الصباح العربي
الجمعة، 3 مايو 2024 09:27 صـ
الصباح العربي

مقالات ورأى

د . محمد الأشقر يكتب: محاور العبور الى طريق السعادة

د . محمد الأشقر
د . محمد الأشقر

لم تصيبنى الدهشة او الاستغراب تلك الأخبار الايجابية والمبهجة التى صدرت عن وسائل الإعلام العالمية والمحلية بدولة الإمارات العربية المتحدة عندما أعلن الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم حاكم دبى فى القمه  العالمية للحكومات التى عقدت مؤخراً فى دبى عن حكومة المستقبل بإجراء تغيرات هيكلية تعتمد على أهداف إستراتيجية فى عمل الحكومة واستحداث منصب وزيرالسعادة إلى جانب وزارة للتسامح واختيار وزير للشباب يقل عمره عن 25 عاماً ، مستندا على الأهداف الإستراتيجية  فى المرحلة المقبلة والتى من أهمها  حجم التغيرات والطموحات للشعب الاماراتى الذى يتطلب فكراً  جديداً فى شكل الحكومة وآليات عملها بعدد أقل من الوزارات وعدد أكبر من الوزراء للتعامل مع ملفات إستراتيجية متغيرة  تتطلب فكراً جديداً لان العبور للمستقبل لا يمكن بأدوات الماضى وكان سرعدم دهشتى أو استغرابى لهذا الفكر الجديد  أن الإمارات حققت نهضة تنموية يحتذى بها تجعل الأفكار لخدمة الدولة  دائماً من خارج الصندوق.

والاهم فى الموضوع مسألة  اختيار وزير للشباب تحت عمر  25 عاماً و وزارة للتسامح  على الرغم  من طبيعة التسامح لشعب وحكام دولة الامارات

و ولكن اعجابى الاكثر باختيار وزير الشباب  لانه بالنظر لجيل الشباب  بصفة عامة بعيداً عن النقد السلبى له نجد أنه زاخراً بالطاقة والجرأة وهاتان الصفتان يدعمان الشباب فى حالة الاستفادة منه فى تطوير المجتمع من خلال الإبداع .

ومن واجبى المهنى وضمير الأب أرى أن الشباب لابد أن يتحدث  بنفسه  ولا يتحدث أحداً باسمه وهنا تكمن المشكلة فى أننا لا ندعهم يتحدثون بأنفسهم من خلال اختيار وزير من بينهم يمثلهم وليس وزير يفوق أعمارهم  او وزير طاعن فى السن كما كان يحدث فى الحكومات السابقة .

لابد من تحويل طاقة الشباب الزاخرة إلى طاقة ملموسة من خلال خلق مجتمع للشباب له من يمثله فى صنع القرار الذى يتعلق به

وفى معرض حديثى عن الشباب أتذكر ماطرحته صديقه  صحفية شابه على صفحتي  بالفيسبوك  لتؤكد ما تناولته السطور السابقة لفكرة وجود وزيراً للحب وتم طرح الفكرة على المستشار الجليل عدلى منصور عندما كان رئيساً مؤقتاً للبلاد إلا أنها لم تلق الاهتمام على الرغم من أنها نابعة من كاتبة صحفية شابة  وتعتبر فكرة خارج الصندوق .

ولكن الخروج بالشباب إلى دائرة الضوء والاستفادة بأفكاره وإبداعاته  خارج الصندوق لن يحدث إلا بالخروج من الفوضى الإعلامية التى تشهدها الساحة الإعلامية بتناول قضايا تافهة لرموز فى المجتمع ليس لديها أى أفكار سوى استثارة وسائل الإعلام تجاهها  مثل تصريحات الست  إيناس الدغيدى  والست  انتصار واستضافة رموز للإلحاد  كمدعى الإلوهية  والذى يحتم القانون ضروره القبض عليه ومحاكمته مع القناه التى استضافته وتحضير الأرواح والجن والعفاريت فى بعض  البرامج  ، الى جانب التخلص من هذه الفوضى الاعلاميه  يجب التخلص من تصريحات  بعض المسئولين من القيادات الوسطى فى الدولة مثل التصريحات التى تصف مستوى الطرق بمصر أنه لا يقل جودة عن نظيرتها بألمانيا ودبى  ، وتصريح لآخر بأن الطرق المكسرة تجبر السائق على خفض سرعته فتقل الحوادث وتصريحات غير مواتية للظروف السياسية من رئيس الشركة القابضة للمياه بأن بأن هناك شح فى المياة بسبب سد النهضة ، وتصريحات غير دقيقة لرئيس جامعة القاهرة بأن خريجوا جامعة القاهرة يجدون عملاً قبل التخرج والتناقض فى نفس الوقت  بأن خريج هندسة القاهرة يعمل على تاكسى.

والتصريح غيرالمنطقى والطريف فىى ان واحد والذى لا يتطابق مع الواقع لوزير التعليم بأننا نستطيع تغيير مناهج العالم كله وليس مناهجنا فقط !!؛ ناسيا ان اى من جامعات مصر بما فيها اكثرها عراقة كجامعة (القاهرة وعين شمس واسيوط)  لم تجد لها مكانا فى قائمة الجامعات العالمية الاقوى..!! فضلا عن واصرار رئيس هيئه المترو على تعويض نقص ايراداته بزياده سعر التذكره دون التفكير فى حلول اخري خارج الصندوق او الاطلاع على تجارب دول اخرى فى التشغيل .

وما أذهلنى أيضاً وأنه على حق تصريح وزير النقل فى الاستعانة بشركة أجنبية لادارة السكك الحديدية فى مصر ثانى سكك حديد تم انشائها فى العالم  .

مصر لن تتقدم بسبب أمثال هؤلاء وتفكيرهم  ، لذا لا بد من وضع إستراتيجية يلتف حولها الشباب وجيل الوسط واختيار قيادات مسئوله فعليا عن أقوالها التى تنضح  بها أفكارها والتى لايمكن حتى وصفها بالتقليديه بل توصف بالعبثيه  .

واحسب ان عبور مصر الى  المستقبل مع القيادة السياسية يتطلب مواجهة الإشكاليات التاليه:

شباب يتحدث عن نفسه ولا يتحدث غيره نيابة عنه

القضاء على الفوضى الإعلامية

احترام القانون باعتبار ان هيبة الدوله من هيبه القانون 

الاهتمام بالتعليم من اجل الابتكار والابداع وليس التلقين

   اختيار مسئولين أو استشاريين من الداخل والخارج للإدارة ممن لديهم إبداع وتفكير خارج الصندوق  .

                                                                 (ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم )

                                                                                          صدق الله العظيم    

مقالات ورأى

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq