الصباح العربي
الجمعة، 3 مايو 2024 10:19 صـ
الصباح العربي

بين خيارات الدعم والتلويح.. هل تنجح سلطة "عباس" في حل القضية الفلسطنية أم َتحلها؟؟

الصباح العربي

اعتراف الدول الغربية بفلسطين يدعم موقفها أمام مجلس الآمن .. الفيتو الأمريكي يهدد .. وتلويحات "عباس" تقنن الخيار المسلح.

"فلسطين لي .. والملح من اثر الدموع على جدار البيت لي .. وقصاصة الورق التي انتزعت من الإنجيل لي .. هذا الرصيف وما عليه من خطايا لي .. والمفتاح لي .. والباب والكراس والأجراس لي.. وهذا المسك لي " هل ستعترف أخيراً دول العالم أن الشاعر الراحل محمود درويش وأجيال سبقته وأخرى تليه أصحاب حق؟!، وهل ستسمح الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لإسرائيل لجزء من تلك الحقوق أن تعود، أم ستصدتم بالفيتو!!. على الرغم من أن عدد الدول التي اعترفت بفلسطين كدولة في تزايد، فبعد الإعتراف السويدي الرسمي 30 أكتوبر الماضي، والإعتراف البرازيلي، والإعتراف الرمزي البريطاني، ودنو الحصول على اعتراف من فرنسا حيث طالبت الغالبية الاشتراكية الحكومة الفرنسية بالاعتراف بدولة فلسطين في مشروع قدموه- وهم الأغلبية- أمام البرلمان، وسيتم التصويت على ذلك المقترح 28 نوفمبر الجاري، بالإضافة إلى التصويت الاسباني على الآمر ذاته أمام البرلمان اليوم الثلاثاء، والذي يتجه إلى الموافقة على الاعتراف بها، وبالتزامن مع الحراك في البرلمان الايطالي لاتخاذ القرار نفسه، إلا أن ذلك لا يعني أن نجاح انتزاع فلسطين في حقها كدولة بات محتوماً، لاسيما فيظل غموض الموقف الأمريكي من شروط السلطة الفلسطنية لاستئناف المفاوضات والمتمثل أبرزهم في وقف الاستيطان الاسرائيلي، بل والتلويح باستخدام حق الاعتراض "الفيتو" حال اللجوء إلى مجلس الآمن للإعتراف بدولة فلسطين على حدود 67.

وكان عباس قد سلم مشروع قرار فلسطيني عربي إلى رئاسة مجلس الأمن الدولي في 26 أكتوبر الماضي خلال مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة لإجراء مشاورات بشأنه، ويستهدف مشروع القرار التصويت على وضع سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وفق حل الدولتين خلال مهلة 3 أعوام.

وتعزز اعترافات الدول الغربية بفلسطين من موقفها أمام مجلس الآمن، والذي من المقرر أن يتلقى طلب رسمي من السلطة الفلسطينة لوقف نشاط إسرائيل الاستيطاني والإعتراف بدولتهم، إلا أن الموقف الأمريكي الذي يهدد حل مشكلة الاعتراف بدولة فلسطين، جعل السلطة الفلسطينية متمثلة في الرئيس الفلسطيني محمود عباس يلوح باللجوء إلى حل من نوع آخر، حل السلطة الفلسطينية برمتها، وهو ما سيعني إعلان إسرائيل أمام دول العالم كدولة محتلة، واللجوء إلى خيار المقاومة المسلحة كالحل الوحيد لاستعادة الأراضي المحتلة، مما يعد إعلان لفشل كافة مساعي الوصول إلى حل سلمي والتي بدأت مع اتفاقية اوسلوا 1993.

النتائج المحتملة لحل السلطة الفلسطينية اختلفت ردود الفعل العربية والفلسطينية على التلويح بحل السلطة الفلسطينية، فبينما أستبعد البعض تلك الخطوة تماماً، تخوف آخرين منها مطالبين السلطة بالتريث وتحمل المسئولية حتى لا يتم خدمة إسرائيل وحماس بذلك القرار.

وقال عبد القادر ياسين، الكاتب والمفكر الفلسطيني، إن الرئيس محمود عباس لن يستطيع أن يخرج عن إرادة الكيان الإسرائيلي، ولن يستخدم القوة او يقرها ضدهم، فاللجوء إلى حل السلطة الفلسطينية يعني التسليم بأن القتال المسلح هو السبيل الوحيد لإستعادة الدولة، مشيراً إلى أن تاريخ " عباس" وعدائه للفصائل التي تستخدم القوة ضد الكيان الإسرائيلي ومحاولة اغتيالها يؤكد على أن ذلك الحديث ليس إلا استهلاكاً إعلاميا غير قابل للتنفيذ على أرض الواقع.

وأشار " ياسين"، في تصريحات خاصة لـ"الصباح العربي"، إن مستقبل المصالحة الفلسطينية وحكومة الوحدة على المحك، لاسيما في ظل الاتهامات المستمرة من فتح لحماس، قائلاً إن تلك الاتفاقية لم تكن منطقية من الأساس لاختلاف القناعات التي تقوم عليها كل حركة، فبينما تؤمن حماس العمل المسلح والجهاد لاستعادة الأرض، تعتمد فتح على المفاوضات والحل السلمي.

فيما حذر السفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، من إقبال السلطة الفلسطنية على حل نفسها، قائلاً : إن تلك ليست المرة الأولى التلويح فيها عباس بحل السلطة الفلسطينية، ولكن تحول ذلك التلويح إلى قرار أمر في غاية الخطورة على القضية ومستقبلها ويجب التفكير في تداعياته القانونية والسياسية في آن واحد ، نعلم أن عدم إجراء مفاوضات فلسطنية إسرائيلية يسبب إحباط، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار الظروف الحرجة في الشرق الأوسط وتركيز الإدارة الأمريكية على مواجهة داعش.

وأشار إلى أن تداعيات قرار الحل تتمثل في سياسية وقانونية، فالضفة الغربية تحت ستقع تحت سيطرة القوات الاسرائيلية، وستعيد احتلال الاراضي فوراُ، كما سيخدم حماس التي ستؤكد على ان المقاومة الحل الوحيد للتسوية، لحماس ، متسائلاً هل فتح والمنظمات الفلسطينية غير الدينية الوطنية على استعداد لمواجهة هذا الموقف والرد الرسمي .

وأضاف : اعتراف السويد بدولة فلسطين يؤثر ايجابيا على الدول الأخرى، ففي الاتحاد الاوربي الحزب الاشتراكي الفرنسي يتجه لمناقشة الاعتراف في البرلمان، من المهم الآن توضح نوايا الإدارة الامريكية، وهل ستواصل جهود 2013 للتوصل الى اتفاق فلسطيني اسرائيلي .

وأشار " هريدي"، في تصريحات خاصة لـ"الصباح العربي، إلى أن ذلك الملف لن يكن ذا أولوية على طاولة الولايات المتحدة في ظل ظروف الشرق الأوسط، وانشغالها بداعش، لاسيما بعد انتخابات التجديد النصفي .

البدائل وطالب مساعد وزير الخارجية الأسبق الدول العربية بإحتواء القضية الفلسطنية، وتقديم كافة المساعدات لهم، مقترحاً القيام بجولات عربية في العواصم الاوربية للحصول على تأييد أكبر عدد ممكن بإعلان قيام دولة فلسطين. فيما قال الدكتور واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية،إن حل السلطة يمكن أن يكون الملاذ الأخير الذي يمكن أن تلجأ إليه السلطة الفلسطينية في الرد على السلوك الإسرائيلي، مضيفاً في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط السعودية" أن السلطة الفلسطينية تعتبر إحدى أذرع منظمة التحرير الفلسطينية المسؤولة عن شؤون الفلسطينيين في الداخل. واعتبر أبو يوسف أن الخيار الأساسي الذي يتوجب تبنيه هو التوجه لمجلس الأمن من أجل تحقيق إنجازين مهمين هما: الحصول على اعتراف دولي بعدم قانونية وشرعية ما تقوم إسرائيل بتكريسه على الأرض من حقائق، وإقناع مجلس الأمن بإلزام حكومة نتنياهو بوقف الأنشطة الاستيطانية، بوصفها مخالفة لقرارات الشرعية الدولية، مشيراً إلى أن الإنجاز الثاني الذي يتوجب السعي لتحقيقه هو الحصول على اعتراف دولي بالإعلان عن دولة فلسطينية على كل الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967.

خلفية تاريخية مثلت إتفاقية أوسلو أول اتفاق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على الحكم الذاتي للأراضي التي كانت واقعة تحت سيطرة كل منهم، حيث وقعته كل من إسرائيل ومنظمة التحرير في مدينة واشنطن بوست الامريكية 13 سبتمبر 1993، بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة اوسلوا النرويجية التي تمت فيها المحادثت السرية بداية من عام 1991، التزمت منظمة التحرير الفلسطينية على لسان رئيسيها ياسر عرفات بحق دولة إسرائيل في العيش في سلام وأمن والوصول إلى حل لكل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة من خلال المفاوضات، وأن إعلان المبادئ هذا يبدأ حقبة خالية من العنف، وطبقا لذلك فإن منظمة التحرير تدين إستخدام الإرهاب وأعمال العنف الأخرى، وستقوم بتعديل بنود الميثاق الوطني للتماشى مع هذا التغيير، كما وسوف تأخذ على عاتقها إلزام كل عناصر أفراد منظمة التحرير بها ومنع إنتهاك هذه الحالة وضبط المنتهكين. قررت حكومة إسرائيل على لسان رئيس وزرائها اسحق رابين باعتبار السلطة الفلسطينية الممثل للشعب الفلسطيني، وبدء المفاوضات معه. كما وجه ياسر عرفات رسالة إلى رئيس خارجية النرويج آنذاك يؤكد فيها أنه سيضمن بياناته العلنية موقفا لمنظمة التحرير تدعو فيع الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى الإشتراك في الخطوات المؤدية إلى تطبيع الحياة ورفض العنف والإرهاب والمساهمة في السلام والإستقرار والمشاركة بفاعلية في إعادة البناء والتنمية الإقتصادية والتعاون.

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq