الصباح العربي
السبت، 4 مايو 2024 06:26 صـ
الصباح العربي

غطاس : بالوثائق علاقة "الإخوان" بأميركا بدأت مع حسن البنا

الصباح العربي

 

كتب - سيد عيسى:
 
قال الدكتور سمير غطاس المفكر الاقتصادي رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الستراتيجية أن علاقة أميركا والغرب بـ"الإخوان" ليست وليدة اللحظة لكنها بدأت مع تأسيس حسن البنا للجماعة, مشيرا إلى أن "الإخوان" ورئيسهم قدموا خدمات جليلة للاميركيين تمثلت في حفظ أمن إسرائيل كما لم يحفظه أحد من قبل, حتى انهم غيروا مسمى المقاومة ضد اسرائيل إلى "أعمال عدائية".
لم يغفل غطاس الحديث عن محاكمة مرسي موضحاً أن شرعيته تآكلت حتى بين أنصاره, مطالبا بمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى, كما طالب بالعمل على تنمية وإعمار سيناء للقضاء على الإرهاب, وطالب حكومة الدكتور حازم الببلاوي بتوحيد كلمتها لمواجهة الضغوط الاقتصادية وعدم الاعتماد على الدعم الخليجي فقط. وأكد غطاس أن الفريق اول عبد الفتاح السيسي »صاحب الشعبية الكبيرة بين المصريين« هو الأوفر حظا للوصول إلى كرسي الرئاسة, وهذا نص الحوار الذي أجره معه " الصباح العربى " :
 
  لماذا اعترضت على احتجاز محمد مرسي? 
  محاكمة مرسي بداية حقيقية لنزع شرعيته قانونياً بعد نزعها سياسيا وشعبيا مع ثورة 30 يونيو. كنت اعترضت من قبل على احتجازه في مكان غير السجن, وهو اعتراض له علاقة بالناحية الإنسانية ومساواته بأقرانه وقادته وزملائه في السجون مثل المرشد ونائبه وغيرهما من مكتب الإرشاد, كان اعتراضي على الوضع القانوني المرتبط بوضعه في محبس غير معلوم, لا يعلم أهله عنه شيئاً بالمخالفة للقانون والدستور. 
 
محاكمة المواطن مرسي
 
  ما تقييمك لأولى جلسات محاكمته?
  من أهم الدلالات في هذه القضية أنه للمرة الأولى يمثل مرسي أمام القضاء بصفته مواطناً وليس رئيساً, رغم محاولته التمسك بصفته كرئيس متهما القضاء والمحكمة بأنهما مسيسان.
  ما تعليقك على تمسكه هذا?
  إذا اردنا التقدم لمصر يجب إعلاء قيم القضاء واستقلاله واحترامه, فعندما يمثل شخص أمامه فهو مواطن يجب أن يمتثل لقوانين وقواعد التقاضي. القضاء ركن أساسي من أركان الدولة, والقضاء له كامل الحق أن يدينه أو يحكم له بالبراءة.
  هل قضية قتل المتظاهرين هي الوحيدة التي يحاكم عليها مرسي?
  القضاء المصري المستقل أصدر قرارا قضائيا ضد مرسي قبل 30 - 6 وقت أن كان رئيسا, حيث أصدرت محكمة استئناف الإسماعيلية قرارا بإدانته بقضية التخابر مع جهات غير مصرية واقتحام سجن وادي النطرون, وقتل عدد من الضباط وهروب عدد من المحتجزين منهم مرسي وبعض قادة مكتب الإرشاد. حتى في هذه القضية التي تُنظر كانت النيابة شكلت فريقاً وصاغت قرار اتهام ضد مرسي وهو بالسلطة, لكن نتيجة وجود نائب عام مكلف من قبل الرئاسة تم تعطيل اتخاذ الإجراءات القانونية في هاتين القضيتين.
  هل سيحاكم بتهمة التخابر?
  ربما لا يعرف الكثيرون أن قضية وادي النطرون بعد إحالتها للنائب العام مرة أخرى, أحيلت لقاضٍ مختص وأمر بالفصل بين اقتحام السجن وقتل الضباط والجنود, وبين قضية التخابر, وهناك ملفات ستقدمها النيابة حول التخابر مع "حماس" وغيرها, وقضايا تورط مرسي في التخلي عن أراضي سيناء في شمال مصر أو في الحدود الجنوبية "حلايب وشلاتين".
  هل وجوده في منصبه كان يحول دون تقديمه للمحاكمة?
  الدستور ينص على أنه يجوز محاكمة الرئيس في حال الخيانة العظمى, وهذا ينطبق على مرسي, حيث استعان بقوى أجنبية ك"حماس" لاقتحام السجون والهروب, وهذه خيانة لأنها تعاون مع جهة مسلحة غير مصرية اعتدت على السجون وعلى السيادة المصرية, وحرقت أقسام الشرطة, ومؤسسات للدولة.
  ما دلالة تمسكه بالشرعية وهل كان ذلك سبباً لتأجيل الجلسة? 
  المحكمة اتخذت قراراً يتخذ في العادة, فالدفاع يطالب دائما بالإطلاع على أوراق القضية لذلك فالتأجيل أمر طبيعي, وقرار إجرائي, جرت العادة عليه, فمحاكمة مبارك طالب فيها الدفاع بتأجيل القضية للإطلاع على أوراق القضية. الإشكالية التي جرت في أول جلسة لمحاكمته أنه رفض توكيل سليم العوا بدعوى رفض المحكمة لكنه تراجع عن ذلك ووكله, ويمكن جلب مرسي واستدعاؤه في قضايا أخرى.
 
رد فعل "الإخوان"
 
  كيف ترى رد فعل أنصاره?
  أنصار مرسي لم يكونوا أخيراً بالحدة التي يفترض انها  تتمسك بمرسي رئيساً, ولم تركز المظاهرات الأخيرة على صور مرسي كما كان يحدث من قبل, وكذلك كانت مبادرة ما يسمى "تحالف دعم الشرعية" أخيراً حيث تجنبوا الحديث عن عودة مرسي حتى أن "أوباما" أكبر أنصار مرسي قال في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة "إن مرسي رئيس منتخب لكنه فشل في حكم مصر", كذلك كانت زيارة جون كيري وزير خارجية أميركا قبل يوم من المحاكمة ومقابلته أركان النظام القائم تؤكد أنه أسقط من حساباته مرسي, رغم أنه طالب بمحاكمة عادلة. الأدهى أن حمزة زوبع من قادة "الإخوان" أكد أنهم لا يشترطون عودة مرسي, وهذا ما أكده ائتلاف الشرعية الذي تخلى عن مرسي, كما أن حزب "النور" لا يعترف به رئيساً بل شارك في خريطة الطريق. رغم ذلك فإن "الإخوان" طالبت بعودته لكنهم على غير قناعة بذلك. 
  لماذا لم يحاكم محمد إبراهيم وزير الداخلية مع مرسي? 
  الذين قتلوا المتظاهرين لم يكونوا من الشرطة وهذا موثق بعكس ما حدث في ثورة 25 يناير. كان سبب إقالة أحمد جمال وزير الداخلية السابق أنه رفض التعامل مع المتظاهرين بعنف ورفض مواجهة المعتصمين, وبالتالي فمن قتل المتظاهرين هم "الإخوان", وهذا مسجل بالفيديو وهناك من بين المتهمين له تسجيلات له بالصوت والصورة, بالاضافة الى مشاهد التعذيب والقتل داخل المساجد, لذلك وجهت النيابة التهمة لمن قتل بالفعل. أؤكد أن المتظاهرين وبشهاداتهم عذبوا وتم إدخالهم قصر الاتحادية, وقد طالب رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان الرئاسة من النيابة استلام المحتجزين, كما قام "الإخوان" بتسليم بعضهم للنيابة, وهذا أمر باطل, فقد كان يجب أن يعتقلوا بسببه لأنهم لا يملكون حق الضبطية القضائية.
 
علاقة "الإخوان" بأميركا
 
  ما طبيعة الارتباط القائم بين أميركا و"الإخوان"?
  الارتباط ليس وليد اليوم لكنه نشأ منذ تأسيس الجماعة, وهناك شواهد على العلاقة بين "الإخوان" والغرب بشكل عام, رغم إدعاءات "الإخوان" بغير ذلك, فالشاب حسن البنا الذي كان مدرساً للخط طالب أن يتم تعيينه كموظف في الإسماعيلية وبعدما ذهب إلى هناك توجه إلى شركة قناة السويس التي كانت مملوكة لفرنسا وبريطانيا, ومن العجيب أنه أكد لهم أنه سيقيم جماعة إسلامية ومسجد فتبرعوا له بـ 500 جنيه مصري, وهذا يساوي خمسة ملايين جنيه مصري في الوقت الحالي.
  لكن "الإخوان" ينفون ذلك?
    محمود عساف السكرتير الشخصي لحسن البنا كتب في كتابه "أيامي مع الأمام الشهيد" الذي نشر العام 1993 أن البنا بادر بالاتصال بالسفارة الأميركية والتقى القائم بالأعمال مرتين عرض فيهما خدماته, وقدم لهم بعض التقارير, وذكر أنهم زرعوا أعضاء من "الإخوان" في الأحزاب اليسارية. كما نشرت وثائق ويكيليكس البرقيات المتبادلة بين "الإخوان" وأميركا. هناك شهادات سعد الدين ابراهيم - رئيس مركز ابن خلدون, وثروت الخرباوي, التي أكدت أن "الإخوان" طلبوا من سعد الدين أن يفتح لهم خطاً مباشرا مع أميركا, وقال سعد الدين بالنص "إن السفيرة الأميركية آن باترسون كانت مكلفة بأخونة الشرق الأوسط, وأنه قبل انتخابات الإعادة بين مرسي وشفيق طلب 50 إخوانياً تأشيرات دخول لأميركا وحصلوا عليها, وهذا يدل على عمق العلاقة بينهما. 
  لماذا اختارت أميركا "الإخوان"  دون غيرهم للتعاون?
  الإخوان كانوا يَظهرون كأنهم يعارضونها, لكنهم تحولوا لمدافعين عنها, ولا يوجد في سجل "الإخوان" بيان أو تصريح واحد يدين أميركا أو يشجب أعمالها في العالم, بل ان مرسي اعطى تعليماته بفض الاعتصام أمام السفارة الأميركية خلال حادثة  الفيلم المسيء للرسول, وقد نجحت أميركا بالفعل في تحويل "الإخوان" من قوى معارضة إلى قوى حليفة لها. 
  هل كان لهذا الاختيار علاقة بإسرائيل?
  أميركا تحاول الحفاظ على أمن إسرائيل, فمنذ عهد هاري ترومان وصولاً إلى بوش الابن كان الجميع يعلنون تعهدهم في بداية توليهم الرئاسة أن يحافظوا على أمن إسرائيل وتفوقها الستراتيجي. أما أوباما الذي دعم "الإخوان" فقد أضاف أن أميركا تضمن أمن إسرائيل للأبد وهذه عبارة جديدة, ولن يطبق هذا سوى "الإخوان".
  كيف بدأ التعاون الفعلي بين أميركا و"الإخوان"?
   لقد طلبت أميركا من "الإخوان" - حسب تصريحات سعد الدين إبراهيم - في الجلسات التمهيدية بينهما قبل أن تكون العلاقة رسمية, الاعتراف علناً باتفاقية كامب ديفيد, والحفاظ على أمن إسرائيل, وبالفعل أعلنوا ذلك. وما يؤكد رسوخ هذه العلاقة وتصريحات عصام العريان التي قال فيها: "إنه لولا وجود "الإخوان" في الحكم لنشبت حرب جديدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين", كما طالب بتعويض اليهود عن ممتلكاتهم في مصر قبل هجرتهم إلى إسرائيل, والأخطر ما قام به مرسي بعد الحرب العدوانية الإسرائيلية على القطاع في 15 - 11 - 2012 حيث أجبر "حماس" على عقد اتفاق هدنة نص فيه على وقف الجانب الفلسطيني للأعمال "العدائية" ضد إسرائيل, لقد حول "الإخوان" المقاومة إلى "أعمال عدائية", وأعطوا الحق لإسرائيل بمعاقبة من يقاومها إذا قاموا بأعمال "عدائية" ضدها.
 
"الإخوان" وإسرائيل
 
  هل هناك مؤشرات أخرى على هذا الأمر? 
  نعم, فعلى مدار العام هي فترة حكم "الإخوان" لم يُخدش مواطن إسرائيلي واحد, وأثبت "الإخوان" بعد عقدهم الصفقة مع أميركا أنهم الأقدر على ضمان أمن إسرائيل, كما أراد أوباما وللأبد. هناك ثلاثة مؤشرات أخرى على ذلك, كان هناك تمهيد لإقامة منطقة تجارة حرة في سيناء لتوسيع قطاع غزة, وهو ما يتطابق مع ما طالب به مستشار الأمن القومي لشارون العام 2005 وما طالب به أيضا معهد واشنطن. 
  ماذا عن المؤشرين الثاني والثالث?
  المؤشر الثاني التصريحات التي أدلى بها المرشد محمد بديع وقال فيها: "ما المانع من إقامة مخيمات للفلسطينيين في سيناء, مثل المخيمات التي توجد في الاردن ولبنان"?, أما المؤشر الثالث فإن 50 ألف فلسطيني مُنحوا الجنسية المصرية بما فيهم محمود الزهار, عضو المكتب السياسي ل"حماس".
  ما الدور الذي قام به مرسي في هذا الصدد?
  الأخطر الذي يدل على وجود صفقة لتأمين إسرائيل أبدياً كان التصريح الذي صدر على لسان مرسي إنه كان ينوي فتح قنصلية لغزة في مصر وقنصلية لمصر في غزة, وهذا تمثيل سياسي للحكومة المقالة في غزة, والاعتراف بهم ما يعني فصلهم عن الضفة, ويقتل في الوقت ذاته مشروع الدولة, وهذا أكبر هدية من عميل عربي لإسرائيل لأنه كان سينهي عملية التفاوض, لذلك أرى أن مرسي ارتكب جريمة كبرى يجب أن يعاقب عليها.
  من يتحكم في مصير جماعة "الإخوان" الآن ومن يحركهم?
  الذي يحكم الآن هو التنظيم الدولي للإخوان, وعلى رأسه أربعة يقيمون في الخارج, هم إبراهيم منير القيادي المعروف, محمود عزت النائب الأول لمكتب الإرشاد, جمعة أمين الذي أخرجته المخابرات البريطانية من مصر قبل 30 - 6 عبر عميلها في القاهرة الذي يدعى "أليكس", الذي أقام في عهد الرئيس الأسبق مبارك علاقات قوية مع تيارات الإسلام السياسي, وأعد تقارير سرية للمخابرات البريطانية توقع فيها قرب قيام ثورة شعبية عارمة ضد "الإخوان", ومحمود حسين أمين العام الحزب المتواجد الآن في قطر.
 
الإرهاب في سيناء
 
  كيف ترى الوضع في سيناء? وما سبب الإرهاب هناك?
  سيناء منطقة متسعة, مساحتها تقريباً 61 ألف كيلو متر مربع, لا يقيم فيها أكثر من نصف مليون مواطن, وتنقسم لمحافظتين: جنوب سيناء التي أصبحت موقعاً سياحياً ولا توجد بها مشكلة كبيرة, أما المشكلة الكبرى فتتمثل في شمال سيناء لأنها أقل نموا. عندما توسعت "حماس" في حفر الأنفاق تشكلت مجموعات للتهريب, واستعاضت عن الرزق بأعمال التهريب لأنه أكثر جلبا للأرباح, لذلك تم تشويه البنية الاجتماعية والاقتصادية للمحافظة, وأصبح شيخ القبيلة لا يحكم كما يجب أن يكون لكن نتيجة لظهور "حماس", "جند الله", "التكفير والهجرة", "جند الإسلام", ولجان المقاومة الشعبية تم تحويل المهربين إلى مجموعات مسلحة سلفية, وأصبحوا بما لديهم من مال وسلاح وادعائهم أنهم يمثلون الله يحق لهم السيطرة وتم تهميش دور شيخ القبيلة, الذي أجُبر على أن يدافع عنهم لأنهم أصبحوا جناحاً مسلحاً له, إلى جانب الإتاوات التي يحصل عليها, والدليل الجنازة التي أقيمت للأربعة الذين قتلوا يوم حادث الطائرة, كما ظهرت عليهم مظاهر الثراء الفاحش من خلال السيارات والأبنية وغير ذلك. نتيجة إهمال الدولة أصبح نشاط التهريب قائماً فضلاً عن زيادة نشاط زراعة المخدرات. 
  كيف يمكن حل هذه المعضلة?
  يجب تدمير الإرهاب والقضاء عليه, مع قيام الدولة بعمل مشروعات لتعمير وإعمار المحافظة, ورعاية حقوق أهل سيناء, وتغيير الطبيعة الديموغرافية, لأنه يجب الا أن تكون الحدود مقتصرة على القبائل فقط, ليس فقط في سيناء بل حدودنا مع ليبيا والسودان. يجب أيضا أن يكون هناك تنمية وتوطين لأبناء الوادي وأبناء سيناء, وزيادة الكثافة العددية هناك.
 
الحكومة المرتعشة
 
  ما تقييمك لأداء حكومة الببلاوي? وما أوجه القصور في أدائها? 
  هي حكومة موقتة, لن تستطع حل المشكلات خصوصاً الاقتصادية التي من الظلم أن نقول إنها بدأت مع مرسي لكنها تفاقمت في عهده مثل مشكلة الخبز والغاز, فمنذ عهد مبارك والحكومة لا تستطيع حل هذه المشكلات من جذورها, لكن ما يميز حكومة الببلاوي أنها استطاعت تثبيت سعر الجنيه المصري أمام الدولار بعد ارتفاع سعره في عهد مرسي إلى 7 جنيهات وكاد أن يصل إلى 10 جنيهات. هذا ليس بفضل زيادة الإنتاج لكن بفضل المساعدات العربية والأموال التي ضختها الإمارات والكويت والسعودية.
  كيف يتم الخروج من الأزمة الاقتصادية?
  حل المشكلة الاقتصادية في مصر يتطلب توافر الأمن, حل المشكلات السياسية يتطلب القضاء على الإرهاب لإيجاد مناخ مستقر لتشجيع السياحة, جلب المستثمر الأجنبي, تشجيع المستثمر الوطني, إنجاز الملف السياسي بسرعة وعمق, إنجاز دستور يلبي تطلعات المصريين وفق خريطة الطريق, سرعة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية لإدارة عجلة التنمية يجب أن تعطي الحكومة الأولوية للفئات الاجتماعية المهمشة, إزالة العشوائيات, وتوفير حياة كريمة للمواطن.
  هل الحكومة مرتعشة?
  الحكومة مرتعشة, فبعضها يؤيد المصالحة والبعض يرفضها, لذا عليها أن تعمل كفريق واحد, وأن يحتفظ كل وزير برأيه الشخصي لتوحيد موقفها السياسي, مع إبراز الانجازات التي تقدم وضخ دماء جديدة, وعزل المقصرين, وإعلام الشعب بحقيقة ما يحدث على الأرض.
 
الدعم الخليجي
 
  ما رأيك في دور الجيش?
  الجيش يقدم كل ما بوسعه, وما يحمد له أنه مد خطوط الكهرباء, المياه, والبنية الأساسية لـ1500 قرية بالصعيد, بمنحة من الأمارات تعدت 2 مليار دولار.
  هل سيستمر الدعم العربي لمصر? 
  كل العالم يحصل على دعم حتى الدول المتقدمة, لكن لا يمكن لدولة أن تبني خططها على هذا الدعم, ولا يمكن إقامة ستراتيجيات عليه. الدعم كان ضرورياً لمواجهة ضغوطات أميركا وقطر وتركيا, لكن على الحكومة أن ترسم سياساتها القائمة على توقف المنح, واستثمار ما حصلت عليه في مشاريع استثمارية مشتركة مع الدول الداعمة, هذا هو الأفضل خصوصاً إذا كانت مشاريع صناعية تعود بالفائدة على الطرفين, ونلحُ من الآن على الحكومة أن تضع خططا لوقف المعونات, ووضع خطة بديلة للاستثمار والنهضة. 
 
السيسي رئيسا
 
  من يصلح في رأيك لحكم مصر وهل يكون مدنياً أم عسكرياً?
  لا يوجد أحد ضد ترشح شخصية ذات خلفية عسكرية, طالما انه سيخلع البدلة العسكرية, وأؤكد أن 70 في المئة من حكام أميركا كانوا ضباطاً لكنهم تركوا الخدمة واندمجوا في الحياة المدنية, وهنا يجب أن نفرق بين امرين, بين شخص عسكري ترك العسكرية وخاض الرئاسة وهذا حق مكفول للجميع, وبين الحكم والهيمنة العسكرية على الدولة وهذا أمر مرفوض, ويدخل في المنع أيضا أن يكون هناك حاكم مدني لكن السيطرة تكون للجيش بسبب ضعفه.
  كيف نخرج من هذه المعضلة?
  عن طريق تقوية الحركة السياسية لضمان عدم هيمنة الجيش أو الحزب الواحد, كما كان يفعل »الحزب الوطني« ومن قبله »الاتحاد الاشتراكي« وأخيراً "الإخوان", فالحزب الواحد مثله مثل المؤسسة العسكرية, لذلك أطالب أن ينص في الدستور على مدنية الدولة لمنع قيام دولة عسكرية أو دولة دينية.
  لكن هناك تأييدا كاسحا للفريق السيسي للترشح للرئاسة? 
  يوجد فراغ في القيادة, والمرشحون السابقون بمن فيهم مرسي والبرادعي وحمدين وأبو الفتوح فقدوا رصيدهم في الشارع المصري, وطبيعة هذه المرحلة تستلزم وجود رئيس قوي يُجمع عليه الشعب. المصريون يعلمون أن هناك تحديات كبيرة في المنطقة تستلزم وجود شخص قوي على رأس السلطة, لذلك يلتفون حول السيسي لأنه التف حولهم, وأظهر قدرة ومرونة في التعامل مع أميركا وله صفات عدة علق المصريون آمالهم عليها. 
 

 

 

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq