الصباح العربي
الأربعاء، 1 مايو 2024 01:10 صـ
الصباح العربي

بالصور..مستشار المفتي: نحارب الفوضى في الداخل و الخارج ..ولدينا ملف خاص لمواجهة «داعش»

الصباح العربي

هناك فجوة فكرية في التاريخ الإسلامي
نقوم بإعداد دورت في العلوم الشرعية لتوعية الشباب
لدينا ملف خاص لمواجهة داعش
هناك قصور في الخطاب الإعلامي الموجه للغرب
نبذل جهد كبير لمواجهة فوضى الفتاوي

في ظل ما نراه من فوضى الفتاوي من علماء دين وشيوخ تختلف آرائهم حول تفسير بعض الأمور الفقهية ، بالإضافة إلى زيادة عدد التنظيمات الإرهابية والمتطرفة  في الداخل والخارج، الأمر الذي سلط علينا الضوء لنعرف ما دور المؤسسة الدينية لمواجهة مثل هذه الأفكار والتنظيمات  التي أشبه بالحرب .
مستشار مفتي الجمهورية الدكتور ابراهيم نجم قال في حواره  إن دار الإفتاء المصرية تحارب الفوضى في الداخل وفي الخارج ، ففي مصر تحاول دار الإفتاء نشر الفكر المذهبي الوسطي والاهتمام بالشباب حتى لا يقعوا في براثن التطرف والإرهاب وخارج مصر تعمل الدار جاهدة على  تصحيح الصورة المغلوطة عند الغرب عن الدين الإسلامي مؤكداً أن هناك قصور في الخطاب الإعلامي الإسلامي الموجه للدول الأوربية كما أن هناك دورات في العلوم الشرعية لتوعية الشباب وحمايتهم من الوقوع في التطرف .
الحوار:
رأينا في الأيام الماضية اتجاه دار الإفتاء للتوسع في الرد على الشبهات التي تحيط بالإسلام كالفتاوى الشاذة.. هل هذا التوسع نابع من زيادة حدة العنف والتطرف في البلاد الآن أم أنه عمل الدار بشكل أساسي؟
 في البداية مهمة دار  الأساسية هي بيان الحكم الشرعي للمسلمين في كل ما يشغلهم في أمور دنياهم ودينهم، وهذا هو صميم عملنا بدار الإفتاء المصرية، وكوضع طبيعي انتشرت في الآونة الأخيرة موجة من الشبهات والفتاوى الشاذة والآراء الصادمة التي تطعن في ثوابت الدين والصحابة، وبالتالي هبت الدار من واقع صميم عملها للرد على كل تلك الشبهات والافتراءات، وكان هذا النشاط واضح بشكل ملحوظ نتيجة الزخم الكبير حول هذه القضايا ونتيجة لانتشار الآراء المتشددة من قبل البعض، فالدار من خلال مرصد الفتاوى التكفيرية والشاذة تحصل على الكثير من هذه الفتاوى والآراء نتيجة الرصد اليومي وعلى مدار الساعة من قبل الباحثين والمتخصصين في هذا المرصد، ومن ثم تقوم بالرد والتفاعل مع الأحداث ونشرها في الإعلام لإعطاء الصورة الصحيحة، ومنع حدوث البلبلة والوقيعة بين الناس في ظل ما تشهد البلاد من ظروف في وقتنا الحالي، وهذا العمل سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل إن شاء الله هو نابع من صميم عمل دار الإفتاء المصرية ودورها في نشر الوعي والديني الوسطي بين المسلمين.
مرصد التكفير التابع للدار كيف يعمل وما هي خطتكم لتصحيح المفاهيم المغلوطة عند كثير من الشباب وخاصة في مناطق الأطراف الحدودية في الدولة ؟
 المرصد  أداة رصدية وبحثية لخدمة المؤسسة الدينية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى في مجال الفتوى، وهدفه التصدي لظاهرة فتاوى التكفير والآراء المتشددة في مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وتقديم معالجات فكرية ودينية لتلك الظاهرة وآثارها، ومحاولة الوقوف على الأنماط التكفيرية والمتشددة في المجتمع لتكون محل مزيد من البحث والدراسة لتقديم تصور لعلاج الظاهرة والمرتبطين بها، ومنها أيضًا تحسين صورة الإسلام وتنقيح الخطاب الديني من ظواهر التشدد التي طرأت عليه بفعل أيديولوجيات وافدة أو مجتزئة والتي تدعو إلى العنف والتطرف، وهناك محاولات من الدار بالتنسيق مع الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف عن طريق علمائهم لنشر المفاهيم الصحيحة في ربوع الوطن، والقضاء على ظاهرة التشدد والتطرف وتجفيف منابعها.
نرى سفريات كثيرة لك خارج البلاد للتعريف بالإسلام في ديار غير المسلمين، لكن محافظات الصعيد وحلايب وسيناء ومرسى مطروح تفتقد مثل تلك السفريات التي يسيطر عليها بعض المتشددين؟
نحن بفضل الله تعالى نعمل على نشر الوسطية والدفاع عن الإسلام ومحاربة الفوضى في الخطاب الديني في الداخل والخارج على قدم المساواة، ونحن قد لا حظنا هجومًا شديدًا في الغرب على الإسلام ومحاولة تصويره على أنه دين يحض على العنف وسفك الدماء، فأردنا أن نقوم بدورنا للذود عن الدين، كما أنه يوجد هناك أيضًا أقليات إسلامية في الغرب لها قضاياها الدينية التي تريد إجابة عنها، وهذا من واقع دورنا أيضًا، والدار تقوم بدورها في الداخل حتى في المحافظات من خلال أفرعها المختلفة ومن خلال علمائها، هي منظومة يكمل بعضها بعضًا، الغاية واحدة لكن الوسائل متعددة.
 وما هي خطة الدار لدمج الشباب وتثقيفهم وتعليمهم العلوم الشرعية، وحمايتهم من الشبهات التي تثار يوميًّا في الفضائيات ووسائل الإعلام؟
بالطبع الشباب هم أهم شرائح المجتمع فهم أساس في الحاضر وهم من يقودون السفينة في المستقبل، وهم من يقودون قاطرة التنمية والبناء، والدار تسعى من خلال عدة مبادرات لحماية الشباب من الوقوع في براثن التطرف والإرهاب، كما أنها تقوم بإعداد الدورات في العلوم الشرعية لتوعية الشباب، وتنشر الفكر الوسطي من خلال علمائها عبر الفضائيات المختلفة، وتسعى لإصدار مجموعة من الكتيبات حول أهم الشبهات المثارة على الساحة والرد عليها، لأنها في يقينها أن الشباب هم عماد الأمة ويجب الحفاظ عليهم من مغبة الوقوع إلى التطرف والإرهاب.
في تقديرك لماذا ازدادت وتيرة الفتاوى الشاذة في مصر والعالم العربي رغم وجود مؤسسات دعوية وشرعية كثيرة الآن؟ وهل هناك تشريعات ستصدر للحد من فوضى هذه الفتاوى؟
هذا أمر طبيعي نظرًا للأحداث التي يمر بها العالم العربي بوجه عام وتمر مصر به بوجه خاص، وهذا يرجع أيضًا إلى وجود جماعات متطرفة تتبنى فكرًا شاذًّا يساهم في الإساءة للدين وللأوطان، ونحن نحاول التصدي لمثل هذه الأفكار وهذه الفوضى في الفتاوى، وهذه المهمة ستكون الهم الأكبر عندنا في المرحلة المقبلة وهو القيام بوظيفة الدار من بيان للأحكام الشرعية بطريقة منضبطة تحد من الفتاوى التي تحدث بلبلة في المجتمع وتقضي على ما يسمى بفوضى الفتاوى، وسيكون هذا الأمر من خلال طريقتين: الأولى وهي الإسهام الفاعل في بث مزيد من الوعي العام لدى جماهير الأمة بهذه القضية، والعمل على إرساء ما أسماه بعض علمائنا بـ"ثقافة الاستفتاء"؛ لأن هذا بمثابة التحصين من الوقوع في هذا الإشكال، والطريقة الثانية تتمثل في العمل الدءوب على تصحيح المفاهيم الفاسدة التي تخلفها تلك الفتاوى الشاذة والغريبة على مجتمعاتنا وعلى روح الإسلام الوسطي الذي اتخذه الأزهر منهاجا له، فالمؤسسة الأزهرية هي عنوان للوسطية الإسلامية التي تسع الجميع وتحتوي الجميع، وستظل بفضل الله عز وجل مرتكزًا لكل دعوات الخير، وقيادة لا أقول روحيةً فقط، وإنما قيادة فكرية قادرة على ضبْط إيقاع المجتمع إذا ظهر فيه النشاز في أي صورة من صوره.
 
 بعد عودتك من الزيارة الأخيرة للولايات المتحدة أصدرت بيانًا تطالب فيه بضرورة تغيير صورة الإسلام عند الغرب وهو ما استغربه الكثيرون فما الذي دعاك لإصدار ذلك البيان؟ وما أكثر الدول التي نحن بحاجة للتركيز عليها لتصحيح صورة الإسلام بها؟
 أوروبا وأمريكا الشمالية وأستراليا هي من أهم المناطق التي يجب التركيز عليها نظرًا لعدائها الشديد مع الإسلام وكثرة حملات التشويه بها، على الرغم من وجود حوالي 50 مليون مسلم في أوروبا بكاملها، إلا أن العداء في أوروبا لا يزال مستمرًّا وهذا الأمر له أسبابه، فمنذ أن فتح المسلمون القارة الأوروبية على يد القواد المسلمين أمثال محمد الفاتح وطارق بن زياد وغيرهم إلى أن وصل المد الإسلامي إلى أقصى مدى في أوروبا، ونحن نلحظ هذا العداء التاريخي، وقد نبرر هذا العداء بأنه نتيجة للصورة الذهنية المترسبة لدى الأوروبيين وهذا ما اتضح في العداء الشديد الذي وصل إلى حالات القمع والإبادة كما حدث في البوسنة والهرسك، ولقد عانى أبناء الدول الأوروبية الأصليون الذين دخلوا الإسلام لكنهم حافظوا على دينهم رغم ما لاقوه من أذى ومحاولات محو هويتهم الإسلامية مثل الألبان والبوسنيين، والكوسوفيين المقدونيين، والمسلمين في بلغاريا، أضف إليهم المسلمين الجدد، من أمثال المفكر الفرنسي رجاء جارودي، والمفكر الإسلامي الألماني مراد هوفمان، وغيرهما ممن اعتنقوا الإسلام.
هناك نقطة أخيرة وهي من أهم التحديات الفكرية التي تواجه المسلمين بالخارج وهي وجود فجوة فكرية في التاريخ الإسلامي هناك ومصدر هذه الفجوة أن العلماء والفقهاء ظلُّوا على امتداد التاريخ الإسلامي يفكرون في الجاليات غير الإسلامية التي تعيش في ديار المسلمين، وقد وضعوا لهؤلاء كتبًا وفقهًا تغني هذا الجانب، ولكن هؤلاء العلماء لم يفكروا في وضع الجاليات الإسلامية التي تعيش في الغرب، فالحاجة متنامية بصورة كبيرة لوجود فقه للأقليات الإسلامية في الغرب، يدرس أحوال المهاجرين، ويحصر أمرها لتجد سبيلها إلى أحكام فقهية تيسِّر وتسهِّل حياتهم في الخارج.
وماذا رصدتم خلال زيارتكم لولايات المتحدة الشهر الماضي ؟
الكثير، لكن أهم ما لفت نظري في الولايات المتحدة هو نظرة الأمريكان لمصر على أنها أصبحت تعاني حرباً أهلية وفوضى عارمة واحتراب في الشوارع والذي بدوره يشكل خطورة على السياحة في مصر ، كما أنه يعبر عن قصور في التواصل مع الأمريكان بشكل جيد ، وهذا ناتج عن غياب قنوات الاتصال بيننا وبينهم والتي منها القنوات الموجهة للعالم التي تخاطبهم بشكل جيد وتقدم صورة مشرفة لمصر ، خصوصاً مع وجود قنوات فضائية مغرضة تقدم صورة سلبية عن مصر
توسع "داعش" في القتل علي الهوية في العراق بلاد الشام  وتهجير غير المسلمين ورأيناهم يذبحون من يقول لا إله إلا الله، من وجهة نظرك ما مدى خطورة مثل هذه الحركة على العالم الإسلامي؟ وما هي خطتكم لمواجهته؟
 ما تفعله داعش يشوه صوره الإسلام والمسلمين، ونحن حاليًا نقوم بتهميش الخطاب المتطرف وإتاحة الفرصة للعلماء لإظهار سماحة الإسلام، وإزالة الآثار السيئة التي أحدثتها مثل هذه الجماعات وألصقتها بالإسلام، لأن مواجهة فوضى الفتاوى تحتاج إلى جهد كبير من المؤسسات الدينية، ونحن لدينا ملف بالدار للتصدي لمثل هذه الفتاوى وعلاجها يكون ذلك من خلال نشر التوعية ليس في مصر فقط ولكن بالعالم كله، وهذه التوعية بالإسلام الصحيح تكون بعدة لغات، وإفريقيا سيكون لها أولوية خاصة لدينا.
وكيف تواجه حملات تشويه الإعلام  الغربي للإسلام؟
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر والإعلام الغربي يتعمد تقديم صورة للإسلام والمسلمين تجمع بين الضعف والتخلف والإرهاب والتطرف، محاولة منه لتكريس صورة سلبية للإسلام والمسلمين تتهمهم بالقسوة وأنهم مصدر العنف والإرهاب، لكن على الجانب الآخر دعنا نعترف بقصور الخطاب الإعلامي الإسلامي الموجه للغرب، مما يتطلب ضرورة انفتاح العالم الإسلامي على العالم الغربي وعلى حقائق العصر مع الحفاظ على ثوابت الأمة وتقاليدها وأن يُشكل المسلمون في الغرب قوة ضاغطة ترفع صوتها مدافعة عن دينها وصورتها وهويتها، كما أن الضرورة أصبحت ملحة لإنشاء قنوات فضائية إسلامية موجهة للغرب تخاطب الغرب بلغته وتعطي صورة شاملة عن الثقافة الإسلامية وتسهم في تصحيح صورة الإسلام والعرب والمسلمين، ومن ثم فلا بد من إنتاج برامج تخاطب الغرب باللغات الأجنبية بغية تصحيح صورتنا لديهم، هذه البرامج والحملات الإعلامية تركز على تفعيل دور الإعلام الإسلامي في تحسين صورة الإسلام والمسلمين من خلال التعرف على صورة الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية والأجنبية، كما ينبغي طرح رؤية مستقبلية في مواجهة تشويه صورة الإسلام والمسلمين، والتعرف على تأثيرات العولمة في تشكيل الصورة الذهنية عن الإسلام والمسلمين، وتفعيل دور الاتصال المباشر في مواجهة الصورة السلبية عن الإسلام والمسلمين في الغرب، ومن خلال كل هذه الجهود نستطيع أن نواجه حملات التشويه ضد الإسلام في الغرب، ولا بد من ضرورة إنشاء جهاز إعلامي إسلامي للبحوث، يتولى رصد وتحليل واقع ما يقدم عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية وإعداد الدراسات العلمية والحقائق التي يعتمد عليها في الرد على ما يقدم من صور مشوهة أو إساءة تتعلق بالمسلمين وثقافتهم ودينهم.

[gallery ids="261118,261116,261114"]

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq