الصباح العربي
الأربعاء، 8 مايو 2024 05:04 صـ
الصباح العربي

العسيرى: المحطة النووية المصرية ستخضع للتفتيش الدولى

الصباح العربي

أكد دكتور مهندس استشاري ابراهيم علي العسيري، خبير ‏الشئون النووية والطاقة‎ ‎وكبير مفتشين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية (سابقا)، أن القول بأن ‏المحطة النووية في مصر ستكون هدفا سهلا للقصف العسكري قول غير سليم وغير منطقي ‏ولا يجب التعويل عليه وإلا ما بنينا السد العالي ولا أي مشروعات صناعية عملاقة.‏

‏وأضاف أن مثل هذه المحطة ستخضع للتفتيش النووي الدولي بما يضمن الاستخدامات ‏السلمية لها، وبالتالي فلن تكون هناك أي ذريعة لأي دولة أجنبية للإقدام علي قصفها عسكريا.. ‏ومع ذلك فإن تصميم المحطة النووية يمنع تسرب أي مواد مشعة للبيئة الخارجية في حالة ‏تعرض المحطة للقصف العسكري المتعمد أو عن طريق الخطأ.‏‎ ‎

جاء ذلك في كلمة للدكتور العسيري أمام ندوة "الطاقة النووية في عالم متغير" التي نظمتها ‏اليوم الجمعية المصرية للفيزياء النووية بجامعة عين شمس برئاسة الدكتور محمد ناصف.

وأكد العسيري أنه لا محل لتخوف البعض من أي تسريبات إشعاعية من المحطة النووية، كما ‏أن تمويل المحطة النووية لا يشكل أي أعباء مالية علي الدولة أو علي الاقتصاد المصري، بل ‏على العكس فإنه سيجلب استثمارات جديدة للدولة.. فالشركات الموردة للمحطة النووية ملتزمة ‏بتقديم عروض تمويلية للمحطة تغطي 85 في المائة من المكون الأجنبي و 15 في المائة من ‏المكون المحلي وتسدد هذه القروض من العائد الذي توفره المحطة النووية خلال فترة تشغيلها.‏

وأشار إلى أن المحطة النووية الواحدة توفر سنويا حوالي مليار دولار، فقط من فرق تكلفة الوقود ‏النووي عن وقود الغاز الطبيعي أو البترول، وبذلك فإن المحطة النووية تغطي تكاليفها خلال ‏أربع أو خمس سنوات من تشغيلها، مشيرا إلى أن العمر الإفتراضي لها يبلغ 60 عاما، والفرق ‏سيكون وفرا صافيا للدولة. ‏

كما شدد على أنه ليس هناك أي مبرر للتخوف من الإشعاعات النووية المنبعثة من تشغيل ‏المحطات النووية، مشيرا إلى أنها تقل عن المتوسط العالمي للإشعاع في الطبيعة بمقدار أكثر ‏من عشرة آلاف مرة بل وتقل مائة مرة عن الإشعاعات النووية المنبعثة من تشغيل المحطات ‏المدارة بالفحم.‏‎ ‎

واستعرض العسيري في كلمته تعريف الطاقة النووية، والعلامات البارزة لاستخدامات الطاقة ‏الذرية بمصر، وإستراتيجية الطاقة الكهربية في مصر، والموقف العالمي للطاقة النووية، وجدوي ‏محطات القوي النووية وحتمية استخدامها في مصر، والمشروع النووي المصري وخطوات ‏تنفيذ، والإجراءات التي تمت علي طريق تنفيذ المشروع.‏

واختتم العسيري كلمته بالتشديد على أن استخدام الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء في مصر ‏‏(مدعوما بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح) بات مسألة حياة أو موت نظرا لمحدودية مصادر ‏الطاقة التقليدية في مصر، مشيرا إلى أن المواصفات الآن جاهزة في انتظار الضوء الأخضر ‏للطرح لتلقي عطاءات المحطة النووية الأولي والبدء في التنفيذ.. ودعا السلطات التشريعية ‏والتنفيذية والقضائية لسرعة اتخاذ القرار بالبدء في تنفيذ المشروع النووي المصري المتمثل في ‏إقامة من 4 – 8 محطات نووية لتوليد الكهرباء (ومستقبلا لتحليل مياه البحر عند الحاجة) ‏وذلك علي كامل مساحة أرض الضبعة المخصصة بالقرار الجمهوري الصادر عام 1981 بهذا ‏الشأن.. ودعا وسائل الإعلام بجميع أنواعها إلي تبني برامج دورية ثقافية وتنويرية بمسائل ‏وموضوعات الطاقة النووية، كما طالب بالتحقيق مع مروجي الإشاعات بعدم الجدوي من ‏المشروع النووي ومروجي معلومات مغلوطة وخاطئة لأهل الضبعة وأنها ستتسبب في إصابتهم ‏بالسرطان وتلويث مياههم الجوفية بالمواد المشعة وغيرها من عوامل إثارة العداء للمشروع ‏النووي. ‏

وتشتمل الندوة جلستين،بمشاركة عدد كبير من العلماء.. ورأس الأولى الدكتور محمد ناصف حيث ناقشت عددا من ‏المحاور تشمل رؤية مستقبلبة للطاقة النووية، وملامح الأمان في المفاعلات النووية المتقدمة، ‏والبرنامج النووي المصري لتوليد الكهرباء، والبرامج النووية العربية، والطاقة النووية.. الآفاق ‏والتحديات، وأجيال مفاعلات القدرة النووية.

وتبحث الجلسة الثانية برئاسة الدكتور عبد الرازق زكي حسين دور الرقابة النووية في مصر، ‏وامكانيات توليد الطاقة، وخلايا الوقود، وأهمية التفكير العلمي، والمحطات النووية حاضرا ‏ومستقبلا، ونحو حزمة متوازنة للطاقة في مصر.

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq