الصباح العربي
الإثنين، 6 مايو 2024 04:35 صـ
الصباح العربي

منوعات

فانوس رمضان.. قصة سعادة توارثتها الأجيال

فانوس رمضان
فانوس رمضان

استعدادًا لاستقبال شهر رمضان الكريم، تُضاء الشوارع المصرية والعربية بأنوار تتلألأ من خلال "الفوانيس"، التي تُعد علامة مميزة لتظاهرة احتفال بالروحانية، تُدخل السرور على قلب الكبير و الصغير، و قد اختلفت الروايات عن منشأ الفانوس، و علاقته بالشهر الفضيل.

و كان "الفانوس" يُستخدم في صدر الإسلام لإضاءة الطرق عند الذهاب إلى المساجد، أو زيارة الأهل و الأقارب، و تعددت الروايات عن أصل "فانوس رمضان"، لكن تبين أنه اختراع مصري أصيل، حيث تداول الباحثون أنه في يوم دخول المعز لدين الله الفاطمي مدينة القاهرة قادمًا من الغرب، يوم الخامس من رمضان عام 358 هجرية؛ خرج المصريون و على رأسهم جوهر الصقلي في موكب كبير يرحبون به بالمعز، حاملين الفوانيس الملونة لإضاءة طريقه، فيما قاموا بترديد "حالو يا حالو" استقبالًا للمعز.

و في رواية أخرى، ذكرت أن الخليفة الفاطمي كان يخرج إلى الشوارع ليلة الرؤية ليستطلع هلال شهر رمضان، وكان الأطفال يحملون الفوانيس لينيرون طريقه.

كما يُعرف رواية ثالثة، بأن أحد الخلفاء الفاطميين أراد أن يضئ شوارع القاهرة طوال ليالي شهر رمضان، فأمر كل شيوخ المساجد بتعليق فوانيس يتم إضاءتها عن طريق شموع توضع بداخلها.

و مهما تعددت الروايات، أو اختلفت فإنها اجتمعت على الأصل المصري للفانوس، و ارتباطه الوثيق بشهر رمضان الكريم، حتى ينتقل إلى عواصم البلدان العربية سواء في فلسطين، أو سوريا.

أما كلمة الفانوس فهي إغريقية تشير إلى إحدى وسائل الإضاءة، وفي بعض اللغات السامية يقال للفانوس فيها 'فناس'، و كان الفيروز أبادي مؤلف القاموس المحيط، قد أكد أن المعني الأصلي للفانوس هو "النمام"؛ حيث أرجع تسميته بهذا الاسم إلي أنه يظهر حامله وسط الظلام.

و تواجدت كلمة "فانوس" في العديد من الأغنيات التي تحتفي بقدوم شهر رمضان، حيث قدّم الفنان الشامل محمد فوزي أغنيته "هاتوا الفوانيس"، كما تغنّى الثلاثي المرح بأغنية "افرحوا يا بنات يلا وهيصوا رمضان أهو نوّر فوانيسه"، و غيرها من الأغنيات التي حرصت على الزج برمز الاحتفال إلى السياق الغنائي.

 

 

و تشتهر الأماكن العريقة في مصر سواء منطقة الجمالية، أو تحت الربع بصناعة الفوانيس، بألوان تبهر الناظرين، حيث تستقطب السائحين من كافة بلدان العالم إلى دقة تفاصيلها و تكوينها الأخاذ.

بدأت صناعة الفانوس فى مصر قديمًا بعلبة صفيح مربعة وبداخلها شمعة للإنارة، ثم مزج المصريون الزجاج مع الصفيح، مع ترك فتحات تسمح للشمعة بالاستمرار فى الاشتعال، وبعد فترة تم تلوين الزجاج بالألوان المبهجة.

و توجد بعض الفوانيس المعقدة من ناحية تصميمها مثل الفانوس المعروف بـ "البرلمان"، وقد ظلت صناعة الفانوس تتطور عبر الزمن من الشمعة، إلى البطارية، و اللمبات متناهية الصغر، إلى أن قامت الصين بغزو السوق المصري بعدة ألعاب تعتمد على البطاريات الصغيرة حتى يتحرك الفانوس بل و يتكلم أيضًا.

الفانوس الأثري يتحدى العصرية

لكن يظل الفانوس الأثري يحافظ على تواجده في المتاجر، متحديًا العصرية التي أفقدته رونقه، كما أدخل المصريون تطورات عدة على خامات صناعته، فانتشر بالأسواق الفوانيس المصنوعة من الخشب، الخرز، واللآليء، إلا أنه ليس المقصد الأول للأطفال، بوجود دمى باربي، سبونج بوب، بن تن سن، المفتش كرومبو، مرورًا بأشهر الشخصيات الكرتونية من snow white المعروفة باسم بيض الثلج، النحلة باري، باز، رابنزل، تينكربيل، بيتر بان، توم وجيري، وصولًا إلى نجم الكرة المصري "محمد صلاح"، و شخصيات بوجي و طمطم، و العديد من الشخصيات الشهيرة.

و مع مرور العقود، فإن الفانوس مهما اختلفت أشكاله، فإنه حافظ على مكانته الرمزية في قلوب كل الأعمار، ليكون حكاية سعادة، بهجة، تحمل تاريخًا عريقًا لاستقبال شهر رمضان الكريم.

فانوس رمضان حكاية سعادة توارثها الأجيال

منوعات

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq