قدمت الباحثة المصرية رانيا محمود أحمد أطروحتها للماجستير المثيرة للجدل، تحت قيادة وإشراف أ.د سامي ربيع الشريف أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة وعميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة.

وتحمل الدراسة عنوان صورة مصر في الدراما السينمائية والتليفزيونية الإسرائيلية حيث ارتكزت الأطروحة على دراسة موضوع جديد ومختلف ولم يسبق دراسته من قبل في مصر أو إسرائيل أو أي مكان آخر. كما جمعت الدراسة بين ثلاثة تخصصات مختلفة، وهي الإعلام، اللغة، العلوم السياسية، إذ تتبع الدراسة المسار التاريخي والسياسي والأيديولوجي لصورة مصر في الأفلام والمسلسلات الإسرائيلية التي تم إنتاجها وعرضها خلال فترة زمنية طويلة امتدت منذ عام 1948 وحتى عام 2021.

وقد توصلت الدراسة إلى عدد من الإحصائيات والنتائج الهامة، كان أبرزها أنه من خلال التحليل الكمي والكيفي للدراسة، وجد أن الموضوعات الحربية احتلت المرتبة الأولى في المعالجة المُقدمة في الأفلام والمسلسلات الإسرائيلية عن مصر، حيث بلغت نسبة الموضوعات الحربية المُقدمة عن مصر في الأفلام الروائية الإسرائيلية 73,34%، فيما بلغت نسبة الموضوعات الحربية المُقدمة عن مصر في الأفلام الوثائقية الإسرائيلية 60%، أما المسلسلات التليفزيونية الإسرائيلية فبلغت نسبة الموضوعات الحربية المُقدمة عن مصر 42,85% . كذلك كشفت الدراسة أن الطابع السلبي هو الغالب على الصورة المقدمة عن مصر في الدراما السينمائية والتلفزيونية الإسرائيلية، بداية من الرئيس جمال عبد الناصر الذي كان جاء تمثيله سلبيا للغاية ووصفه بالشرير الذي قاد مصر للهزيمة.

أثبت التحليل الكمي والكيفي للدراسة أيضا وجود اهتمام كبير بالموضوعات المُقدمة عن حرب الأيام الستة (حرب 1967)، في كل من الأفلام الروائية، والوثائقية الإسرائيلية، حيث احتلت موضوعات حرب الأيام الستة المرتبة الأولى في كل من الأفلام الروائية بنسبة 36,66%، والأفلام الوثائقية بنسبة 40% .

كذلك لاحظت هذه الدراسة غياب تمثيل فترة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن كافة المعالجات الدرامية المقدمة عن مصر خلال الفترة الزمنية محل الرصد رغم الانجازات الكبيرة التي يقوم بها .

وقد جاءت التوصيات في نهاية هذه الدراسة بتكثيف الجهود الدرامية والوثائقية المصرية التي تهدف إلى زيادة الوعي وتصحيح مفاهيم الصراع المصري الإسرائيلي. في إطار التوجه الحالي للدولة المصرية والذي يرعاه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والذي يسعى لإنتاج أعمال درامية هدفها الأساسي تصحيح المسار والمفاهيم المغلوطة.

كما أوصت الدراسة بضرورة التعاون بين الجهات الإنتاجية وإدارة الشؤون المعنوية لإنتاج أفلام ومسلسلات تركز على جوانب وإبعاد المعارك والصراع بين مصر وإسرائيل، وذلك في إطار الحرب الثقافية الدائرة بين مصر وإسرائيل.