الصباح العربي
الخميس، 2 مايو 2024 12:12 مـ
الصباح العربي

الأخبار

شيخ الأزهر: المسلمون هم ضحايا الإرهاب

الصباح العربي

ألقى الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين،الْيَوْمَ الإثنين، محاضرة في مركز المؤتمرات الدولي في سلطنة بروناي، بعنوان "تحديات الأمة الإسلامية في مواجهة الإرهاب، وذلك في إطار زيارته الحالية لسلطنة بروناي.

وكان لافتًا تواجد جميع وزراء الحكومة ونوابهم على المنصة الرئيسية للحفل، يتوسطهم فضيلة الإمام الأكبر، إضافة لحضور حاشد لكبار المسئولين، وممثلين عن كافة الوزارات والهيئات وطلاب الجامعات.

أكد الإمام الأكبر ان الارهاب ظاهرةٌ شديدة التَّعقيدِ والغموض لافتا إلى أن المسلمين هم ضحايا الإرهاب والمستهدَفُون بأسلحته وبطريقته البَشِعة في إزهاق الأرواح وأشار إلى أن دول عربية وإسلامية قُدِّمت «قربانًا» على مذابح «الفوضى» التي تقود العالم الآن.

وقال الإمام.الأكبر لقد هبَّ العالَم الإسلامي بحُكَّامه وبعلمائه ومُثقَّفِيه وكُتَّابه وكلِّ شُعوبه لِيَستنكر حادثة الإرهاب المشهورة بحادثة 11 سبتمبر من عام 2001م، والذي استهدف مئات الضحايا من الأرواح البريئة التي زُهِقَت ظُلمًا وعدوانًا، ومنذ وقوع هذا الحادث الذي هزَّ ضمائر المسلمين قبل غيرِهم – وحتى اليوم لا تكف الألسنة والأقلام عن إدانة «الإرهاب» و«الإرهابيين» ولا عن التَّأكيد على أنهم لا يمثِّلون الإسلام، وأنهم بنصِّ القرآن الكريم محاربون لله ورسوله، ومُفسدون في الأرض، ولهم جزاء معلوم في كتاب الله وسُنَّة رسوله ﷺ..

ورُغم هذا الموقف الصريح المُعلَن لازالت «الاتهامات» الجائرة تشوِّه سُمعة هذا الدِّين الحنيف، وتخوِّف الناس من المسلمين ومن دِينهم، مما يدلُّنا – على أن هناك قُوَّةً خفيَّةً غيرَ إسلاميَّةٍ تُصِرُّ على إساءة فهم الإسلام وسُوءِ الظَّنِّ بالمسلمين، وتَشويهِ سُمعة دينِهم. واستخدامِ منهج انتقائيٍّ في قراءة نصوصِ القرآن الكريم والسُّنَّة النَّبويَّة الشَّريفة بعد اجتزائهما وإخراجهما من سياقاتهما التي لا يتَّضح معناها الحقيقي إلَّا على ضوئها ودَلالاتِها

المحدَّدَة، ورُغم أنهم يعلمون علم اليقين أن منهجهم هذا لو طبَّقُوه على الكتب المقدَّسة الأخرى التي يؤمنون بها؛ فلن يَسلَم لهم دِينٌ من الأديان السَّماويَّة من تُهمة الإرهاب وقَطعِ الرُّؤوس وإحلالِ السَّيفِ محلَّ السَّلام، وإبادةِ الأبرياء من النِّساء والأطفال، بل والحيوان والنَّبات والجماد.

واوضح ان هناك  سياسات جائرة شكلت البيئة الطبيعة لولادة «الإرهاب» وليست نُصوصِ القرآن والسنة   واشار الى ان فلسفةُ الإسلام في التَّعامُل مع الآخَرينَ لا تَعرِفُ مبدأ الصِّراع ولا التَّصنيف وشدد على  ان فلسفة  الإسلام في التَّعامُل مع الآخَرينَ لا تَعرِفُ مبدأ الصِّراع، ولا التَّصنيف بين أسود وأبيض، ولا بين شرقيٍّ وغربيٍّ، وإنَّما تَعرِف مبدأً واحدًا فقط في معاملة النَّاس هو: «مبدأ التعارف» الذي يعني التَّفاهم والتَّعاون وتبادل المنافع والمصالح: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 13] ولفت إلى أن، وهذه الآية الكريمة، رُغم تداولها على ألسنة الكثير من المسلمين وغير المسلمين، فإن كثيرًا أيضًا قد لا يتنبَّه إلى أنها تُذَكِّرنا -أوَّلًا- بوَحدَة الأصل وأخوَّة البشريَّة والتقائها بكلِّ شُعوبها في أبٍ واحِدٍ وأمٍّ واحدةٍ.. وأنَّه لا مَفرَّ لكي تستقيمَ الحياةُ ويتحقَّقَ مرادُ الله من خِلافة الإنسان في الأرض، لا مَفَرَّ من أن يكون «التَّعارفُ» هو الإطار الحاكم للعلاقات بين الناس..

وقد أكَّدَ نبيُّ الإسلام –صلى الله عليه وسلم- هذا المبدأ في خطبته في حجة الوداع، وهي الخطبة الأخيرة التي كانت بمثابة «الدستور» النهائي الموجَّه للناس كافة، وليس للمسلمين وحدهم، أكد مبدأ حرمة الدماء والأعراض والممتلكات، فقال: «إنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلَا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ، وَدِمَاءُ الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعَةٌ، أَلا هَلْ بَلَّغْتُ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ» واشار شيخ الازهر الى    أن الإسلامَ لم يُقاتِل أحدًا تحت بَنْد «الكُفر»، وكيف يُتصوَّر ذلك والقرآن الذي يصطحبه جيشُ المسلمين في رِحَالهم يقول: (فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) [الكهف: 29].

وقال  كيف  يَشُنُّ المسلمُ حربًا لإكراه الناس على الدُّخول في الإسلام وهو يتلو في قرآنه: (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ) [البقرة: 256].. نعم! لا يقاتل الإسلام تحت راية الكُفر أو الإكراه على الدِّين، وإنما يقاتل تحت مبدأ «العدوان» وردع «المُعتدي» سواء كان هذا المُعتدي كافرًا أو مؤمنًا... (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ ) [الحجرات: 9]، ففي هذه الآية يأمُرُنا الله تعالى أن نقاتلَ المؤمنين البُغاة المعتَدِين على النَّاس.

وهذا الأمرُ آكَدٌ في الوجوب إذا كان المعتدِي من غير المؤمنين، لأنه يكون أكثرَ فَتكًا وأشدَّ أذًى..لافتا  واكد الامام الاكبر خلال المحاضره ان الحرب في الإسلام استثناء لا يُلجَأُ إليه إلَّا بحُكم الضَّرورات القُصوَى.

وتابع ان أمَّةَ العرب والمسلمين قادرةٌ على تحقيق العيش الكريم إذا أنهت ما بينها من فُرقةٍ وصراع  وشدد على الالتفات الى إلى مناهج التعليم في بلاد المسلمين، وبخاصةٍ في مراحله: الابتدائيَّةِ والإعداديَّة، وأن نُقدِّم الإسلامَ للنَّاشئة كما أنزله الله تعالى وبلَّغه رسوله ﷺ، هذا الإسلام الذي مَكَّن أتباعه من إضاءة العالَم وتمدينه وترقيتِه وتحضيرِه ولما يمض قَرنٌ أو قرنان على انتقالِ صاحب الرسالة (صلوات الله عليه) إلى الرَّفيقِ الأعلى.

وقال شيخ الازهر   أُقَدر لهذا البلد الطَّيِّب الكريم تمسُّكه بأصولِه وجذوره وصموده في وَجْه التيَّارات العاتية وأشار إلى أن أبناء الأزهر هنا ينتشرونَ في مختَلِف مواقع الدَّولة.. قُضاةً ووزراء وسفراء وسياسيِّين وأكد على استعداد الأزهر لتقديم الدعم غير المحدود لهذا البلد الكريم في مجالِ التَّعليمِ والدَّعوة والثَّقافة.

شيخ الأزهر المسلمون ضحايا الإرهاب

الأخبار

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq