" عتاب للإعلاميين بعض الناس مش عارفة ولا فاهمة حاجة ، والمرة الجاية هشتكى للشعب " وذلك التعليق كان للرئيس على الأداء الإعلامى فى الفترة الأخيرة ويدل ذلك الرأى للرئيس انه انعكاس لتردى الأخلاقيات بين وسائل الإعلام وبالتحديد الخاصة فى ظل سباق محموم من اجل جذب اكبر نسبة مشاهدة ليس أكثر ، وبتدقيق النظر فى تحقيق أهداف نسبة المشاهدة تكمن فى سر كلمة الإعلان لتأثير الإعلان على التمويل لهذه الفضائيات فى إنتاج البرامج سواء كانت إعلانات مباشرة ، أو رعايات برامج لمنتج منفذ ، أو برامج من إنتاج القناة .

وأمام الإعلان لابد وان يضع القائمين فى البرلمان عند مناقشة قانون الإعلام نصب أعينهم أهمية دور الإعلان فى وسائل الإعلام باعتباره جزء من العملية الإعلامية لمواجهة الإعلان المضلل من جانب ، وللحفاظ على المجتمع بإصدار قوانين منظمة للإعلان وتفعيل الضوابط الإعلانية التى أصبحت تنتهك حرمة ميثاق الشرف للمهنة بالتأثير على انماط السلوك وعادات المستهلك ، وقيم وآداب المجتمع باستخدامات لألفاظ من شانها نسيان اللغة العربية .
ولعل يمكننا الاستفادة من تجارب الدول الأخرى فى دعم الإعلام الحكومى ، عندما فاجأ الرئيس الفرنسى الأسبق " نيكولاى ساركوزى " المجتمع الفرنسى بآراء وأفكار جريئة نحو صناعة الإعلان بشىء من الغرابة منذ طرحه لفكرة إلغاء الإعلانات فى تليفزيون الدولة فى يناير 2008 ، وكانت فكرة جريئة كان لها منحازون ومعارضون وآخذت حيز التنفيذ فى يناير 2009 لتنتصر الأفكار الجريئة مع حلولها بعد عرضها فى مشروع قانون على البرلمان بمجلسيه الجمعية العمومية ومجلس الشيوخ ، والتى بدأت بمنع الإعلانات فى فترة السهرة بعد الثامنة مساءا ، وفى عام 2011 خلال فترة الإرسال بأكمله .
وكان يرى المناهضون أن فى ذلك اثر كبير على التمويل  الإعلانى لقنوات تليفزيون الدولة والتى كانت تبلغ إيراداته وقتها  " 450 مليون يورو "  إلا أن قانون " ساركوزى " الذى فاجأ به المجتمع الفرنسى كان يحمل الحلول لسد هذا العجز فى الإيرادات بفرض ضرائب على القنوات الخاصة تعادل العجز مقابل وضع ضوابط إعلانية جديدة للإعلان اكثر مرونة ، تتمثل فى المساحة الزمنية التى تشغلها الإعلانات بزيادتها من 6 دقائق فى الفقرة إلى 9 دقائق بفقرتين إعلانيتين بدلا من فقرة واحدة .
ويأتى ذلك انطلاقا من الاهتمام بالمشاهد حتى لايصيبه الملل والضيق الشديد سواء بين البرامج والأفلام والمسلسلات .
فهل يمكن الاستفادة من خبراء الإعلان وتجارب الآخرين عند مناقشة قانون تنظيم الإعلام ؟؟؟