تعتبر محافظة شمال سيناء محافظة مترامية الأطراف..معظم أراضيها صحراوية..و البعض الاخر ارض جبلية خاصة بمناطق وسط سيناء..ما تعد بيئة خصبة لتوالد و تكاثر العقارب بمختلف أنواعها.

و توجد بالمحافظة 82 قرية بها 420 تابعًا معظمها ينتشر في المناطق الصحراوية و علي اطراف المدن..ينتشر بالكثير منها العقارب و الافاعي التي تقوم بين الحين و الاخر بلدغ احد المواطنين..حيث لا توجد احصاءات رسمية بمن قتلوا او اصيبو جراء لدغات العقارب..و ان كان البدو يرون ان حالات الوفيات تعد علي الاصابع الواحدة اما حالات الاصابات فتصل الي نسبة عالية من السكان تتجاوز العشرين في المائة بالقري البدوية..بينما تصل النسبة الي الواحد في المائة في القري و الاحياء الساحلية.

و ينتشر في سيناء انواع عديدة من العقارب اشهرها العقرب الصفراء ذات العقلة المضلعة و التي تميز هذا العقرب بأن عقل الذيل مضلعة وأن العقلة الثانية من الذيل أكبر من العقل الأخرى وأن سمكها متماثل في الذكر والأنثى،وأن المنطقة بين العينين كبيرة ومرتفعة، ويصل طول العقرب إلى 10سم أو أكثر، والذيل أطول من الجسم، والجبهة مستقيمة ومحدبة قليلا. ..كما يوجد ال"الشبث" و هو نوع من العقارب سام جدا و لكنه يوجد بأعالي الجبال و بالصخور و بالمناطق البعيدة و هو ضعف حجم العقرب الصفراء و لونه اسود قاتم..و يتميز بسرعة الحركة. خدمات منعدمة و يعاني بدو سيناء من قلة الامصال بالوحدات و المراكز الطبية المنتشرة بالقري و التجمعات البدوية..و ان وجدت فان غالبيتها غير فعالة لعدم حفظها في درجات حرارة مناسبة و الفترات الزمنية الطويلة التي يتم تخزينها بالمخالفة للشروط الطبية و الصحية.

كما ان سيارات الاسعاف خاصة بالمناطق البعيدة معطلة..لذا يلجأ البدو الي تاجير سيارة خاصة و نقل المصاب الي المستشفيات الساحلية..حيث تستمر فترة العلاج مدة اطول بسبب تأخر وصول المصاب للمستشفي عدة ساعات بسبب المسافات البعيدة.

في الوقت الذي تؤكد فيه مديرية الصحة بشمال سيناء أن الامصال متوفرة بالمديرية و في الوحدات الصحية..و ان لم توجد في بعض الوحدات بسبب تقصير المسئولين بتلك الوحدات عن صرف اللازم من المديرية بسبب بعد المسافات..و بسبب العجز الكبير في الاطباء بالوحدات الصحية و التي تصل نسبته الي 60 في المائة. الطب البدوي و يقوم البدو في الغالب باستخدام الطب البدوي في علاج لدغات العقارب..حيث يتم العلاج بطرق كثيرة تختلف من قرية الي اخري و من قبيلة الي اخري..فنجد ان بعض القري يتم علاج موضع اللدغة بوضع قطعة من الفضة التي يتم جلبها من برقع العجائز موضع اللدغ و يتم الربط عليها بقطعة من القماش نحو 12 ساعة او ليلة كاملة..ثم يتم فك قطعة القماش لنجد ان السموم كلها سُحبت خارج الجسد و التصقت بتلك القطعة الفضية..و قري اخري تستخدم الكي في علاج اللدغات بعد قيام احد الافراد بسحب السم موضع اللدغ عن طريق المص بفمه..او تشريح موضع اللدغ باحد اللآلات الحادة او شفرات الامواس حتي يخرج السم مع الدم ثم يتم الكي و هذا النوع من العلاج يستخدم في نطاق ضيق لان الكي مؤلم جدا للانسان. الحوي للأطفال و من اغرب انواع العلاج للدغات العقارب هو قيام البدو بـ"حوي" ابنائهم من العقارب..حيث يقوم رجل غالبا ما يكون كبير في السن و هو في الاساس"محوي" بوضع قالب من السكر في فمه بحيث يحتوي علي ريقه..ثم وضعه في فم الطفل الصغير اثناء الرضاعة بشرط الا يكون هذا الطفل تناول الطعام من قبل..ليصبح الطفل "محويا" و لا يتاثر بلدغ العقارب ابدا..و ايضا يقوم بعض البدو بما يشبه عملية التطعيم للاطفال الرضع..حيث يتم وضع عقرب صغيرة في النار حتي تشوي..ثم يتم طحنها..ووضعها في فم الطفل الرضيع اثناء الرضاعة..بحيث يصبح لديه مناعة ابدية ضد لدغات العقارب..بجانب استخدام نوع من النباتات البرية وزراعته في المنزل بحيث يقوم بطرد العقارب و الافاعي..او وضع هذا النبات بعد ان يجف في "صرة" و تعليقه بالمنزل. وفي الغالب يقوم البدو باتخاذ اجراءات احترازية ضد العقارب..حيث يقوم البدو ببناء منازلهم بعيدا عن المناطق الجبلية التي تنتشر بها العقارب..علاوة علي إزالة الفضلات والأحجار والقمامة من حول المنازل إذ أنها تشكل مأوىً مناسباً لها.