الصباح العربي
الثلاثاء، 7 مايو 2024 05:55 مـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

بالتفاصيل .. سكك حديد مصر أول خطوط في أفريقيا والشرق الأوسط والعالم

الصباح العربي

كشف باحث أثاري سامح الزهار ،أن سكك حديد مصر هي أول خطوط سكك حديد يتم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط، والثانية على مستوى العالم بعد المملكة المتحدة، حيث بدأ إنشاؤها في 1834 إذ مدت قضبان خطوط السكة الحديد فعلا وقتها بخط السويس الإسكندرية.

إلا أن العمل ما لبث أن توقف بسبب اعتراض فرنسا لأسباب سياسية، ثم أحييت الفكرة مرة أخرى بعد 17 عاما في 1851 في خمسينيات القرن التاسع عشر، حيث تمتد عبر محافظات مصر من شمالها إلى جنوبه.

كما أن أول خط سكك حديد مد في مصر هو خط سكك حديد بين القاهرة والإسكندرية، مدته شركة إنجليزية في عهد عباس الأول حفيد محمد علي الذي تولي حكم مصر سنة 1848 م واستمر ست سنوات حتى عام 1854م.

وأضاف الزهار: "ألحت الحكومة الإنجليزية علي الباب العالي العثماني للموافقة على مد هذا الخط في مصر لتسهيل وتسريع نقل البريد والمسافرين بين أوروبا، خاصة إنجلترا، وبين الهند في كبرى مستعمرات إنجلترا في المشرق، فكانت المواصلات بين أوروبا والهند تمر عن طريق مصر، فالسفن تأتي من أوروبا إلى ميناء الإسكندرية، ثم تنقل برًا إلى القاهرة، ومنها إلى ميناء السويس لتسير بحرًا في البحر الأحمر ثم المحيط الهندي لتصل إلى الهند، حيث استعانت الشركة الإنجليزية بروبرت ستيفنسن، ابن مخترع القطار الذي يعمل بالبخار، لإقامة هذا المشروع الذي يعد الأول من نوعه في المشرق العربي، فجاء روبرت ستفنسن إلي مصر وأشرف على جلب كل المعدات اللازمة للمشروع، وبدأ العمل فيه سنة 1852 م وأتمه سنة 1856م وهو أول خط سكة حديد في تاريخ مصر، والأول من نوعه في المشرق العربي".

واستطرد الزهار: "تعتبر مصر ثاني دولة في العالم بعد إنجلترا التي أدخلت السكك الحديدية إلى أرضها، وتعد خطوط السكك الحديدية المصرية أول خطوط يتم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث بدأ إنشاؤها في خمسينيات القرن التاسع عشر وتحديدا يوم 12 يوليو عام 1851 وبدأ تشغيلها عام 1854، حيث وقّع الخديوي عباس الأول عام 1851 مع البريطاني روبرت ستيفن سن، نجل جورج ستيفن سن، مخترع القاطرة الحديدية، عقدًّا بقيمة 56 ألف جنيه إنجليزي لإنشاء خط حديدي يربط بين العاصمة المصرية والإسكندرية بطول 209 كيلومترات".

وتابع: "كما شهد عام 1854 تسيير أول قاطرة على أول خط حديدي في مصر بين القاهرة ومدينة كفر الزيات في منطقة الدلتا، واكتمل الخط الحديدي الأول بين القاهرة والإسكندرية عام 1856، وبعد عامين تم افتتاح الخط الثاني بين القاهرة والسويس ثم بدأ إنشاء خط القاهرة بورسعيد بعد عامين آخرين، ولم يشرع في إنشاء خط حديدي في صعيد مصر إلا في عام 1887م، وفي عهد الخديوي إسماعيل تم إصلاح أحوال السكة الحديد، وبذل الخديوي إسماعيل جهدًا كبيرًا لمدها في أنحاء القطر، وذلك لنشر العمران ولتسهيل حركة التجارة والانتقال بين المناطق المختلفة.

وقال: "وامتدت خطوط السكك الحديدية من أقصى جنوب مصر - جنوب وادي حلفا - إلى أقصى شمالها – الإسكندرية - فضلا عن مدن الدلتا والفيوم، وفي عام 1898 بدأ إنشاء الخط الحديدي الثالث من القاهرة إلى الأقصر، وأقيمت شركة خاصة تولت مد خط السكك الحديدية إلى مدينة أسوان في أقصى الجنوب باسم شركة قنا أسوان للسكك الحديدية، حيث إنه بعد دخول البريطانيين للسودان عام 1899 قررت سلطات الاحتلال تعديل خط القطار من الأقصر حتى أسوان ثم الشلال الأول في أقصى جنوب مصر ليصبح امتدادا طبيعيا لشبكة السكك الحديدية في مصر، وتم ذلك المشروع عام 1926 حيث امتد الخط إلى وادي حلفا داخل الحدود السودانية".

وأضاف الزهار: "دخلت مصر عصر قطارات الضواحي عندما تم مد خط قطارات حلوان الذي يربط بين قلب القاهرة بضاحية حلوان خلال الفترة من 1870 حتى 1872، وسرعان ما انتشرت في القاهرة خطوط قطارات المدن (الترام) وتولت إدارته شركة بلجيكية وشركة فرنسية، وأصبحت هذه القطارات وسيلة المواصلات العامة الأولى في عاصمة مصر خلال الربع الأول من القرن العشرين".

وتابع: "وأثناء الحرب العالمية الأولى بدأ الإنجليز يفكرون في إقامة خط للسكك الحديدية يربط بين مصر وفلسطين لخدمة المجهود الحربي، وبالفعل بدأ العمل في بناء الخط من القنطرة شرق على الضفة الشرقية لقناة السويس وحتى غزة، واكتمل البناء عام 1918 وأدي اندلاع الحرب العالمية الأولى 1914 - 1919 وبعدها اندلاع الحرب العالمية الثانية 1940 - 1945 إلى ازدياد أهمية السكك الحديدية لدى البريطانيين لاستخدام تلك الخطوط في نقل العتاد والذخائر والجنود واعتمادها الرئيسي على تلك الخطوط في النقل".

واستطرد: "بعد ثورة 23 يوليو 1952 اهتمت حكومة الثورة بتطوير تلك الخطوط وإمدادها بالعربات لنقل المواطنين، وأدى الاهتمام ببناء السد العالي إلى الاهتمام بخطوط السكك الحديدية في نقل أدوات البناء اللازمة والمهمات للعاملين في هذا المشروع الضخم، مؤكدًا أن الدولة تعتمد في خطتها لتطوير مرفق السكك الحديدية على رفع كفاءة البنية الأساسية لشبكة السكك الحديدية، والتي تتمثل في تجديد وصيانة خطوط السكك الحديدية وتطوير ودعم أسطول الوحدات المتحركة ورفع كفاءة الأداء، كذلك تطوير خدمة النقل باستحداث قطارات جديدة ورفع درجات وسائل الأمان بتطوير الإشارات الكهربائية وتجديد المزلقانات ووسائل التحكم المركزي، بالإضافة إلى تطوير مجموعة من الورش للوفاء بالتزامات الصيانة الدورية للوحدات المتحركة لنقل الركاب والبضائع عبر السكك الحديدية".

واختتم الزهار حديثه قائلًا: "تمتلك مصر باعتبارها ثاني أقدم سكك حديد في العالم خطوط حديدية بطول 9 آلاف و570 كم عبر 705 محطات ركاب و1330 مزلقانا و3500 آلاف عربة ركاب و10 آلاف عربة بضائع و800 جرار، وتقوم سكك حديد مصر بدور فعال في خدمة نقل الركاب وتداول البضائع من والى جميع أنحاء الجمهورية، حيث يتم نقل الركاب في اليوم الواحد من خلال 920 رحلة، و4.8 مليون طن بضائع في العام، وذلك يمثل فقط 1.2% من حجم البضائع التي تنقل في مصر، كما تربط السكك الحديدية جميع الموانئ الرئيسية بوصلات حديدية تربطها بشبكة سكك حديد مصر مع إنشاء السكك اللازمة لخدمة الأرصفة والأحواش الداخلية لكل منها".

بالتفاصيل سكك حديد مصر أول خطوط أفريقيا الشرق الأوسط العالم

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq