في تفاصيل الفيلم المقتبس من الفيلم الايطالي " مالينا " للممثلة المشهورة "مونيكا بيللوتشى " و الذي أنتج عام 2000 " و الذي يوجد تطابق كبير في كثير من مشاهد كلا منهما حتى تريلر الفيلمين بدرجة تثير التساؤل " ما الفن و الإبداع في نقل فيلم بكل مراحله الفنية من قصة وديكور و مشاهد و ملابس ...الخ و تقديمها على إنها إبداع لا يجب مصادرته أو منعه؟ ما الإبداع في هذا ؟ ولكنى أفضل الدخول مباشرة في جوهر المشكلة وهى حدود الحرية في مقابل احترام المثل و المبادئ والأخلاق.

فالسينما منذ القدم كأحد وسائل الإعلام التقليدية الواجب أن يتضمنها ميثاق الشرف الاعلامى لدورها في تشكيل الرأي العام و تأثيرها في  أخلاقيات وآداب المجتمع ، مع التفريق بين الحفاظ على حرية الإبداع و الحفاظ على من يحطمون أجيالا كاملة بتقديم ما يسمونه فن رغم خلو الرسالة التي يقدمها من أي مضمون أخلاقي سوى جمل و كلمات في الحوار تنعكس بالسلب على الذوق العام و إيحاءات جنسية تشعل الغرائز وأفكار غريبة تسمم فكر الشباب. 

دعونا نرجع لبعض ما جاء في بروتوكولات حكماء صهيون وهو مخطوط يحتوى على أربعة وعشرين بروتوكولا هي الخطوات الواجب إتباعها حتى يسيطر الصهاينة على العالم. نجد أن البروتوكولات 13, 14, 17 تنص بالتوالي على: نشر النظريات المفسدة و المبادئ الهدامة, ثم ضرورة هدم الأديان الأخرى بإفسادها من الداخل, ثم وجوب مكافحة الكنيسة و محاربة البلاط البابوي .

إن الفكر الصهيوني قائم على نشر الفساد و هدم الأديان و الأخلاق و المؤسسات الدينية. وقد شاهدنا كيف نجح المخطط الصهيوني باستخدام آلته الإعلامية الضخمة و مملكة الإنتاج السينمائي التي يمتلكها و استغلها أسوأ استغلال في تشويه صورة رجال الدين في الغرب و محاربة الدين ذاته و هدم أسسه و ثوابته  مما أبعد تلك الشعوب عن دينها الذي يردها إلى صوابها بما مكن الصهاينة من الانفراد بشعوب غائب عنها الوعي و الضمير البشرى. إلى هنا و المشكلة عادية جدا فهناك صراع بين الخير و الشر في كل العصور و الأزمان و البلدان لكن للأسف المشكلة اكتسبت بعدا جديدا.

 فهنا في مصرنا من يشن حرب هدم الأديان إما بالوكالة كمأجورين للصهيونية أو بالنيابة في أحسن الأحوال و عن حسن نية و عدم إدراك لنتيجة ما يقدموه للمجتمع بدعوى حرية التعبير عن الرأي من هدم لأركان المجتمع وليس هناك دليلا على هذا أكثر من الظواهر التي استجدت على مجتمعنا من تحرش جنسي في الجامعات و الشوارع  في وضح النهار وما نسمع عنه من انتشار زنى المحارم وكلما نادي منادً بضرورة إيقاف هذا التخريب في أخلاقيات المجتمع و ثوابت الدين خرج عليه هؤلاء مدعومين بأبواق معروفة للكافة تطالب بحماية حرية التعبير والإبداع منتقدين قرار رئيس الوزراء بإعطاء الرقابة على المصنفات الفنية فرصة لتدارك خطأ قد تكون ارتكبته بالسماح بعرض مثل هذا الفيلم الذي لا فائدة منه إلا تحقيق أرباح لشركة نسيت رسالة الفن السامية في طريقها لتحقيق الربح بأي وسيلة.

 فاليوم يوم فصل واني لأسمع استغاثة المستقبل بضمائر الأمة المتدينة الوسطية " أنقذوا مستقبل مصر من الإفساد , أنقذوا مستقبل أحفادكم قبل أن يهدمه ويسمم أفكاره من أساء استعمال الحرية , أنقذوا المستقبل قبل أن يأتي يوما لن تدركوه حتما يدعوا فيه أحفادكم عليكم لما فرطتم و لما تسببتم من أذية لهم.

انه مفترق طرق هام وعلينا أن نختار إما أن نسمح لمدعى الحرية بالتغول على قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا ومن قبلهم ثوابت ديننا , و إما أن نقف في وجه هذا العبث الذي لم يقدم لنا جديدا بل يكتفي باستنساخ قصصا لنا من الغرب ويعيد تقديمها على إنها إبداع لا يجب الوقوف أمامه. وأقول لفناني مصر الشرفاء .. إن الفن رسالة سامية له دور تنويري كبير في تعريف المجتمع بمشاكله و قضاياه وله كذلك دور ترفيهي يرسم به ابتسامة على وجوه تحملت من المشقة و التعب ما أثقل كاهلها كما أن له أدوار عدة تخدم كلها مصالح الوطن. فلا تتنازلوا عن تقديم فن راق يسمو بأخلاقنا ويعلى من قيمنا و يدافع عن ثوابتنا و يصوب أخطائنا و يرسم المستقبل لنا. لا تتنازلوا عن تقديم فن محترم يجبر من يشاهده على احترام الشعب المصري العريق صاحب أقدم حضارة عرفتها البشرية.

المجتمعات كالفاكهة يختفي في قلبها الدود .

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq