الصباح العربي
الإثنين، 20 مايو 2024 02:06 صـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

قطر .. سخرة العمالة من أجل الرفاهية

قطر
قطر

نجحت قطر في إظهار صورتها جيدًا حين دعمت طالبي الحرية العرب في موجات الربيع العربي، لكن تقاريرًا عن معاملة العمال امعاملة العبيد أثناء عملهم في إنشاءات مونديال قطر 2022 يفتح ملف خرق حقوق الإنسان في هذه الدولة.

حيث أضاءت تقارير جديدة جوانب أخرى من قضية “عبودية العمالة” في قطر، وكشفت أن أرباب العمل والشركات التي قامت باستقدام هؤلاء العمال يتجاهلون جميع قوانين العمل، ويتحفظون على جوازات سفرهم ويتعمدون تأخير رواتبهم، حتى بات آلاف العمال يخضعون لنوع من “الملكية الشخصية لأرباب أعمالهم”.

وقالت صحيفة “نيويورك تايمز" الأميركية إن العمال المهاجرين يتعرضون لـ “عبودية مكتملة الأركان” في قطر، وأضافت أن العامل عادة ما يوقع على عقد عمل في بلاده قبل أن ينتقل إلى قطر، ثم يوقع على عقد آخر، براتب أقل بكثير من الأول، بمجرد وصوله إلى الدوحة.

وكان حسن عبدالله الذوادي، المدير التنفيذي لملف استضافة قطر لكأس العالم 2022، قد قال إن الهدف الرئيسي من استضافة الدوحة للبطولة “إقامة جسر يربط بين الاختلافات الثقافية للشعوب، وتنظيم لقاء ودي بين حضاراتهم داخل المستطيل الأخضر لكرة القدم”. وأضاف أن “كأس العالم 2022 في قطر سيكون لحظة فاصلة”.

جاء ذلك أثناء احتفال قطر بعيدها القومي في 18 ديسمبر الماضي، بالتزامن مع اليوم العالمي للعمال المهاجرين، في مفارقة تعكس حقيقة أن 90 بالمئة من سكان قطر هم من العمال المهاجرين.

وتشهد قطر حاليا نشاطا غير مسبوق في مجال البناء، حيث تستعد الإمارة الخليجية الصغيرة لإنفاق ما يزيد عن 100 مليار دولار على مشروعات البنية التحتية، إلى جانب 20 مليار دولار أخرى لمد طرق جديدة، بالإضافة إلى بناء 9 ملاعب لكرة القدم، و55 ألف غرفة فندقية جديدة.

لكن هذه الواجهة المضيئة للملف، يقبع خلفها جانب مظلم يتمثل في “القمع المؤسسي للعمال القادمين من جنوب آسيا”.
ويمثل المواطنون الحاملون للجنسية القطرية ما يقرب من 225 ألفا، بينما تبقى غالبية السكان، الذين يصل عددهم إلى مليونين، من العمال المهاجرين، الذين تم استقدامهم من بنغلادش والهند ونيبال وباكستان للعمل بوظائف يدوية.

وذاعت تقارير عن أن آلاف العمال تعرضوا للإيذاء، وأن مئات منهم قد فقدوا حياتهم.
وتوقع الاتحاد الكنفدرالي للتجارة الدولية أنه إن لم يتم التدخل العاجل لمعالجة الموقف، فسيموت قرابة 4 آلاف عامل قبل ضربة البداية لمونديال 2022.

وفي تقرير صادم نشرته صحيفة “الغارديان” البريطانية مؤخرا، أوضحت فيه مدى السوء الذي وصلت إليه معاملة عمال البناء النيباليين من قبل أرباب العمل القطريين. وجاء في التقرير أن القمع الذي يواجهه هؤلاء العمال تخطى مرحلة حرمانهم من الماء، إلى منعهم من السفر إلى بلدانهم.

وذكر التقرير أن 44 عاملا لقوا مصرعهم الصيف الماضي نتيجة لأزمات قلبية، في واحد من بين أضخم المشاريع وأكثرها رفاهة، لم يتلقوا رواتبهم لمدة زادت عن 18 شهرا، وأنهم يقتربون من الموت جوعا.

كما أشارت تقارير حقوقية وعمالية أن معدل العمال المهاجرين في قطر يتراوح من 1.7 و2 مليون عامل، ومن المتوقع أن يلقى أكثر من 4 آلاف عامل مهاجر مصرعه بحلول كأس العالم 2022، لافتة أن نحو 1200 منهم لقي مصرعه بالفعل حتى الآن.

وتستند التقرير إلى زيارات ميدانية لممثلي الاتحاد إلى مواقع العمل في منشآت كأس العالم 2022 في قطر، إضافة إلى لقاءات رسمية على مستوى السفراء بين الاتحاد وقطر وكذلك لقاءات مع وزارة العمل وغيرها من الإدارات.

وتشير تقديرات اتحاد النقابات الدولي إلى أن أكثر من 4 آلاف عامل أجنبي سيلقون حتفهم بحلول مونديال قطر عام 2022، قياسا بمعدل وفيات العمالة الأجنبية ووفقا لأرقام سفارات هذه الجنسيات العاملة في قطر .. فهل سيظل المجتمع الدولي صامتاً أمام انتهاكات قطر لحقوق العمالة بداخلها .. هذا ما سننتظر لنراه .

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq