"حق أبنتنا لن يضيع هباء"هكذا جاء رد عائلة الطالبة مريم ملاك صاحبة "صفر الثانوية العامة "التي أشعلت الرأي العام خلال الأيام الماضية، علي التقرير الصادر عن مصلحة الطب الشرعي الذي أكد أن الخط الموجود في أوراق إجابتها يتطابق مع خطها الفعلي في الامتحانات الماضية ، إلا أن استنكرت الطالبة جدوى هذا التقرير قائلة " أنا غير مقتنعة بهذا التقرير الذي يحمي الوزارة والمسئولين بقولهم "تولع مريم أو تعيد السنة" ـ على حد تعبيرها .

تخبط إعلامي

في إطار تصعيدي للواقعة التي تصدرت قائمة الاهتمامات الإعلامية المختلفة ، ووسط حالة من الشد والجذب باتت أزمة الطالبة مريم ملاك من القضايا الشائكة التي زعزعت كيان وزارة التربية والتعليم مؤخراً ، لاسيما فور تدخل المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بمتابعته لتلك الواقعة المثيرة ، خاصة بعد أن تدهورت الحالة الصحية للطالبة عقب إعلان نتيجة الثانوية العامة ومعرفتها بأنها حاصلة على (صفر) في الشهادة الثانوية.  

ضغوط المطرانية

في الوقت ذاته ، جاء قرار وزير التربية والتعليم الدكتور محب الرافعي ، بأنه تم استكتاب الطالبة مريم وتبين أنها حاصلة بالفعل على صفر فى الثانوية العامة،وذلك عب توصل لجنة الخبراء إلى أن الخط الموجود في كراسة الإجابة الخاصة بالطالبة بتطابق تماما مع كراسات الإجابة الخاصة بها. إلا أن الأزمة لم تنتهي بعد ، خاصة مع تدخل مطرانيه مغاغة والعدوة بالمنيا الذي أصدر بياناً في هذه الواقعة يؤكد خلاله " أن القانون يكفل حق التظلم لطلاب الثانوية العامة على نتائجهم للجهـات المختصة بوزارة التربية والتعليم ، وإذا لزم الأمر للنيابة العامة والقضاء ، متسائلة عن السبب وراء تسرع بعض المسئولين في إعطاء تصريحات للإعلام قبل أن تقول الجهـات المختصة رأيهـا وقرارهـا ـ وفقاً لتصريحات البيان الصادر عن المطرانيه الذي ينتقد خلال الحكومة والمسئولين ويتهمهم بالتخاذل مع الطالبة في أزمتها مما ساعد في تأجج الأزمة وتعقيدها .

كما انتقد بيان المطرانيه تصريحات الجهـات المختصة الذي يؤثر علي حيادية الفصل بين السلطات كما وارد بالدستور وعلى سرية التحقيقات التي تضمن حق الطالبة في حصولها على درجاتها كطالبة متفوقة .

وفي إطار الأزمة قامت النيابة باستكتاب الطالبة بمعرفة النيابة ، وسط حالة من التكتم داخل وزارة التربية والتعليم لحين الإعلان عن الإجراء النهائي وفقا لتقرير النيابة العامة ، في مقابل ذلك استنكر أعضاء كنترول الثانوية العامة بأسيوط والمسئولين عن أوراق إجابات الطالبة، مستاءين من التشهير بهم من قبل الطالبة عبر وسائل الإعلام، مؤكدين أنهم يرغبون فى رفع قضايا تعويض على الطالبة نظير ما لحق بهم من أساءه بالغة ـ على حد تعبيره.

فوضي وزارية

ومن جانبه ، صرح وزير التربية والتعليم الدكتور محب الرافعي، أن الطالبة مريم "كاذبة"، وذلك عندما قال تعليقًا على أزمة "الصفر"، أن هناك 40 طالب وطالبة بنفس المشكلة وبعد التحقيق معهم اعترف 33 منهم أن هذه الأوراق تخصهم والأهالي اعترفوا أن هذه أوراق أبنائهم ومعظمهم تعرضوا لظروف صعبة أثناء أداء الامتحانات.الأمر الذي أثار موجة غضب واسعة عكست حالة الفوضى والتخبط التي تعاني منها الوزارة خلال تلك الواقعة التي أثارت شائعات بين الطلاب وأولياء الأمور .

تناقضات غير شرعية

وبدوره ، قال الدكتور هشام عبد الحميد المتحدث الرسمي لمصلحة الطب الشرعي ، إن التقرير النهائي المتضمن نتيجة فحص أوراق إجابات الطالبة المذكورة في امتحانات الثانوية العامة بأعوامها الثلاثة ، وعملية استكتابها ومضاهاة الخطوط بمعرفة خبراء الخطوط بالطب الشرعي تم تسليمه إلى النيابة العامة ، مؤكداً أن الطالبة المذكورة تم استكتابها ثلاثة مرات بمعرفة خبراء الخطوط بمصلحة الطب الشرعي بناء على طلب من النيابة العامة .

وأضاف المتحدث الرسمي لمصلحة الطب الشرعي ، أن أوراق الإجابات الخاصة بها في امتحانات الصف الأول الثانوي والصف الثاني الثانوي في 13 أغسطس الجاري ، وأن تلك الأوراق وردت إلى مصلحة الطب الشرعي في 22 أغسطس حيث تم فحص كافة تلك الأوراق بمعرفة خبراء الخطوط بالمصلحة.لافتاً إلى أنه تم مضاهاة خط يد الطالبة من واقع عملية الاستكتاب الرسمية التي أجريت، والخطوط الواردة بأوراق إجاباتها في امتحانات الصفين الدراسيين الأول والثاني الثانوي والتي تسلمتها مصلحة الطب الشرعي، مع أوراق إجاباتها في امتحانات الصف الثالث الثانوي لهذا العام، حيث تأكد تماما للطب الشرعي تطابق تلك الخطوط جميعا، وأنها تعود للطالبة المذكورة.

وتابع الدكتور عبد الحميد ، إن اللجنة الثلاثية اجتمعت لمقارنة ورق مريم وخطها في امتحانات الأعوام السابقة ووجدته نفس الخط في الأوراق .علماً بأن تصريحات المتحدث الرسمي لمصلحة الطب الشرعي ، جاءت متناقضة لاسيما حينما أشار في تصريحاته إلى أن "مريم" ربما لم تؤدي الامتحانات، قائلا:"ممكن ما تكنش دخلت الامتحانات لسبب نفسي أو غيره".إلا أن جاءت تلك التصريحات مثيرة للغضب ، حتى اعتبرها البعض دليلااً علي تورط "الطب الشرعي" في تزوير تقرير "واقعة الصفر"، خاصة أنه أقر بمراجعة أوراق "مريم" ومقارنتها بالأعوام السابقة . ولكنه عاد وطرح إمكانية عدم دخولها الامتحان من الأساس