نشرت مجلة تايم الامريكية في عددها الاخير تقريرا اثار ضجة واسعة بين مستخدمي الفيسبوك العرب نظرا لما تضمنه من تلميحات اعتبرها البعض تتقاطع مع الطابع المتحفظ للسعوديين خاصة ان التقرير تحدث عن مدينة سعودية وكأنها تنتمي للثقافة الامريكية في قلب الجزيرة العربية وتنشر هذه الثقافة المتحررة بين ابناء المنطقة .. تقول المجلة :

   عائشة مالك مصورة فوتوغرافية , تحمل جواز سفر امريكي ولكنها من اصول باكستانية  .. تري عائشة  انها نشأت في مدينة  أمريكية نموذجية ، رغم انها ولدت وتربت  في مدينة الظهران ، التي تقع على الساحل الشرقي من المملكة العربية السعودية.
وتضيف : الظهران هي مجمع مغلق ، تبلغ مساحته 22.5 ميلًا مربعًا، وبني خصيصًا ليعيش فيه الخبراء الأمريكيين  الذين يعملون لصالح شركة النفط العملاقة أرامكو، التي تعد أكبر شركة نفط في العالم، والمملوكة الآن من قبل الدولة السعودية. وكانت هذه الشركة قد تأسست في عام 1933، كمشروع مشترك بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وفي مقابلة مع مجلة تايم قالت عائشة  : “أثناء نشأتي، لم أكن أفرق بين الأمريكي والسعودي , في عالمي كانت العباءات والحقول الخضراء متوافقة جدًا  مع الهامبورجر والقبعات وازياء الكاوبوي , ومع تقدمي في السن أدركت كم كان امتيازًا نادرًا بالنسبة لي أن أمنح الفرصة لتجربة الحياة في المملكة العربية السعودية دون ان اشعر بالاغتراب وكأنني في بوسطن او نيويورك ”.
وتعلق المجلة  : لطالما كان حصول الغربيين على فرصة للسفر و التقاط الصور التذكارية  في المملكة العربية السعودية، أمرًا يخضع لقيود مشددة. وتضيف : “بالتأكيد. مدينة الظهران تقع في المملكة العربية السعودية، ولكنها ليست حقًا المملكة العربية السعودية التي يعرفها  الكثيرون .. انها قطعة من امريكا وسط الرمال .. وخارج المدينة هناك عالم اخر ينتمي لعصور قديمة   ففي خارج مجمع أرامكو بالظهران  لا تستطيع المرأة قيادة السيارة، والمحلات التجارية تغلق عدة مرات في اليوم للصلاة، وتعمد المطاعم إلى الفصل بين الإناث والذكور وهذا ما لم يحدث داخل المجمع حيث الحرية المطلقة ومظاهر الحياة الامريكية من ملابس متحررة وكحوليات ويمكنك ان تري عناقا حارا  بين رجل وامرأة في مطعم او صالة ديسكو وتقام السهرات الليلية الصاخبة  بانتظام كل اسبوع فلا وجود للشرطة او هيئة الامر بالمعروف ويحظر عليهم الوجود هنا !.
وتضيف المجلة : داخل مدينة الظهران، تستطيع الانسة عائشة مالك  قيادة سيارتها ، وركوب الدراجة مع صديقها ، وتصوير مسقط رأسها. ولكن، إذا ما خرجت بضع خطوات بعيدًا عن الجانب الامريكي من المدينة ، فسيكون عليها أن تكون مصحوبة بأحد أقاربها الذكور، وأن يكون مظهرها وسلوكها متوافقًا مع القواعد الصارمة في البلاد  , فمن الناحية القانونية علي سبيل المثال  لا  يمكن التقاط الصور في الأماكن العامة ، فقد تم منع كاميرات الهواتف المحمولة  في مجمع التسوق، ولكن ليس هناك وسيلة ا يمكن من خلالها مراقبة هذا الأمر  كما ان ارتداء تي شيرت يكشف قليلا من الذراع مخالفة تستوجب العقاب خلافا لما يقع في الجانب الامريكي ”.
وتقول عائشة  : “  السعودية بلد معقد، وأن وتيرة التغيير هناك بطيئة لكني  أحاول عدم السماح للقيود المفروضة على النساء بالوقوف في طريقي. أقوم بالتركيز على الجانب الإيجابي ..  لدي فرصة اللقاء والتحدث مع العديد من النساء الشابات في المملكة العربية السعودية، وهي فرصة غير متوفرة للرجال رغم انه  تم رفض طلباتي عدة مرات من قبل رجال ونساء للتحدث معهم مجرد حديث عابر في الشارع , رغم ان كثير من الرجال السعوديين يحلمون بمصادقة امرأة امريكية بشرط ان يكون ذلك سرا .