الصباح العربي
الإثنين، 29 أبريل 2024 12:30 مـ
الصباح العربي

المرأة والصحة

كيف تتقبلي طفلك

الصباح العربي

 

أثناء الحمل تضع الأم صورة وردية للطفل القادم.. شكله.. شخصيته.. تفوقه الدراسى.. وبعد الإنجاب قد تصطدم بالواقع.. طفلى ليس كما تمنيت.. شكله مختلف.. تمنيت أن يكون لها شعر أملس كشعرى ووجها ابيض كوجه ابيها.. تمنيت ان يكون ابنى من المتفوقين كما كنت فى طفولتى.. هذه بعض الكلمات التى نسمعها كثيرا من الآباء والتى توضح عدم تقبل الآباء لبعض الصفات فى ابنائهم برغم حبهم لهم.. وفى النهايه يؤثر الإحساس بعدم الرضا فى العلاقة بين الأبناء وأبويهم.. كما يؤثر فى شخصية الطفل فى المستقبل خاصة فى سن المراهقة.. نعم قد تكون امنياتك بسيطة سهل تحقيقها ولكن لا تنسى بأنك لا تقومين بتفصيل مواصفات الطفل على هواكِ.. انها نعمة من الله يجب ان تتقبليها بعيوبها قبل مميزاتها حتى تستطيعى أن تكونى اما ناجحة وحتى لا يفقد طفلك ثقته فى نفسه وفى قدراته على مر السنين.

 

د.«ايتى بوزين» خبير علم النفس الفرنسى استطاع ان يرشدنا إلى الطريقة الصحيحة للتعامل مع ابنائنا المختلفين.. ويؤكد لنا بأن العائلة هى المكان الاوحد الذى يلجأ اليه الطفل ليكون كما هو عليه فى الواقع وهى الملاذ الوحيد الذى يتقبله بمميزاته وعيوبه لذا يجب علينا دراسة الطرق التى يجب علينا اتباعها حتى لا نخسر اطفالنا فى النهاية.

 

• المشكلة الاولى .. المواصفات الشكلية

ابنك يعانى من بعض عيوب الشكل.. اذناه كبيرتا الحجم مثلا.. شعرها اجعد وشعر اخيها املس.. وجود وحمة كبيرة فى وجهه بلون مختلف.. سمنته المفرطة.. صغر الحجم عن الطبيعى.. كلها امور قد تصطدم عند ولادة الطفل أو مع نموه.. ولا تستطيعين اخفاء مشاعر الاحباط التى تشعرين بها كلما نظرتِ إلى وجهه مما ينعكس على ثقته بنفسه دون ان تدرى.

 

 

 

كيف تفكرين؟ تقبل فكرة ان طفلك لا يتناسب مع الصورة الجميلة التى رسمتيها له امرا صعبا بالنسبة لكى.. نعم تحبينه ولكن حبك له حبا ناقصا فتقبل صورته فى عينيكِ أهم من حبك له لأن تلك الصورة تنعكس من عينيكِ إلى قلبه فيشعر بفشله فى تحقيق حلمك فيه.

 

• كيف تتعاملين معه؟

ــ عيوب الشكل يمكن علاجها فى كثير من الأحيان.. عملية بسيطة لتصغير الأنف مع التقدم فى السن أو تصفيف الشعر والعناية به قد تجعله يبدو اكثر نعومة.. اللجوء لطبيب التغذية يساعد طفلك على استرداد رشاقته أو اكسابه بعضا من الكيلوات اذا كان نحيفا.. كما ان اهتمامك بمظهره العام دون ان يشعر برغبتك فى تغييره امرا سهلا.

 

ــ شكله ليس اهم ما فى القصة.. فلاداعى لوضع الأمر تحت الميكرسكوب حتى لا يصاب بعقدة من مظهره.. لاتبرزى عيوبه امام نفسك حتى لا تظهر فى تعاملك معه.

 

ــ ساعديه على تنمية قدراته الايجابية حتى تتغير نظرتك له وبالتالى نظرته لنفسه.. قد لا يكون جميل الشكل ولكنه يتمتع بروح الدعابة أو بالتفوق الموسيقى أو الرياضى.. ساعديه على تخطى عيوبه الشكلية بالتركيز على مميزاته الشخصية

 

• المشكلة الثانية: ابنى لا تستهويه الأشياء التى تستهويننى والعكس صحيح

فى مرحلة المراهقة على وجه الخصوص تبرز تلك المشكلة بصورة واضحة.. ابنك أو ابنتك يرفض شكل الحجرة التى اخترتيها له ويبدأ فى تغيير معالمها بلصق صور لشخصيات تستهويه من فنانين ولاعبى كرة وغيرهم فتشعرين بالإحباط لتدنى ذوقه بوجه عام من وجهة نظرك. يميل لقراءة نوعية من الكتب لا تحبينها ولا تجدين طائلا من قرءته لها.. يميل لمشاهدة افلام العنف بدلا من الأفلام الاجتماعية التى تصرين على رؤيتها.. فى النهاية ذوقك يختلف كثيرا عن ذوقه فى اختيار الأشياء.. وتشعرين بالحزن فى داخلك لعدم قدرتك على اقتسام الاهتمامات معه أو مشاركته اياك فى الكثير من الأمور.

 

 

 

 

 

كيف يفكر؟ فى سن المراهقة يختلف ذوق الأبناء عادة عن ذوقنا بحكم السن وما ترينه انت ذوقا فاسدا يراه هو افضل الأشياء.. الاسئلة الوجودية تشغل تفكيره بصورة كبيرة يبحث عن معانى للحياة والحب والموت ويحاول كثيرا ان يكون له رأيا مختلفا عن رأيك لمجرد اثبات القدرة على تحديد الأشياء ولاثبات وجوده عن طريق التحديات.

 

• كيف تتعاملين معه؟

ــ ابذلى مجهودا اكبر لتقبل اهتماماته حتى لو كنت ترفضينها فى داخلك.. اسأليه عن الكتاب الذى قرأه.. عن الرياضة التى يمارسها.. حاولى مشاهدة الأفلام التى تستهويه مرات على ان يشاهد معكِ فيلما على ذوقك وتناقشا فى محتوى كل منهم.

 

ــ لا تنتقدى ذوقه حتى لا يتمسك به لمجرد العند.. اثبتى له انكِ تحترمين اختياراته كما يجب عليه احترام اختياراتك..

 

ــ اقترحى عليه من وقت لآخر ان يصاحبك فى بعض الأماكن التى قد لا تستهويه دون الضغط عليه لمجرد رغبتك فى الاحساس بوجودك معه وفى نفس الوقت يمكنك اصطحابه إلى النادى مثلا وتشجيعه على اداء الرياضة التى يحبها حتى لو لم يناسبك اختياره لها.

 

ــ عليكِ بالصبر على الا تتعدى اختياراته حريته الشخصية.. فيمكنك تقبل فكرة ان يشاهد فيلما عنيفا مرة دون ان يهضم حق افراد الاسرة فى مشاهدة ما يريدون هم ايضا.. وراقبيه من بعد حتى لايكون لاختياراته دليلا على اصابته بالاكتئاب مثلا.

 

• المشكلة الثالثة: قدراته الدراسية محدودة

يزعجك كثيرا فكرة فشل ابنك أو ابنتك الدراسى سواء فى كل المواد أو حتى فى مادة واحدة.. ولكن لا تدعى احلام التفوق تلهيك عن قاعدة اساسية وهى قاعدة اختلاف القدرات من طفل لآخر.. قد يكون طفلك متفوقا فى مواد دراسية بعينها وفاشلا فى اخرى ولكن هذا لا يعنى ابدا غباؤه أو الضغط عليه فتكون النتيجة تمرده على كل المواد. ان تفوقك الدراسى لا يعنى بالضرورة ان يرث ابنك ذلك الأمر أو فشلك الدراسى لا يعنى ان تجبريه ان لا يكون مثلك.

 

 

 

الحقيقة ان طفلك عند دخوله المدرسة حاول كثيرا اسعادك ولكن قد لا تطاوعه قدراته الذهنية والعقلية على ذلك. كل تلميذ يحلم بأن يرى نظرات الإعجاب به فى عيون والديه ولكنه يقاوم كل تلك الأحاسيس عندما تزداد الضغوط عليه خاصة فى مرحلة المراهقة التى تعتمد اساسا الدراسة فيها على رغبته فى التحصيل.

 

• كيف تتعاملين معه؟

ــ ضعى فى اعتبارك ان كل طفل ينمو بإيقاعه الخاص وعندما يواجه الصعوبات الدراسية فقد يكون امرا مؤقتا يستلزم تفهمك للأمر وقد يعود إلى تفوقه مرة اخرى.

 

ــ تجنبى مقارنته بالآخرين وتوبيخه الدائم وتهديده بحرمانه من بعض الأمور التى تسعده مقابل عدم تفوقه حتى لا يشعر بالذنب والتقصير.

 

ــ لاحظى بدقة نقاط ضعفه وقوته وشجعيه على تنمية الضعيف منها وكافئيه على القوى.. فهذا من شأنه اعادة ثقته بنفسه من جديد.. فرغم عدم مبالاته الظاهرة فهو يعانى كثيرا داخليا.

 

• المشكلة الرابعة: طفلى غير اجتماعى بطبيعت

تريدين ان يكون معك ويشاركك الحياة الاجتماعية التى تستهويكِ.. وأن يكون له علاقات جيدة بالآخرين من حوله ولكن طفلك للأسف يعانى من الخجل الشديد ولا يرغب فى تلك الأجواء الصاخبة التى تصطحبينه اليها.. يهرب عندما يأتى الزوار إلى المنزل ويرفض ان يلقى السلام مما يشعرك بالخجل منه.

 

كيف يفكر؟ الخجل ليس له تعريف محدد ولكن معظم الأطفال الذين يشعرون بالخجل وعدم الرغبة فى الاختلاط بالآخرين قد يتغيرون مع التقدم فى السن فلا داعى للقلق. من الطبيعى أن يشعر الطفل بالخجل امام الغرباء فلا تشعريه بأنه غير طبيعى اذا فعل ذلك.

 

 

 

• كيف تتعاملين معه؟

ــ لاتجبريه على التخلص من خجله خاصة امام الآخرين بدفعه مثلا للسلام على مصافحة اشخاص لايريد مصافحتهم.. أو التصاقه بك خوفا من الغرباء.

 

ــ لا تستهزئ بتصرفاته حتى لا يسجن نفسه فى هذه الفكرة ويستسلم لخجله.. فإلقاء الضوء على العيب قد يجعله يراه اكبر من حجمه الطبيعى.

 

ــ اقترحى عليه بعض المحاولات بهدوء قبل وصول الزائرين مثلا وشجعيه ان يفعل مرة بعد مرة مع ابداء التشجيع له فى كل مرة وليعلم ان الأمر ابسط مما يتصور وانكِ تتفهمين المشكله ولا تصرين عليها الامن اجل حبك له.

أثناء الحمل تضع الأم صورة وردية للطفل القادم.. شكله.. شخصيته.. تفوقه الدراسى.. وبعد الإنجاب قد تصطدم بالواقع.. طفلى ليس كما تمنيت.. شكله مختلف.. تمنيت أن يكون لها شعر أملس كشعرى ووجها ابيض كوجه ابيها

المرأة والصحة

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq