هي أنثى من نوع خاص من البعوض تستطيع أن تعرض 40% من سكان العالم للإصابة بمرض طفيلي يقتل من 1 –2 مليون شخص سنويا ـ حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية؟

إنه الملاريا ، والمنتشر في 100 دولة على مستوى العالم ، خاصة في قارة أفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية وشبه القارة الهندية وبعض بلدان أوروبا وجنوب شرق أسيا، إلا أن 90 في المئة من الإصابات تتركز في القارة الأفريقية.

ومعظم حالات الوفاة من الملاريا نجدها في الأطفال، لأن جهازهم المناعي لم يكتمل، حيث أن هناك طفلا يموت كل 40 ثانية بسببها، حسب قول منظمة الصحة العالمية.

وهناك نوعان للملاريا، فمنها الحميدة ومنها الخبيثة، والحميدة هي الأقل ضررا، ويمكن السيطرة على الملاريا الحميدة، حيث أنها الأكثر استجابة للعلاج، بينما قد تعد الخبيثة شديدة الخطورة وقاتلة أحيانا.

اكتشاف المرض

كانت البداية منذ أكثر من مائتي عام، حث اكتشف الطبيب الفرنسي ''ألفونس لافران'' الطفيل المسبب للملاريا بالجزائر، والذي حاز على جائرة نوبل في الطب والفسيولوجيا لعام 1907 عن اكتشافه هذا.

والملاريا مرض يصاب به الإنسان دون باقي الكائنات الحية ويسببه طفيل قاتل تنقله إناث البعوض من النوع ''أنوفيلس''، وهي البعوضة الأكثر قدرة على نقل الطفيلي المسبب للملاريا أثناء امتصاصها لدم الإنسان الذي تحتاجه لتتمكن من وضع البيض، ويوجد 380 نوع من البعوض الأنوفليس منها حوالي 60 نوعاً له القدرة على نقل الطفيل، وتعيش في الماء الراكد كمعظم أنواع البعوض.

وينتقل الطفيل إلى البعوضة إذا قامت بلدغ شخص مصاب، لتقوم بعد ذلك البعوضة بنقله إلى أشخاص أخريين عن طريق لدغهم، ويقوم الطفيل المسبب للملاريا بمهاجمة كرات الدم ونشر سمومه بها، وتتمثل خطورة المرض في وصول الطفيل للكبد أو الكلية، إذ أن سموم الطفيل قد تؤدي إلى فشل في وظائفهما.

أعراضه

تُحدث الملاريا أعراضاً أشبه إلى حد كبير بأعراض أمراض أخرى خاصة نزلات الانفلونزا ، وتتمثل في رعشة شديدة بالجسم وانتفاضة، وارتفاع في درجة حرارته، بالإضافة إلى العرض والغثيان والقيء و آلام في العضلات وبراز مدمم ويرقان وتشنجات واغماءات، وقد يصاحب ارتفاع درجة الحرارة قشعريرة وعرق غزير وصداع .

أما أنواع الملاريا شديدة الخطورة فتحدث أعراضاً مرضية شديدة مثل الغيبوبة، خاصة في حالة الملاريا المخية، كما تحدث أيضاً انيميا ونزلات معوية وفشل كلوي و ضيق في التنفس، كما قد تحدث مضاعفات كالفشل في وظائف الكبد وانخفاض مستوى السكر في الدم ونزيف تلقائي .

الوقاية منه

تتمثل الوقاية من المرض في تجنب لدغات البعوض، عن طريق لبس ملابس طويلة تغطي جميع أجزاء الجسم، واستخدام مبيدات حشرية وصواعق البعوض، ومن الضروري القيام بالرش الدوري للمصارف والبرك بالمبيدات أو الكيروسين لقتل يرقات البعوض باستمرار .

كما يجب أن يتجنب الإنسان استعمال العطور وكريمات ما بعد الحلاقة ولبس الملابس الداكنة لأنها تجذب البعوض.

وعلى الدول التي تظهر بها حالات مصابة بالملاريا أن تقوم بحملات تطعيمية ضد المرض للوقاية منه بشكل دوري.

في السياق ذاته يتوجب على الشخص الذي يعود من منطقة عرف عنها أن بها المرض، ان يقوم باستشارة الطبيب، حتى لو ظهرت عليه أعراض إرهاق لو بعد 3 شهور أو عام كامل من تاريخ عودته، لأن الطفيل عادة يتخذ هذه المدة في الانتشار بالجسم لحين إحداث أثار المرض والتي تبدأ بالإرهاق بسبب تكسير كرات الدم الحمراء.