الصباح العربي
الخميس، 2 مايو 2024 07:24 مـ
الصباح العربي

" الجنرالات والرئاسة " يكشف خبايا الصراع على حكم مصر

الصباح العربي

 

على مدار ثلاث سنوات كاملة، اصطدمت فيه العقلية المصرية بالكثير من الصخور الفكرية والإيديولوجية والسياسية، ساهمت بشكل كبير في إعادة رسم الخريطة العامة للنسيج المجتمعي المصري، فمنذ ثورة 25 يناير 2011 واجه المجتمع المصري صدمات عدة، بعضها ساهم في رفعته والأخر خسف به الأرض، وبعد مرور ثلاث سنوات اكتشف المواطن أن كرسي الرئاسة بات مطمعا للجميع، سياسيين وعسكريين ورجال أعمال، وفي سبيله يدفع ألغال والثمين، وهو ما أوجزه الزميل الكاتب الصحفي السيد الربوة في كتابة المطروح مؤخرا بالأسواق والمعنون بـ " الجنرالات والرئاسة"

 

مبارك وثورة 25 يناير 2011

استهل الربوة كتابة بفصل كامل عن معاناة الشعب المصري قبل ثورة يناير المجيدة في 2011، وما كان يعانيه المواطن من سوء في الأحوال المعيشية والثقافية والسياسية والاجتماعية، مع الإشارة إلى أهم المحطات في تاريخ تولي مبارك الحكم على مدار ثلاثين عاما، وكيف أنه اجاد في أول سنوات حكمه، ثم انتكس مرة أخرى مما ادى الى تراجع شعبيته في ظل ماكان يعانيه المواطن في أزمات تلو الأزمات، ولم يكتف الامر عند المواطن فحسب، بل إن الجيش نفسه قد انقلب على الكثير من مواقف مبارك وأخرها رغبته في تنصيب نجله جمال ليصبح رئيسا للجمهورية، وهو ما أعتبره قادة الجيش انقلاب على المألوف في النظام المصري في أن من يتقلد الامور لابد أن يكون من داخل المؤسسة العسكرية .

ثم أنتقل الكاتب الى دور مبارك في الثورة وأول قراراته بعدها، ثم تنحيه عن السلطة لصالح المجلس العسكري في مشهد أغرب من الخيال، وصولا الى سقوط النظام بأكملة – او كما توهم البعض – وحل الحزب الوطني ومصادرة ممتلكاته ومقراته.

 

مابعد 25 يناير 2012

وفي لمحة عابرة ومدققة استعرض الربوة في أحد فصول كتابه فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وأهم مابها من محطات، ذكر منها، الهجوم على معبر كرم أبوسالم، وإقالة المشير طنطاوي وزير الدفاع والفريق سامي عنان رئيس الاركان آنذاك، ثم الاستفتاء على الدستور، وصولا الى احداث 30 يونيو 2013 والمظاهرات الحاشدة التي خرجت للمطالبة بإقالة الرئيس مرسي واجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وانتهاءا بأحداث 3 يوليو وعزل مرسي وتنصيب المستشار عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا لحين تنفيذ خارطة الطريق الذي قرأ ملامحها وبنودها الفريق أول عبدالفتاح السيسي وقتها.

ثم انتقل الكاتب الى استعراض لأهم الأحداث والمحطات السياسية منذ الإطاحة بالرئيس مرسي، وفي مقدمتها، الاعلان الدستوري 2013، وأحداث فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، استقالة الدكتور محمد البرادعي من منصبه، والإعلان رسميا أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، ونشأة مايسمى بـ " تحالف دعم الشرعية" وتحول العلاقات بين مصر وروسيا وامريكا، وما أثارته مذكرات الفريق سامي عنان من جدل سياسي واسع النطاق، كذلك استقالة  حكومة الببلاوي المعينة منذ الإطاحة بمرسي ونظامه، والتشكيل الجديد لحكومة محلب، ومحاولة اغتيال الفريق سامي عنان، وتسريب الفريق احمد شفيق المقيم في الإمارات عن الانتخابات الرئاسية المقبلة، ثم تراجع عنان عن الترشح وعزم حمدين صباحي خوض الانتخابات.

 

الجنرالات والرئاسة

بعد تلك المقدمة المستفيضة التي استعان بها الكاتب وصولا الى الفكرة الرئيسية للكتاب، تطرق الربوة الى مساعي الجنرالات العسكريين نحو كرسي الرئاسة، وشغف كل منهم في أن يجلس على العرش، حيث بدأ بالمشير محمد حسين طنطاوي الذي كان أكثر العسكريين زهدا في منصب الرئيس لاسيما بعدما كبر سنة وبات يشعر أن حكم مصر ليس بالامر اليسير، ثم انتقل الى الفريق سامي عنان رئيس الأركان الأسبق، والذي كان أقرب المرشحين لحكم البلاد منذ ثورة 25 يناير مع بيان كواليس انسحابه من السباق الرئاسي بعد أن استمر قرابة اربعة اشهر في مقابلات يومية مع العديد من الفصائل السياسية والشبابية بمكتبه بالدقي تمهيدا لخوضه الانتخابات.

كذلك تطرق الكاتب إلى حلم الفريق أحمد شفيق وزير الطيران ورئيس الوزراء السابق  في أن يكون رئيس مصر لاسيما بعدما كان على بعد خطوات قليلة من القصر الجمهوري في الانتخابات السابقة التي فاز فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، وكيف أن شفيق – المقيم بالإمارات -  لازالت تداعبه خيالات تولي رئاسة مصر بالرغم من إعلانه دعم المشير السيسي في الانتخابات المقبلة، كما انتقل الكاتب الى ما أثير بشأن ترشح اللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات السابق للانتخابات الرئاسية وكواليس هذه الأخبار التي تداولتها الكثير من وسائل الإعلام.

ثم يفرد الباحث النصيب الأكبر للجنرال الأكثر حظا في الفترة المقبلة وهو المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع الأسبق والمرشح لانتخابات الرئاسة، منوها الى ما يتمتع به من شعبية جماهيرية كبيرة نظرا لدوره في الإطاحة بالدكتور محمد مرسي ونظام الإخوان المسلمين.

ويختتم السيد الربوة كتابة برسالة إلى الشعب المصري يقول فيها " انتبهوا أبناء وطني الشرفاء، واعلموا أن  حلم الأيادي الخارجية فى اغتيال الوطن، والتى تعبث فى كل مكان أكثر من الأيادى الداخلية،   وكل ما أستطيع أن أقوله  لبعض المصريين،  الذين يظنون أن إجراء انتخابات الرئاسة، وجلوس الرئيس القادم على  كرسي الحكم، فإن ذلك يعني أن  الحياة  سوف تصبح " بمبى .. بمبى " .. إن مصر تحتاج إلى مؤسسات، حتى تصبح دولة بالمفهوم الذى يضعها على خارطة الطريق الحق، وليس إلى رئيس يجتمع حوله المنافقون، أو أصحاب المال والأعمال، من أجل المصالح الشخصية، ويطبل ويزمر الإعلام ومدعي الثقافة له ، حتى نتوقف عن الدوران داخل  الدائرة، التى فتحنا لها باباً فى 25 يناير 2011، ولم نستطع الخروج منها إلى الآن بالرغم من مرور ثلاثة سنوات، وحتى نستطيع أن نواكب الدول التى سبقتنا فى منظومة الحياة، التى تحترم أفضل ما خلقه المولى عز وجل، وهو الإنسان الذى ضاعت ملامحه الأساس فى مصر، بين " دوامة التعب والشقاء"، بينما نهبت ثرواته لصالح  مجموعات الأباطرة، الذين استباحوا كل شيء، من أجل الصعود والحصول على المزيد مما لا يملكون"

 

 

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq