الصباح العربي
الخميس، 2 مايو 2024 11:43 صـ
الصباح العربي

ليبيا بين أطماع الجنرالات وطموح الميلشيات

الصباح العربي

تعانى ليبيا بعد إسقاط نظام القذافى من التشرذم والتفتت وانتشار العنف والصراعات بين القبائل , فسقوط نظام القذافى اظهر ما تعانيه الدولية الليبية من ضعف وعدم قدرة المؤسسات العسكرية هناك ان تقف امام المليشيات المسلحة , كما انه اظهر كثير من الحركات الجهادية والمليشيات المسلحة التى كانت مختفية تحت وطأة حصار القذافى لدولته , بالإضافة لمدى التشتت بين أنصار القذافى نفسه الذين هم إطراف الصراع فى ليبيا الان.

فنجد ليبيا ألان مقسمه بين الجيش النظامي السابق للنظام الليبي والذي تفتت واختلف إفراده وأصبح كل فرد فيه طرف فى الصراع والنزاع بالإضافة الى القبائل الليبية التى تريد الانفصال عن الدولة ا وان تكون فى حكم ذاتي , وليس الجماعات الجهادية بعيدة عن الصراع.

اللواءات الثورية

اللواءات الثورية ، وهي تمتلك خبرة قتالية كبيرة كأفراد، والأهم، كوحدات مقاتلة. وهذا يميزهم عن جماعات ما بعد الثورة التي ظهرت في وقت لاحق في الحرب. وتتميز اللواءات الثورية بالجماعات المقاتلة التي ظهرت في مصراته وزنتان. ففي مصراته، وق تم تسجيل 236 كتيبة ثورية في اتحاد ثوار مصراته، وهو ما يكون ما يقرب من 40000 عضو.

اللواءات غير المنظمة

اللواءات غير المنظمة، وهي كتائب ثورية انفصلت عن سلطة المجالس العسكرية المحلية في المراحل المتأخرة من الحرب. ويقول كبار القادة العسكريين إنه بدءًا من مارس 2012، كان هناك من ست إلى تسع كتائب غير منظمة في مصراته، وهو ما يشكّل أقل من 4 في المائة من إجمالي عدد الجماعات المسلحة في المدينة. وقد خضعت هذه الكتائب لعمليات تكوين مشابهة لتلك الخاصة بالكتائب الثورية، ونتيجة لذلك اكتسبت بنية تنظيمية متماسكة وقدرة عسكرية جيدة.

لكن لم يفضل قادة الكتائب غير المنظمة الانضمام إلى المجالس العسكرية المحلية، وبالتالي تغيير الجوانب الهامة في بنيتها وشرعيتها. وبينما تعمل تلك الجماعات في بيئة غير قانونية، فإنهم يذعنون للتوقعات الاجتماعية لعشائرهم؛ أي المجتمعات التي جاء منها أعضاء تلك الكتائب غير المنظمة. وهذه الكتائب مسئولة عن عدد كبير من انتهاكات حقوق الإنسان.

لواءات ما بعد الثورة .. لواء النظام السابق

لواءات ما بعد الثورة، وقد ظهرت لملء الفراغ الأمني الذي خلّفته هزيمة قوات القذافي. وشاع ظهور هذه الكتائب في الأحياء الموالية للحكومة أو الموالية للقذافي مثل بني الوليد أو سرت، لكنها ظهرت أيضًا في مدن وبلدات أخرى كانت أقل تضررًا من النزاع.

ويتزايد عدد كتائب ما بعد الثورة بسبب مدى وكثرة المجتمعات الموالية في ليبيا. وبرغم أن سرعة ظهورها منع تلك الجماعات من أن تصبح متماسكة وفعالة عسكريًّا ، مثل الكتائب الثورية أو غير المنظمة ؛ فإنها تكتسب الخبرة من خلال المشاركة في الصراعات الطائفية المستمرة في مرحلة ما بعد الثورة.ويوضح الاقتتال الأخير في زوارة مدى تعقيد جماعات ما بعد الثورة وعلاقتها بالشبكات الاجتماعية التي تضمها.

وبمجرد أن ثار العنف، تدهورت الأوضاع بسرعة، وتردى الحال إلى صراع واسع النطاق بين الجماعات المسلحة غير المتبلورة نيابة عن مدينتهم أو جماعتهم العرقية. وإذا استمر تواصل التوترات واشتعالها، فمن المحتمل أن تظهر وحدات قتال أكثر تماسكًا.

هناك صراع على السلطة يجري حاليًّا حول إعادة بناء الجيش الوطني. وتعتبر الكتائب الثورية نفسها "حراس الثورة" ولا يثقون في وزارة الدفاع ولا الجيش الوطني لعدم حدوث أي تغيير في الكثير من قياداتها زمن الحرب.

وللحفاظ على "المُثُل العليا للثورة" أنشأت الكتائب الثورية شبكةً وطنية من الاتحادات الثورية أطلقت عليها اسم الدرع الوطني(درع ليبيا). ويضم الدرع الوطني أربع فرق موزعة على أنحاء ليبيا شرقًا وغربًا ووسطًا وجنوبًا، وهو ما يعكس قواعد السلطة الإقليمية للكتائب الثورية في منطقة مصراتة، وتم دمج 7.000 مقاتل ثوري في الفرقة المركزية لهذه القوات.

وقد أسندت الكتائب الثورية مهمة قيادة الدرع الوطني لعقيد الجيش الوطني يوسف المنقوش، وبالتالي تجنبت بيروقراطية الجيش الوطني. وقد وضع قائدو الألوية الثورية ثقتهم في المنقوش. ولكن النتيجة الفعلية هي أنه يتحكم في جيشين وطنيين. وانتشر الدرع الوطني بالفعل بالتنسيق مع الجماعات المسلحة الرسمية وغير الرسمية لكبح العنف في الكفرة وسبها والزوارة.

المليشييات

تعتبر المليشيات العسكرية اللاعب الاساسى الان فى اغلب المواجهات فى ليبيا ويمكن ان نكر منها البعض.

كتيبة شهداء 17 فبراير: وتعتبر هذه الكتيبة أكبر وأفضل الميليشيات المسلحة في شرق ليبيا. وتحصل الكتيبة على تمويلها من وزارة الدفاع الليبية. وتتألف من 12 فوجًا عسكريًّا، وتمتلك مجموعة كبيرة من الأسلحة الخفيفة والثقيلة، علاوة على منشآت تدريبية. ويتراوح عدد أعضائها ما بين 1500 و3500. وقامت الكتيبة بتنفيذ العديد من المهام الأمنية ومهام إرساء النظام شرقي ليبيا وفي الكفرة في الجنوب. ويُعتقد أن بعض أعضائها أيضًا يقاتلون نظام الأسد في سوريا.

كتيبة شهداء أبو سليم: كانت كتيبة شهداء أبو سليم، وهي جماعة جهادية سابقة، من بين أوائل الجماعات التي ثارت على نظام القذافي في فبراير 2011. وتظهر صفحة الكتيبة على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك تعليقات يومية على خطابات من نظراء المدارس ومديري المستشفيات الذين إما يطلبون الحماية من اللصوص والمخربين أو يتقدمون بالشكر.

وتُشرف هذه الكتيبة على المشروعات المجتمعية، مثل رصف بعض الطرق، وإصلاحها في دارنا، شرق بني غازي. ومن الواضح أنها القوة الوحيدة بالمنطقة التي تفرض القانون والنظام. ولا توجد معلومات واضحة عن الموقف الأيديولوجي للكتيبة على الرغم من صبغتها الإسلامية التي لا تخطئها العين. ولقد سميت تلك الميليشيا تيمنًا بسجن "أبو سالم" سيئ السمعة الذي لقي فيه الكثير من إسلاميي ليبيا مصرعهم إبّان فترة حكم القذافي.

كتائب الشهيد راف الله السحاتي: سميت كتائب الشهيد راف الله السحاتي باسم واحد من أوائل الليبيين الذين قضوا نحبهم أثناء قتالهم قوات القذافي في مارس 2011 في بني غازي. وبدأت الجماعة ككتيبة ضمن لواء شهداء 17 فبراير قبل أن تتوسع وتصبح جماعة مستقلة بذاتها. ويقدر عدد المنتسبين إليها 1000 عضو ينتشرون في شرق ليبيا وفي الكفرة. وشاركت تلك الكتائب في تأمين الانتخابات الوطنية وغيرها من عمليات وزارة الدفاع في شرق ليبيا. واستنكرت كتائب راف الله السحاتي مقتل السفير الأمريكي في بني غازي.

القبائل الكبرى في الشرق الليبي

القبائل الكبرى في الشرق الليبي: إذ استطاع حفتر هذه المرة التنسيق مع قيادات من قبائل كبرى في تلك المنطقة مثل العبيدات والبراعصة والعواقير والعرفة، حيث تمكن من إقناعهم إلى الانضمام إلى صفه من أجل الحرب على الإرهابيين. إضافة إلى ذلك فإن حفتر اعتمد على تضامن أهالي الشرق سيما في مدن بنغازي ودرنة التي تشهد ترديا أمنيا خطيرا، في دعم تحركه ضد المتشددين. وكذلك هناك تأييد من قبل أنصار الحراك الفيدرالي في ليبيا ومباركة لخطوات اللواء حفتر.

الحركات الاسلامية

ولكن برزت الحركات الإسلامية فى الصراع الليبي وأصبح مصدر قلق كبير فهى ليست وليدة اللحظة او تابعة لإسقاط الناظم القذافي, ولكن لها خلفيتها التى تساعدها.

للحركات الجهادية باع وتاريخ طويل في ليبيا، ويمكن ان نعتبر أن بزوغ أول حراك إسلامي وجهادي في ليبيا يعود إلى نهاية ثمانينيات القرن الماضي وخلالها نشأ تنظيمان مهمان هما "كتائب الشهداء" و"الجماعة الإسلامية المقاتلة".وقد اختلف الفكر الأيديولوجي بين التنظيمين ويمكن ان نوضح ذلك .

فالفيصل الأول "كتائب الشهداء" كان تنظيما عسكريا بحتا بقيادة عدد من قيادات الرعيل الأول أمثال الشيخ أبو شرتيلة أو الشيخ البرغثي., علما أن أغلب قيادات وجند التنظيم قضوا خلال القتال والمعارك وأبرزها ما عرف "بمعركة العمارة" في منطقة الماجوري في بنغازي.

أما بالنسبة للفصيل الثاني "الجماعة الإسلامية المقاتلة"، فقد اختار هذا الفصيل أن يركز نشاطه وحركته خارج الأراضي الليبية، ومنه انبثق عدد من أشهر القيادات الجهادية الليبية والتي أصبحت معروفة على نطاق الجهاد العالمي، خصوصا في أفغانستان. وهنا نذكر منهم عطية الله الليبي وأبو يحيى الليبي.

علما أنه من هذه الجماعة أيضا خرج عبدالحكيم بلحاج الذي دخل اللعبة الديمقراطية بعد أن ساهم بإسقاط نظام القذافي، ونذكر أيضا نعمان بن عثمان الذي اختار طريقا مختلفا تماما لا بل مضاد، ذلك عبر إنشاء مركز "كيليام للدراسات" في بريطانيا وهدفه "مكافحة التطرف" ، وهو اليوم من المؤيدين لحركة اللواء حفتر.

في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي اشتد قمع نظام العقيد معمر القذافي للإسلاميين على مختلف أطيافهم وامتلأت سجون ليبيا بشبابهم وشيبهم. ومن لم يُقتل أو يتم إلقاء القبض عليه أو يغير في مسلكه وعقيدته وجد في الحرب التي حطت رحالها في الجزائر المجاورة ساحة للجهاد، وما إن انتهت حرب الجزائر، إذ بحرب العراق تفتح باب الهجرة الجهادية على مصراعيه من جديد فانتقل العديد من الليبيين الذين قاتلوا في الجزائر إلى بلاد الرافدين، وعدد قليل منهم اختار التوجه إلى مالي المجاورة.

أنصار الشريعة في ليبيا

مع انتقال الحراك الثوري العربي من تونس إلى مصر ومن ثم إلى ليبيا مطلع عام 2011، دخل العامل الجهادي على خط المواجهة مع النظام القائم منذ اللحظة الأولى، وهذا ما تم تغييبه عن الساحة الإعلامية لعدة أسباب بديهية ولا مجال للغوص فيها الآن. لكن الكل يعلم أن العمل العسكري في بنغازي استهل بعملية تفجير فدائية على باب ثكنة للجيش الليبي في المدينة. وكان واضحا عمل الفصائل الجهادية، وتلك المقربة منها، خلال ما عرف بمعركة بنغازي الثانية تزامنا مع بداية الضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي والتي أوقفت زحف قوات القذافي على تخوم المدينة.

ويختلف الكثير حول مشاءة "تنظيم أنصار الشريعة" في ليبيا، حيث يقال إنه أنشئ أواخر عام 2011 أو في أبعد تقدير بداية عام 2012، لكن مؤكد ظهور التنتظيم بعد قيام ما عرف "بالملتقى الأول لأنصار الشريعة" في بنغازي، وهو أول ظهور إعلامي للتنظيم.

ومنذ نشأة أنصار الشريعة كان ولا يزال المسؤول العام عنها الشيخ محمد الزهاوي، وهو من السجناء السابقين في سجن أبو سليم الشهير في العاصمة الليبية طرابلس، وكل ما قيل ويقال عن دور قيادي لسفيان بن قمو، وهو السائق السابق لبن لادن مؤسس تنظيم القاعدة، يُرجح أن يكون مبالغا به. لأن هذا المعتقل السابق في غوانتانامو لا يتعدى كونه آمرا على فرع الفصيل في مدينة درنة، على أهميتها. ومن الملاحظ أن أنصار الشريعة، بعد أن مرت بفترة انحسار نسبي منذ أشهر خلت، عادت إلى عدد من المدن والبلدات أبرزها بنغازي، درنة، أجدابيا وسرت. ذلك بينما ينفي التنظيم نفيا قاطعا أي وجود له في مدينة سبها أو في الجنوب الليبي عموما.

ليبيا ممر ومقر للجهاديين

من الواضح لكل متابع للحراك الجهادي أن ليبيا أصبحت ممرا وملاذا للعديد من الجهاديين من المغرب العربي، ذلك قبيل توجههم للقتال في سوريا أو حتى العراق منذ انفتاح الحدود ما بين البلدين بسبب تمدد "الدولة الإسلامية في العراق والشام" في تلك المناطق. ومن المعلوم أيضا أن الليبيين كانوا من أول من التحقوا بالقتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد وإن كان القتال في وقته لم يأخذ منحى جهاديا بحتا بعد، ونذكر على سبيل المثال لا الحصر لواء الأمة الذي أنشأ أول مخيم لتدريب المقاتلين الأجانب في سوريا في منطقة إدلب والذي درب الكثير من السوريين والذي جاء أيضا بأول كوادر طبية لمساندة قوات المعارضة المسلحة التي كانت تقاتل بشكل عفوي وبدائي وقتها.

ويشكل أغلب الجهاديين الليبيين اليوم الصفوف الاولى فى  "الدولة الإسلامية في العراق والشام" فيما يعرف بكتيبة "البتار"، العاملة في منطقة الرقة شمال شرق سوريا، حتى وإن كانت هذه الكتيبة قد حلت تنظيميا بعد مبايعتها جند وكوادر الدولة الإسلامية.

برقة والحكم الذاتى

حيث اعلنت جماعة سياسية فى اقليم برقة الليبي الغني بالنفط الحكم الذاتي في حكومي اتحادي في الدستور الجديد.

ويعتبر القائد لهذا الفصيل هو احمد الزبير السنوسي رئيس مجلس برقة – وأحد الأقارب البعيدين لآخر ملوك ليبيا ولكن لا يتمتع بأي سلطة رسمية في الفترة الانتقالية الحالية ولم يتضح كيف سيستطيع تنفيذ إعلان الحكم الذاتي على أرض الواقع.

ورغم ذلك يمثل مجلس برقة الفصائل في الشرق والتي اصبحت اكثر توحدا بسبب القلق بشأن كيفية إرساء حكم القانون في بلد يعج بالأسلحة والميليشيات المتنافسة بعد عامين من انتهاء الحرب التي اطاحت بالقذافي.

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq