الصباح العربي
الجمعة، 26 أبريل 2024 07:15 مـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

خوجة أم ”هوجا أوغلو”؟ .. سياسيون سوريون أم ودائع تركية؟

الصباح العربي

أثار ظهور القيادي السابق في الائتلاف السوري المعارض، خالد خوجة، ضمن مؤسسي حزب تركي ردود فعل ذكّرت بتجارب سابقة، وفتحت أبواب التحليلات على واقع العمل السياسي للسوريين هناك.

كثير من الانتقادات واجهها الرئيس السابق للائتلاف السوري المعارض خالد خوجة، حين أعلن باسمه التركي عضويته في حزب تركي، ورغم أن ثمة من رأى أنها تمثل فرصة جيدة للسوريين، إلا أن كثيرين اتهموه بأنه كان وديعة تركية في المعارضة السورية.

وهذه هي استعادة أخرى لحالة رجل الأعمال السوري ـ التركي، محمد إردوغان، كما رأى بعض السوريين، وهو الذي استبدل باسمه الثاني السوري "شيخون" اسما تركيا ليس أي اسم بل هو تحديدا "إردوغان" تيمنا وحبا بالتركي كما يقول محمد، الذي أثار ضجة مماثلة منذ نحو عام حين تقدم للانتخابات النيابية التركية بوصفه أول مرشح سوري لموقع كذاك.

وهكذا خوجة ظهر ليفاجئ السوريين مرتين: مرة باسمه التركي "ألبتكين هوجا أوغلو" وأخرى بأنه أحد مؤسسي حزب أعلن تأسيسه مؤخرا رئيس الوزراء التركي السابق، أحمد داوود أوغلو، وضم عددا من المنشقين عن حزب "العدالة والتنمية" الذي يقوده الرئيس رجب طيب إردوغان.

مفاجأتان أثارتا ردود فعل كانت في معظمها تنتقد الرجل، بل إن بعضها نعى العمل السياسي المستقل في تركيا بالنسبة للسوريين، وإن كان ثمة من رأى أن ذلك "ستكون له دلالاته وانعكاساته المستقبلية الإيجابية على السوريين"، وثمة من قال إنه "لا بد من انخراط السوريين في الحياة السياسية التركية" في بلد يعيشون فيه، بينما قال آخرون إن ذلك يقدم تصورا عن أن قيادات المعارضة السورية في تركيا "مُستعارون مؤقتا وستتم إعادتهم عند الحاجة"، كما قال أحدهم وأوضح الفكرة آخر: "يعني بعدما انتهى دوره في الحكومة المؤقتة ستتم إعادته إلى أصحابه"

ألبتكين؟ أم خالد؟

وإن كانت التساؤلات عن علاقة قيادات المعارضة السورية بالسلطة بدأت تطرح بقوة منذ ظهور خوجة، فهي تستند إلى بعض حقائق أساسية، ومنها:

أن أول تجمع لمعارضين سوريين هو ذاك الذي شهدته مدينة أنطاليا التركية بعد أقل من 3 اشهر على بدء الأزمة السورية.

كذلك كانت تركيا مسرح انطلاق أول تشكيل سياسي للمعارضة السورية: "المجلس الوطني السوري" الذي تأسس في اسطنبول بعد مرور أشهر على الأزمة السورية في أكتوبر عام 2011.

وكان خوجة واحدا من مؤسسي أبرز تشكيلين سوريين حازا اعتراف عدد من الدول: "المجلس الوطني السوري"، ثم "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" الذي أعلن عنه في قطر عام 2012، وترأسه خوجة عام 2015.

ثم كاد اسم الرجل أن يُسحب من التداول السياسي قبل أن يظهر بقوة من الباب التركي، اسما وسياسة، وحين أشارت إحدى وسائل الإعلام إلى ذلك الظهور بالقول إن عضويته في حزب تركي أثارت "موجة استياء وألقت أضواء على العلاقة الملتبسة بين أنقرة وقيادات المعارضة السورية" رد خوجة بما يحمل تأكيدا لذلك، حين ذكّر بأنه كان من مؤسسي المجلس والائتلاف "عن المكون التركي". وعن اسمه الذي ظهر به قال "أحمله منذ طفولتي".

والواقع أن خوجة خرج من سوريا عام 1985، إلى ليبيا بداية، ثم إلى تركيا حيث استقر ودرس الطب، ثم كان ممثلا للائتلاف المعارض في تركيا قبل أن يترأسه.

شيخون؟ أم إردوغان

"أنا محمد إردوغان مواطن سوري"، هكذا عرف محمد الشيخوني عن نفسه حين ظهر إلى الإعلام بوصفه أول مرشح سوري للانتخابات النيابية التركية، ويستخدم تعبير "الإخوة السوريين" حين يتحدث عن مواطني بلاده المقيمين في تركيا.

تتفق بعض مسارات إردوغان السوري مع خوجة، إلا أن الأول اختار اسما تركيا ذا دلالة، أراد من خلاله أن يعبر عن إعجابه بالرئيس التركي.

غادر محمد سوريا، قبل الأزمة التي شهدتها بلاده، ليتابع أعماله التجارية، إلى الأردن بداية، ومنها إلى تركيا ليؤسس واحدة من الشركات الكبيرة في مدينة بورصة شمالي البلاد، ثم حصل على الجنسية التركية ثم أصبح أحد أعضاء حزب العدالة والتنمية، وهو يشير إلى علاقاته بكبار المسؤولين حين يتحدث عن أن العمل في التجارة يتطلب علاقات، قائلا إن علاقاته تصل لأعلى المستويات في الدولة التركية.

لماذا غيرت كنيتك؟ يسأل أحد الإعلاميين محمد، فيجيب: "لو ذهبت إلى مكان بعيد عن مجتمعك .. وصاحب المكان أكرمك، وهو من باب رد الجميل وحبا بهذا الشخص" (يقصد إردوغان).

وكان إعلان إردوغان السوري الترشح إلى الانتخابات النيابية التركية أثار انتقادات من السوريين والأتراك، وهو ما عكسته الصحافة التركية آنذاك.

توغل تركي

الانخراط السياسي لبعض قياديي المعارضة السورية في تركيا والذي أظهر تماهيا معها، سواء إلى جانب السلطة أم المعارضة، يقابله انخراط عسكري ما زالت تشهد البلاد تطوراته في الشمال السوري، حيث تتماهى بعض الفصائل السورية المعارضة مع الجيش التركي، وتُرفع الأعلام التركية، وتُدرس اللغة التركية، ويتم الاحتفال بالحاكم التركي.

خوجة أم هوجا أوغلو سياسيون سوريون ودائع تركية

تحقيقات وتقارير

click here click here click here altreeq altreeq