الصباح العربي
الإثنين، 6 مايو 2024 06:43 مـ
الصباح العربي

منوعات

قرية في فيتنام تكرم الأموات بدلا من الأحياء

الصباح العربي

تقوم قرية صيادين ملقبة بـ”مدينة الأشباح” ذاع صيتها على امتداد بتكريم أبنائها الإستثنائي لأسلافهم الراحلين عبر تشييد مدافن عملاقة تخليداً لذكراهم فى فيتنام.

وتمثل “هوي” العاصمة السابقة لفيتنام، والواقعة في وسط البلاد بحدودها الحالية والمدرجة على قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، مقصداً سياحياً معروفاً بآثار قلعته ومقابره المميزة العائدة إلى زمن إمبراطورية “نغوين” في القرن الـ 19.

وفي قرية “ان بانغ” المجاورة، بنى الصيادون المحليون على مر السنوات نسخة شعبية من المدافن الإمبراطورية تجذب أعداداً كبيرة من الفضوليين، وتنفق هذه العائلات ما يوازي عشرات الآلاف من الدولارات لبناء مدافن تكرم موتاهم المغمورين.

وتتنافس العائلات الفيتنامية على ابتداع أفكار جديدة في إنشاء المقابر، ويوضح الشرطي المحلي "هوانج خانج"، أن الأشخاص الذين نجحوا في الخارج يرسلون أموالاً إلى البلاد يتم استثمارها في بناء مقابر.

وخلافاً لبلدان مجاورة مثل تايلاند، حيث تحفظ جثث الموتى داخل علب في المنازل أو ينثر رمادهم، يبقي الفيتناميون على رماد موتاهم أو جثامينهم داخل مدافن، وتعتبر صيانة المدافن العائلية جزءاً من التقاليد المحلية التي تحظى بأهمية كبيرة في هذا البلد.

وبحسب المعتقدات الفيتنامية، من شأن تشييد مدافن أعلى “منح الأسلاف رؤية أفضل” ما يخولهم تالياً توفير حماية وحظوظ أفضل للأحياء بحسب الشرطي خانج، ويباهي الصياد المتقاعد دانغ ثيان، بمدافن عائلته، ويقول “مقبرتنا فريدة”، وذلك خلال قيامه بجولة على المدافن العائلية الكبيرة الممتدة على مساحة 400 متر مربع داخل مقبرة البلدة.

ويبلغ ارتفاع هذه المدافن حالياً 6 أمتار كما أنها مزخرفة بنقوش لتنانين تقليدية، كذلك فإن بعض المدافن المجاورة يصل طولها إلى 10أمتار وهي تجسد مخلوقات مستخدمة تقليدياً في فن تشييد المدافن في فيتنام مثل التنين أو السلحفاة.

وبنى القرويون مدافن عملاقة للدلالة على طاعة الأجيال الجديدة لأسلافهم الذين يمدونهم في المقابل، بحسب معتقداتهم، بحسن الطالع، على ما يوضح أيضاً المسؤول في القرية هوانج دين شوان تين.

ومنذ بدء تطوير المدفن، لم تضع سلطات هذا البلد يوماً قيوداً أمام الإبداع الجارف لدى القرويين في هذا المجال، ويؤكد المسؤول المحلي تين أن “السلطات المحلية لا تشجع على بناء مدافن عملاقة”.

غير أن الدعوات إلى عدم الاسترسال في هذا المنحى بقيت من دون جدوى اذ أن المدافن المشيدة حديثاً والتي تضم نقوشاً هندوسية ومسيحية وإسلامية في كثير من الأحيان تتسم بضخامة مطردة، حتى أن بعض القرويين يذهبون إلى حد تشييد مدافنهم العملاقة الخاصة خلال حياتهم.

 

 

 

فيتنام قرية الاموات

منوعات

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq