الصباح العربي
الجمعة، 3 مايو 2024 09:19 مـ
الصباح العربي

في اليوم العالمي لصاحبة الجلالة.. الصحافة المصرية تنزف

الصباح العربي

في الثالث من مايو.. يحيى العالم "اليوم العالمي لحرية الصحافة".. هاهنا في هذه البقعة من العالم.. التي يُقتل فيها الصحفيون برصاص مجهول أثناء تأديتهم لمهام عملهم في تغطية المظاهرات وأماكن الاشتباكات، ولا تستطيع تحديد هوية مطلق الرصاص علي وجه الدقة، هل هي الداخلية التي تبطش بكل من أمامها؟ أم هو متظاهر غاضب؟.. في المنتصف بين الطرفين يقف الصحفي الذي لا يتلقي أي حماية تمكنه من الحفاظ علي حياته في مواجهة هذا ولا ذاك.
ها هنا مصر.. حيث يقضي الصحفيون سنوات طويلة مضنية في عمل جاد، دون أن يُضمن لهم أن مؤسساتهم سوف تكلل تعبهم هذا بعقد رسمي يشهد أنه يعمل لديها، وأن بينهما علاقة عمل ''موثقة'' تُقنع نقابة الصحفيين بقبول أوراقه لديها كعضو بها، وفي هذه المعادلة المختلة يقف الصحفي في المنتصف بين رغبته في إرضائه لمؤسسته وبين النقابة التي لا تساعده ولن تحميه إذا حدث له أي مشكلة مع مؤسسته ولا مع رجال الداخلية ولا مع السلطة، ولا إذا أصابته رصاصة ضلّت طريقها الحائر إليه، سوي مزيد من الوقفات الاحتجاجية والكلمات الهادرة.
ومع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة تبقى أسماء الشهداء من الصحفيين المصريين الذين استشهدوا تباعًا في الميادين، دفاعًا عن الحقيقة محفورة بالمجد في سجل الخلود وذاكرة الثورة الشعبية وشاهدًا على انتصار الجماعة الصحفية المصرية لثقافة الحق وإرادة الشعب.
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم باليوم العالمي لحرية الصحافة، تعانى حرية الإعلام في مصر حالة من القمع والتضييق وفق عدد من التقارير الحقوقية الدولية، خاصة بعد ثلاث سنوات من الثورة نتج عنها قتل 10 صحفيين، وإصابة أكثر من 350 صحفيًا.
بدأت الانتهاكات ضد الصحفيين منذ اليوم الأول للثورة، بوقوع 190 انتهاكًا خلال الأيام الثمانية عشر الأولي للثورة، وفقا لرصد مركز دعم لتقنية المعلومات، كما شهد عام 2011 ما يقرب من 280 انتهاكًا للإعلاميين.
وشهدت الأيام الأولي سقوط أول شهداء الصحافة في الثورة وهو أحمد محمود، الصحفي بجريدة التعاون، والذي قتل على يد قوات الأمن، أثناء تصويره الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن يوم 29 يناير.
أما المؤسسات الإعلامية التي وقع بحقها انتهاكات فكانت 18 مؤسسة، من بينهم 8 وقعوا في شهر يناير فقط.
لم يختلف العام الثاني من الثورة عن سابقه ففي وسط استمرار القمع ظهر شكلا جديدا من الانتهاكات بعدد من البلاغات قدمت إلى النيابة العامة بتهمة "إهانة الرئيس"، بلغ عددها 11 ضد الإعلاميين استنادًا لنص المادة 179 من قانون العقوبات المصري "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 24 ساعة، ولا تزيد عن ثلاثة سنين كل من أهان رئيس الجمهورية".
ووفقا للانتهاكات التي رصدها مركز دعم لتقنية اتخاذ القرار فإن الانتهاكات بلغت 185 انتهاكًا.
ومع استمرار تراجع تصنيف مصر في حرية الإعلام جاء ترتيبها في تقرير منظمة مراسلون بلا حدود رقم 166 على مستوى العالم متراجعًا عن عام 2011، والذي كان 155 على مستوى العالم.
وشهد عام 2012 مقتل الصحفي الثاني وهو الحسيني أبو ضيف، الصحفي بجريدة الفجر، في أحداث الاتحادية الأولي، في 5 ديسمبر.
و فى عام 2013 صنفت مصر ضمن أكثر ثلاث دول دموية بالنسبة للصحفيين، طبقًا للجنة حماية الصحفيين، التي اعتبرت مصر من أكثر الدول انتهاكا لحقوق الصحفيين في العالم.
وعلى الرغم من الآمال الواسعة التي أعقبت الموجة الثورية في 30 يونيو إلا أن ما حدث عقبها كان عهدًا جديدًا من الانتهاكات، فخلال سبعة أشهر وقعت حوالي 260 حالة انتهاك للصحفيين ما بين اعتداء وتكسير معدات، والقبض عليهم وقتلهم، بحسب مرصد مؤسسة الفكر والتعبير.
وقتل ستة صحفيين بالرصاص الحي خلال تلك لفترة وهم مراسل وكالة "سكاي نيوز" ميك دين، ومصور وكالة "رصد" للأخبار مصعب الشامي، وأحمد عبد الجواد الصحفي بجريدة "الأخبار"، وحبيبة أحمد عبد العزيز من جريدة "جولف تايمز"، ومصور جريدة "الحرية والعدالة" أحمد عاصم، وقتل مدير مكتب جريدة "الأهرام" بالبحيرة تامر عبدالرؤوف في أغسطس، إثر إطلاق نقطة تفتيش تابعة للجيش الرصاص عليه أثناء فرض حظر التجوال.
وارتفع أعداد الصحفيين القتلى في 2014 بمقتل ميادة أشرف، محررة موقعي "مصر العربية والدستور"، في مسيرة بعين شمس، في مارس، عقب سلسلة من الانتهاكات التي شهدتها الذكرى الثالثة لثورة يناير و التي بلغت حالات القبض على الصحفيين فيها 12 صحفيًا، طبقا لويكى ثورة، بينما رصدت مؤسسة حرية الفكر والتعبير ومرصد صحفيين ضد التعذيب 36 حالة انتهاك وقعت للصحفيين أثناء تأدية عملهم هذا اليوم.
قد يكون الاضطراب الأمني والسياسي ساهموا بجزء كبير في خلق هذا السلوك العدائي بين الصحفي والمواطن أو بين الصحفي والدولة، قد تكون الصورة التي نقرأ من خلالها عناوين الأخبار التي أصبحت تُستخدم كأداة لترويج أفكار وأيدولوجيات خاصة نجحت في تحقيق ذلك. 
لكن في نهاية الأمر يجب أن لا نقوم بمحاسبة الصحفي كجزء من الصراع، يجب أن نقدس الدور الذي يقوم به ومدى الكلفة التي يتحملها لكي ينقل لك كقارئ هذه السطور..!

 

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq