الصباح العربي
الجمعة، 3 مايو 2024 09:12 صـ
الصباح العربي

منوعات

الأيادي الآثمة تمتد لاغتيال ملاك الرحمة ”رزان النجار”

رزان النجار
رزان النجار

اغتالوا ملاك الرحمة، على يد آثمة سولت لها نفسها أن تمتد بالغدر، و الرصاص الغاشم، إلى ابتسامة أمل خجولة، تتحدى العنف، بطيب الحنان، تزف الألم بعيدًا، حتى زفتها الزغاريد عروسًا، بعد أن أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد الشابة "رزان النجار".

استشهدت المسعفة الفلسطينية رزان النجار - 21 عامًا - بعد إصابتها في خان يونس، برصاصة في أعلى الصدر أطلقها أحد جنود القوات الإسرائيلية، أثناء نقلها أحد المصابين لتقديم العلاج له.

و من جهتها، فقد أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع عدد الإصابات في الجمعة العاشرة من مسيرة العودة، والذي وصل إلى نحو 100 بينها 40 إصابة بالرصاص الحي.

وقالت وزارة الصحة في بيان "لم تتوان رزان لحظة في مواصلة عملها الإنساني التطوعي لإنقاذ حياة المصابين خلال عشرة أسابيع متتالية كانت شاهدة على جرائم الاحتلال بحق الأطفال و النساء و الطواقم الطبية والصحفية و المدنيين العزل".

وأكدت السلطات في غزة أن مقتل رزان يعتبر "استكمالًا لفصل جديد من فصول عنصرية و دموية الاحتلال باستهدافه المتعمد والمباشر للزميلة المسعفة على مرأى و مسمع من العالم و بخرق واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني و اتفاقية جنيف الرابعة في جريمة مكتملة الأركان"، على حد قولهم.

وحسب رواية السلطات، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلية أطلقت الرصاص الحي بشكل مباشر على صدر رزان وأصابت عددًا آخر من المسعفين حاولوا إسعاف المصابين في خان يونس.

وأضافت أن اغتيال رزان جاء رغم أنها توجهت مع فريق من المسعفين إلى إخلاء المصابين رافعين الأيادي تأكيدًا على عدم تشكيلهم أي خطر على القوات المدججة بالسلاح.

وقررت السلطات إطلاق إسم "رزان" على النقطة الطبية شرق خان يونس؛ لتبقى عنوانًا بارزًا لصمود الطواقم الطبية.

وكانت النجار التي وُلدت عام 1997، قد عملت كمسعفة متطوعة ميدانية لإسعاف الجرحى بجمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية، وهي ناشطة مدافعة عن القضية الفلسطينية ضد القوات الإسرائيلية.

واعتادت النجار أن تشتري المساعدات الطبية من مالها الخاص، حيث واصلت الحضور والبحث عن الضحايا، لتُكمل مسيرة عملها التطوعي، في ظل إصابتها أكثر من مرة، حتى نجح الرصاص في استهدافها هذه المرة.

إلا أن رزان النجار، و بينما قدّمت روحها فداءً لقضية بلادها، و حق أهاليه، فإنها كتبت اسمها ضمن فتيات فلسطين، ممن عاشوا حياتهن تحت مظلة الكرامة، دون أن يأبهوا إلى قبح السياسة، مدافعات عن الحق أمام أعين العالم، الذي يتقهقر أمام موقفهن السامي.

ليأتي اغتيالها و يفتح من جديد ملفًا شائكًا بقائمة الانتهاكات المتتالية التي تقوم بها القوات الإسرائيلية، على الأراضي الفلسطينية، عن سبق الإصرار و الترصد.

في الحادي عشر من أكتوبر عام 2015، تعرضت "إسراء الجعبابيص" من بلدة جبل المكبر بالقدس المحتلة، لحادثة سير أدى إلى انفجار في سيارتها، ولقربها من حاجز احتلالي على مداخل مدينتها، فقد أصرن القوات الإسرائيلية على أنها كانت تحاول تنفيذ عملية تفجير، علمًا بأن الحاجز يبعد عن مكان الحادث أكثر من 500 متر.

ومنذ ذلك اليوم انقلبت حياة إسراء وعائلتها رأسًا على عقب، وخاصة ابنها الذي لم يتجاوز عمره السبعة أعوام، حيث تم التعامل معها كإرهابية، رغم خطورة وضعها الصحي والإصابة التي تعرضت لها، والتي أدت إلى حروق في أكثر من 60% من جسدها، وبتر أصابع يديها.

و تم نقل إسراء إلى سجن هشارون، وبعد أشهر أصدر الاحتلال عليها حكما بالسجن 11 عامًا بتهمة الشروع بتنفيذ عملية ضد مجموعة من الجنود وقتلهم، بالرغم من وضعها الصحي وعدم وجود أيه أدلة تثبت تهمتها.

ولازالت إسراء تعاني من أثار الحروق في جسمها، فهي تحتاج لرحلة علاج طويلة، للتخلص من أوجاعها التي باتت لا تفارقها، إلا وهي نائمة بمساعدة المهدئات في السجن الذي لا تتلقى فيه أيه رعاية صحية.

و استكمالًا لمسلسل الانتهاكات، فبعد اتفاق مع النيابة الإسرائيلية، تقرر قضاء "عهد التميمي" ثمانية أشهر في السجن مقابل الإقرار بذنبها، وكانت الشابة الفلسطينية – 17 عامًا – قد تم اعتقالها بعد انتشار فيديو تظهر فيه وهي تصفع جنديين إسرائيليين.

وقرار المحكمة الإسرائلية بقبول الطلب يعني أن التميمي، سيطلق سراحها هذا الصيف بعد احتساب مدة احتجازها من ضمن الحكم، حسب محاميتها غابي لاسكي.

إلا أن عهد التميمي التي منعوا زيارة والدها إليها، كانت تم حجزها في السجن إلى جانب الخارجين القانون، و المجرمين، بالرغم من كونها قاصر.

بالإضافة إلى تعرضها للتحرش اللفظي، من قبل شخص، يأتي ذلك بعد أن ألمح أحد الصحفيين الإسرائيليين - و الذي تجرّد من أصول المهنة النقية – إلى إمكانية الانتقام منها داخل السجن.

و القائمة تطول، بأسماء تمت معرفتها، و أخرى لم نتعرف عليها، إلا أنها أثبتت عن المعدن النفيس الذي تبض به فتيات فلسطين، اللواتي يتنفسن حرية، وقفن شامخات، حملن لواء القضية، كاشفات عن الوجه الحقيقي وراء القناع الإسرائيلي الذي يدّعي الدفاع عن حقوق المدنيين، منهن من استحق التحية، و منهن من أدمى القلوب على فراقها، لكن أهالي الأرض الطيبة التي روتها الأيام بدماء الأبرياء دون النظر إلى عمرها، لونها، أو دينها، لربما يكونون اغتالوا الجسد، لكن الابتسامة، الأمل، و النضال من أجل الحق، و الحياة، لازال باقٍ.

رزان النجار عهد التميمي إسراء الجعبابيص

منوعات

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq