الصباح العربي
الثلاثاء، 7 مايو 2024 10:07 مـ
الصباح العربي

قمة الكويت .. العرب يطرقون أبواب المستقبل الإفريقي المحفوف بالمحاذير

الصباح العربي

الصباح العربي

بعد سنوات من الإهمال العربي لإفريقيا، جعلت الحروب الأهلية تنخر فيها، والقوى الاستعمارية تستغل مواردها ، ودخلت إسرائيل كلاعب فاعل في المنطقة بات يهدد العمق العربي في إفريقيا، استفاقت الدول العربية وأدركت أهمية ذلك العمق وبدأت في تدارك الموقف بخطوات سريعة ..هكذا كانت الرؤية العامة التي عبرت عنها الساحة المصرية في تناولها لفعاليات القمة العربية الافريقية بالكويت يومي 19 و20 نوفمبر  .

جاءت القمة العربية الافريقية الثالثة بالكويت يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين أفضل تنظيما وأكثر تحديدا في مقرراتها عن القمتين السابقتين اللتين عقدتا في القاهرة عام‏1977‏ وسرت بليبيا عام‏2010,

بتركيزها علي قضايا التنمية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والاتجار غير المشروع في السلاح. وكان الجانب العربي متعاونا خاصة الكويت التي تقدمت بمبادرة سخية لتمويل مشروعات التنمية في إفريقيا.

وكانت القمة العربية الإفريقية بالكويت أولى الخطوات لتفعيل هذا التعاون، وكان قرارا صائبا من حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد حفظه الله  أن تركز القمة علي الجانب الاقتصادي والاستثمارات في إفريقيا حيث قدمت الكويت مليار دولار قروضا بفائدة محدودة للدول الإفريقية.

وبرغم وجود إحساس قديم لدي الشعوب الإفريقية بأن العالم العربي تخلي عنها عندما هبطت عليه أموال البترول، كانت القمة عاملا حاسما في إعادة الجسور بين الدول العربية ودول إفريقيا ، وأدرك العرب أنهم الأحق والأجدر بأن يقدمون الدعم لدول إفريقيا خاصة أن شعوبها قد عانت سنوات طويلة من مشاكل الجوع والفقر والتصحر ولم يلتفت إليها أحد.

أهمية القمة أيضا أنها جاءت في وقت يشهد الكثير من الأزمات في القارة السوداء، وكلها أزمات تحتاج إلي تعاون حقيقي عربي إفريقي، لذا اهتمت كافة الصحف ووسائل الإعلام بمتابعتها كالتالي :

  • البداية كانت مع جريدة الجمهورية التي كتبت مبكرا جدا، وقبل القمة بثلاثة أسابيع في يوم 2 نوفمبر نقلا عن تصريحات وزير الخارجية نبيل فهمي التي قال فيها إن مصر ستشارك بوفد رفيع المستوى بالقمة على رأسه الرئيس عدلي منصور الذي عقد عدة لقاءات مع القادة العرب بالقمة للتباحث حول القضايا المختلفة.
  • أما جريدة الوطن فنقلت تصريحات معالي وزير الإعلام وزير الدولة للشباب  الشيخ سلمان الحمود الصباح في اليوم الأول للقمة في 19 نوفمبر عبر فيها عن أمله في إنشاء قناة عربية موجهة للقارة الإفريقية بهدف تعزيز التواصل العربي الإفريقي في مجالات الاقتصاد والإعلام والسياسة والاستثمار.
  • ونقلت الأهرام والأخبار والجمهورية واليوم السابع والوطن عن جريدة الأنباء الكويتية حوارا مطولا مع الرئيس المستشار عدلي منصور على هامش مشاركته بالقمة قال فيه إن مصر بانتظار إنجاز لجنة الخمسين للدستور الجديد، ليتم ترتيب الانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية ، لافتا إلى أهمية القمة في زيادة الترابط بين العرب والعمق الإفريقي لهم .
  • وفي نفس اليوم التاسع عشر من نوفمبر نشرت الجمهورية بيان القمة حول القضية الفلسطينية الذي أكد على ضرورة إقامة الدولة الفلسينية وعاصمتها القدس مع إدانة واسعة للاستيطان .
  • أما روز اليوسف والأخبار فنقلت على لسان وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، تطلعه إلى مزيد من التعاون مع إفريقيا ودعم استقرار الصومال، مشيرا على هامش القمة إلى ضرورة العمل على تفعيل التعاون العربي الإفريقي وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري والاستثمار.
  • وعلى هامش القمة استغل الرئيس عدلي منصور تواجده بالكويت لتكثيف لقاءاته الدبلوماسية حيث التقى رئيس وزراء الأردن عبدالله النسور لمناقشة علاقات البلدين وسبل التحرك المشترك في العمق الإفريقي ، وكيفية عودة مصر لعضوية الاتحاد الإفريقي المجمدة منذ ثورة يونيو 2013 .
  • وفي نفس اليوم التاسع عشر من نوفمبر استضاف التليفزيون الكويتي الرئيس عدلي منصور في لقاء مطول نقلته عنه الأخبار والأهرام والجمهورية والوفد والمصري اليوم استعرض فيه علاقات البلدين، والوضع في مصر وسبل إنجاح خارطة الطريق والانتخابات البرلمانية المقبلة، وتطرق الحوار إلى العلاقات الخارجية منها العلاقات المصرية الكويتية، وموقف الدول العربية والخليجية الداعمة لثورة يونيو وتلك المناهضة لها.
  • مجلة آخر ساعة الأسبوعية، تناولت في عددها الصادر 20 نوفمبر قمة الكويت بعنوان، القمة العربية الإفريقية تبحث بناء شراكة اقتصادية، وقالت إن القمة تجئ تحت عنوان شركاء في التنمية والاستثمار لتمد جسور الود المقطوعة بين العرب وإفريقيا، ودراسة مشروعات استراتيجية حيوية تخدم الجانبين العربي والإفريقي.
  • وتحت عنوان القمة العربية الافريقية الثالثة تنطلق بالكويت اليوم كتبت الأخبار تقول أن القمة بمثابة فرصة لمصر لزيادة التحرك الدبلوماسي وشرح ثورة 30 يونيو عربيا وإفريقيا، خصوصا مع استمرار تعليق عضوية مصر إفريقيا.
  • التحرير كتبت في التاسع عشر من نوفمبر تحت عنوان " قمة الكويت تعاند الطقس السيئ وتبدأ أعمالها اليوم بمشاركة 71 دولة عربية وإفريقية وبحضور 34 رئيسا، تقول: نقلا على لسان وزير الإعلام الكويتي الشيخ سلمان الحمود دعم بلاده لكل ما من شأنه دعم خارطة الطريق المصرية، وتحقيق الازدهار لشعبها، باعتبار مصر عمود الاستقرار للمنطقة ككل وقائدتها التاريخية.
  • أما الأخبار فقالت إن القادة يصدقون على إعلان الكويت دون تعديلات والذي شمل إنشاء لجنة فنية إفريقية عربية للتنسيق وتعزيز التعاون المشترك، وإيجاد تسويات سلمية للنزاعات الإقليمية وإعادة الإعمار ، وتعزيز التعاون الزراعي والاقتصادي بين العرب وإفريقيا، والتركيز على ضرورة الإصلاح الشامل لهيكل الأمم المتحدة.
  • وشهدت القمة أيضا وفقا لما نشرته المصري اليوم جهودا خليجية مكثفة لإقناع الاتحاد الإفريقي بإلغاء تجميد أنشطة مصر ، ودعم العلاقات العربية الإفريقية.
  • الأهرام أيضا اهتمت بتداعيات القمة الإفريقية العربية وكتبت تقول " الاستثمارات تتصدر أعمال القمة اليوم بالكويت" ونوهت إلى التزام القادة بحماية حقوق الإنسان وعدم التدخل في شئون الغير والمطالبة بإصلاح الأمم المتحدة.
  • الشروق اهتمت بالنتائج الاقتصادية والاستثمارية للقمة وقالت إن قمة الكويت تدعم الاستقرار والشراكة بين العرب وإفريقيا، لافتة إلى موافقة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على مد الاستثمارات الإفريقية بمليار دولار كقرض ميسر لدعم التنمية خلال الأعوام الخمسة المقبلة.
  • مجلة المصور الأسبوعية نقلت عن معالي وزير الإعلام  قوله إن الاتحاد الإفريقي ينتظر الاستفتاء على الدستور المصري ليصحح موقفه والقمة الرباعية بين البشير وسيلفا وموسيفيني ومريام ناقشت ملف النيل ، لافتا إلى أن المساعدات الكويتية للقاهرة يحكمه القانون والدستور وبموافقة البرلمان.
  • المصور رصدت أيضا الفوائد المصرية من القمة كمحفل دولي وبحضور 71 دولة لدعم خارطة الطريق، ودعم الملف الإفريقي، وملف حوض النيل وعودة العلاقات المصرية ببعض الدول الخليجية وشكر الكويت والإمارات على موقفهم الداعم لمصر، كما تناولت المجلة إلى جانب صحف الأخبار والأهرام والأهرام المسائي طرح الرئيس منصور مبادرة مصرية لإنشاء شبكة عربية للتنمية بدول إفريقيا، لتوفير مصادر للتمويل للمشروعات التنموية في إطار استراتيجية المشاركة العربية الإفريقية .
  • وفي الجمهورية كانت تصريحات الرئيس عدلي منصور بالقمة محل اهتمام حيث ركزت الصحيفة الرسمية بمصر على خطة التنمية المصرية لدول إفريقيا وطرح فكرة إخلاء الفضاء العربي والإفريقي من أسلحة الدمار الشامل ، كما اهتمت الصحيفة بتصريحات منصور حول القضية الفلسطينية والتضامن العربي حيالها .
  • وتابعت الجمهورية بيان القمة الذي قام على تأسيس شراكة استراتيجية وتطوير التعاون الاقتصادي والتصدي للعنف والجريمة المنظمة بالقارة وحفظالسلم والاستقرار في كل الدول الافريقية .
  • الوفد اهتمت في اليوم الثاني بالقمة بأنباء المصالحة الثلاثية بين مصر وإثيوبيا وقطر وكتب تحت عنوان " مصالحة مصرية – اثيوبية – قطرية في قمة الكويت " إن الرئيس عدلي منصور وصل الكويت قبل القمة بحوالي 48 ساعة للقاء الشيخ تميم بن حمد ورئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ، لبحث ملف جوض النيل من جهة وتقريب وجهات النظر المصرية القطرية من جهة ثانية حول ثورة يونيو.
  • الأخبار والأهرام والجمهورية والوفد والوطن رصدت في اليوم الثاني للقمة تأكيدات الزعماء على إنشاء شبكة عربية إفريقية للتنمية والمساعدات العربية لإفريقيا، وحث حضرة صاحب السمو أمير البلاد  على ضرورة وجود شراكة عربية إفريقية فعالة ورسم سياسات مشتركة للجميع ، وآليات التصدي للإرهاب والاتجار بالسلاح والبشر .
  • وفي سياق مواز رأت التحرير والأهرام المسائي والوفد والمصري اليوم  أن إعلان الكويت  يرسخ للتكامل بين رأس المال الخليجي والعربي من جهة والموارد الإفريقية المهدرة من جهة ثانية ،مع تأكيدات الجميع على الوقوف ضد الإرهاب  والعمل على تمكين المرأة والشباب والتنسيق في شأن الهجرة غير الشرعية .
  • وفي اليوم التالي للقمة أجرى الرئيس عدلي منصور حوارا مفتوحا مع كل مراسلي الصحف المصرية ووفد مصر الإعلامي بالقمة منها الشروق والمصري اليوم والوفد والأهرام والأخبار والوطن ، أكد خلاله أن الفريق أول عبدالفتاح السيسي لم يتدخل أبدا في عمله كرئيس للبلاد ، وأن صلاحياته كاملة ولولا وقوف الجيش في وجه الإخوان لوقعت مصر في الحرب الأهلية، لافتا إلى أنه تنازل عن بعض صلاحياته لرئيس الوزراء لعدم رغبته في الانفراد بالسلطة، وتناول منصور في الحوار أزمة السد الإثيوبي والتحركات المصرية والعلاقات مع قطر، ونفي منصور تدخله في عمل لجنة الدستور ، والتفكير في أية تغييرات وزارية خلال الوقت الحالي .
  • الجمهورية اهتمت بالبيان الختامي للقمة، الذي أكد على تطوير التعاون التجاري والاستثماري بين العرب والأفارقة والترحيب بالفكرة المصرية بإنشاء آلية لتفعيل التعاون المشترك ، كما رأت الأخبار أن الشراكة العربية في التنمية والاستثمار تتطلب تعاون الجميع ، مبرزة أهمية القضية الفلسطينية، وضرورة تحقيق تقدم في إنشاء الدولة الفلسطينية على أسس سليمة مع حل مشكلة الاستيطان الإسرائيلي، وتفعيل دور الأمم المتحدة، وألمحت إلى ضرورة تفعيل الشراكة العربية الإفريقية وعودة الدور التنموي العربي بإفريقيا ، وضرورة توحيد الموقف العربي والإفريقي ، مع التأكيد على الشراكة الاقتصادية بين البلدان العربية والإفريقية .

الخلاصة

كانت مصر المستفيد الأول من القمة، خصوصا الملف الإثيوبي وملف عودتها للاتحاد الإفريقي، وكان للكويت دورا بارزا كما أبرزته الصحف المصرية في تقريب وجهات النظر المصرية الإثيوبية حول سد النهضة ، كما أن الدعم الكويتي لمشروعات التنمية بالدولة الإفريقية لا يخرج عن كونه دعما للتواجد المصري والموقف المصري بإفريقيا.

وفي النهاية يبقى أن تنفيذ مقررات هذه القمة سيتوقف إلي حد كبير علي مدى استجابة الحكومات الإفريقية لمطالب الجانب العربي بإزالة عوائق التنمية لتشجيع المستثمرين ورجال الأعمال علي الدخول في مشروعات يحتاج اليها الجانبان خاصة في الزراعة والإنتاج الحيواني وتوليد الكهرباء وزيادة التبادل التجاري, حيث أن حجم التبادل التجاري بين الدول الافريقية والعربية ما زال متدنيا جدا ولم يتجاوز25 مليار دولار بينما ارتفع بين افريقيا والصين وحدها من10 مليارات عام2000 الي200 مليار في عام2010 ومن هذا المنطلق ركزت القمة علي الاستثمار في مجال الزراعة والأمن الغذائي علي أمل أن تتنبه الحكومات لهذا الخطر وتسارع بتهيئة الأوضاع للاستثمار الكثيف في الزراعة والإنتاج الحيواني مستفيدة من وفرة العمالة الرخيصة في افريقيا والمياه والأراضي الخصبة غير المستغلة وفائض رءوس الأموال العربية خاصة الخليجية منها والمنافسة الشديدة التي تلقاها الاستثمارات العربية في الأسواق التقليدية في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.

click here click here click here altreeq altreeq