كلما مضت مصر قدمـاً وقطعت أشـواطـاً وخطواطـاً نحـو المستقبل , حتى وإن كانت تلك الخطوات بطيئة , نجـد من يريد أن يوقف مسيـرة الحيـاة ويعيدنا لمـربع الصفـر من جديد , لقد بـات معلومـاً للجميـع أن مصر بعد  25 ينـايـر كـانت على شفى حفـرة من السقوط والانهيـار لولا عناية الله والمؤسسة العسكرية والجيش الوطني , ولايخفى على أحد المحاولات المستميتة من أجل إعادة مصـر إلى حـافـة الهاوية مـرة أخرى , بعد النجـاة والخروج من المأزق !!

 

قد تكون الأمـور كلها الآن ليست على مـايرام أو على النحـو الذي ينبغي أن تكون عليه أو لا ترتقي إلى تطلعات الشعب بعد خروجه إلى الشارع في 25 يناير و30 يـونية , ولكن لاشك أننا أفضل مما كنا عليه قبل أربعة أعـواما , عندما كانت مصر عبـارة عـن ( تـورتة ) يحاول أن يتقاسمها الجميع , أو قطعة من القمـاش الكل يحاول أن يجذبها تجاهه , وكان إقتصاد مصـر في أدنى مستوياتها بعد توقـف السياحة كلياً وانعدام الأمن كلياً , وتوقف المشروعات وهروب المستثمرين ...الأمر الذي كان من الممكن أن يدفع مصر إلى إعلان إفلاسها !!! .

 

أما الآن وقد أستقرت الأمور بشكل كبير جداً و استعدنا الدولة التي فُقدت لأعـوام  و أصبح عندنا رئيس منتخب من مؤسسة وطنية محترمة لاشك في ولائه ولا في صدق نواياه على الإطلاق , وأصبح لدينـا دستور تـم التوافـق والإستفتاء عليه , وبرلمان في مرحلة التكوين أجريت المرحلة الأولى من إنتخاباته وتبقى المرحلة الثانية , وبعد أن استردت الشرطة عافيتها .

فإننا نستطيع أن نقول إننا عبرنـا بنجاح من الطـوفـان الكـاسح الذي أغرق بلدانـاً مجاورة لنا تعاني الويلات الآن , أكـرر مرة أخرى ربمـا يكون كل شيء  ليس على مايرام, وقـد تكون الخطوات الحالية في بعض االنواحي خاصة الإقتصادية والإجتماعية تسير ببطئ أو ربما مازالت منحرفـة عن الطريق الصحيح  , لكننا وبلا شك في وضع  أفضل مما كان , ومما كان مدبراً لمصر .

أخيـراً أقـول إنه لا بديل عن الإصطفـاف الوطني , وعدم الإستجابـة لدعـوات زرع  اليأس والإحبـاط  , واليقظة الدائمـة  لأصـوات التشكيك والتحريض المباشر وغير المبـاشر , وهى اللغة التي يستخدمها الكثيـر ممن لا يزالون يتأوهـون من الصفعـة التي أنزلها الشعب المصري والجيش الوطني على وجوههم إبـان ثورة الـ 30 من يونيو ..وهى الصفعة التي لايزال صداهـا مسموعـاً حتى الآن من هـؤلاء المتآمرين على الوطن والشعب .