الصباح العربي
الجمعة، 3 مايو 2024 08:20 صـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

بمرور الذكرى الـ42 علي معركة السادس من أكتوبر..التاريخ يستعرض مالها وما عليها

الصباح العربي

من جديد تحتفل الأمة العربية وليست المصرية فحسب بمرور41 عامًا على ملحمة السادس من أكتوبر المجيدة من عام 1973 ، التي شهدت اندلاع الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا ضد إسرائيل بشكل مفاجئ ، وسط استعداد عسكري واقتصادي غير مسبوق ساهم في تحقيق النصر الذي يتجرع آلامه الشعب الإسرائيلي الذي يعاني ويلات تلك المعركة حتى الآن .

ووسط احتفالات مصرية كبيرة أعلن خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، أن حرب أكتوبر لم تأخذ القدر والحق المطلوب في التوثيق الحقيقي للانجازات العظيمة التي نجحت الإرادة المصرية في الحصول على حريتها واستقلالها أمام محاولات قوات الاحتلال في قمع تلك الحريات.جاء ذلك خلال الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر المجيدة الذي أقيم بمقر الكلية الحربية اليوم الاثنين.

وبمرور تلك السنوات الأربعين على حرب أكتوبر ووسط احتفالات تاريخية ، لاتزال أحداث تلك المعركة محل جدل وتحليل بين الخبراء العسكريين الذين يسعون كثيراً وبمرور تلك الأعوام أن يكشفوا المزيد من الحقائق الهامة حول تلك الحرب التي أسفرت بإنجازات عظيمة بعبور قناة السويس واختراق الحاجز الرملي وخط بارليف، إلا أن ثغرة الدفرسوار ومحاصرة الجيش الإسرائيلي للجيش المصري الثالث في شرق القناة وهو ما دفع الجانب المصري لقبول وقف إطلاق النار وفقًا لشروط العدو سبب اختلافًا في وجهات النظر بين عسكريين شاركوا في حرب أكتوبر حول من المنتصر في هذه المعركة.

قال الخبير الأمني بأكاديمية ناصر العسكرية اللواء الدكتور نبيل فؤاد ، إن قوات الاحتلال الإسرائيلية تمكنت من توجيه العديد من الهجمات العنيفة وذلك بفضل التفوق الجوي والإمدادات الكبيرة التي ساهمت بها الولايات المتحدة الأمريكية الذي تميزت به عناصر الاحتلال خلال حرب السادس من أكتوبر ، لاسيما وأن إسرائيل كانت متفوقة من حيث عدد الطيارين وعدد الطائرات ، كما أنها تفوقت أيضا من حيث نوعية الطائرات وكانت أمريكا تعطى القوات الإسرائيلية الأسلحة والطائرات الحديثة بسخاء كبير لمصالح مشتركة.

وأضاف الخبير العسكري ، أن القوات المصرية افتقدت استخدام الأسلحة المتطورة خلال تلك المعركة خاصة الصواريخ المضادة للطائرات والتي لم تكن متوفرة إلا لدى الولايات المتحدة الأمريكية وقوات الاتحاد السوفيتى سابقا ، موضحاً أن القوات الجوية في هذا الوقت كانت تابعة للمدفعية المصرية ولم تكن مستقلة فبدأت قوات الدفاع الجوى تجلب الصواريخ من الاتحاد السوفيتى للتعامل بها مع القوات الإسرائيلية وبدأت إسرائيل وأمريكا تشعران بخطر هذه الصواريخ على قواتها الجوية خاصة بعد سقوط عدة طائرات من أحدث انواع الطائرات في العالم بالصواريخ الجديدة خاصة أن تلك الصواريخ كان يزيد مداها عن 15 كيلو مترًا، فبدأت القوات الإسرائيلية محاولاتها لأعاقة بناء دوشم الصواريخ فكانت في كل ليلة يبنى فيها العمال بعض الدشمتشن حملات جوية وتفجرها وأسفر هذا عن استشهاد الكثير من ضباط القوات المسلحة المصرية، كما أسفر ذلك عن استشهاد الكثيرين من عمال شركات البناء التي كانت تبنى الدشم ومنهم عمال شركة المقاولون العرب الذين سقط منهم الكثيرين إثر هذا القذف المفاجئ في كل ليلية.

وأوضح اللواء طيار أحمد المنصوري ، أنه قبل حرب 67 كان الدفاع الجوي منضما مع القوات الجوية ولم تكن قوة منفردة ولكن بعد ذلك تم فصل السلاح الجوى وتم تدعيمه وتقويته وبناء دشم الصواريخ التي تحفظ الصواريخ وتحيط بالرادارات إلى أن يحين موعد إطلاقها وتم إستيراد بعض الطائرات المقاتلة الروسية ومنها طائرات سام 2، 3 وطائرات سام 6، 7 أيضا وواجهت القوات المصرية مخاطر كبيرة عند بناء دشم الصواريخ حيث كان العدو يقذف مناطق البناء باستمرار وأستشهد عدد من القوات كما إستشهد عدد من عمال بناء شركات المقاولات المشاركة في بناء الدشم وظهرت أهمية خطوط الصواريخ عندما بدأت حرب أكتوبر 73 حيث عبرت القوات المصرية بنجاح منقطع النظير وتأمينات عالية جويا وأرضيا عن طريق الصواريخ.

ويقول اللواء أركان حرب طلعت مسلم الخبير العسكري ، إن إسرائيل استطاعت اختراق العمق المصري في عدة مناطق منها مصنع الكيماويات الموجود بأبو زعبل وعدة مناطق أخرى فكان لا بد من معالجة هذه المشكلة لأنه لم يكن توجد دفاعات قوية تماثل القوات الأسرائيلية لمنع دخولها إلى العمق المصرس ولهذا كان لابد من إيجاد حل مناسب لحل الأزمة ولهذا سافر جمال عبد الناصر إلى روسيا سرا لجلب طائرات حربية حديثة وصواريخ لكن إسرائيل سرعان ما علمت بالأمر واعترضت بشدة وإستغاثت بأمريكا ولكن سرعان ما بدأت القوات المصرية ببناء حائط الصواريخ الذي حمى جزءً كبيرًا من المناطق المهمة والعاصمة ومناطق الحدود بين إسرائيل وقد حدث صراع كبير بين القوات المصرية وقوات العدو في ذلك الوقت حيث كانت إسرائيل تعوق حركة بناء القاعدات والدشموتقذفها باستمرار ولكن انتهت مصر ونجحت في تخطى العقبات وبناء الدشمبعد أربعين يوما من العمل الجاد والمستمر واستشهاد الكثيرين من العمال.

انتهت الحرب يوم 25 أكتوبر بعد موافقة الجانب المصري على وقف إطلاق النار استجابة لقرار مجلس الأمن وعقب محاصرة الجيش الإسرائيلي للجيش الثالث شرق القناة، وبعد وساطة غربية اتفقت مصر مع إسرائيل عام 1975 على انسحاب القوات الإسرائيلية من شرق القناة وانتشار قوات تابعة للأمم المتحدة بين الطرفين فيما عُرف باتفاقية فض الاشتباك الثانية الموقع عليها في جنيف والتي مهدت لاتفاقية كامب ديفيد عام 1979.

وتعتبر بنود الاتفاقية في صالح الجانب الإسرائيلي أكثر من المصري، حيث جاء في البند الثالث من المادة الثالثة اعتراف مصر الكامل بإسرائيل وتطبيع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية معها، لتصبح بذلك أول دول عربية تعترف بإسرائيل.

كما جاء أيضًا في المادة الرابعة اعتبار المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل محدودة السلاح ووجود قوات تابعة للأمم المتحدة في سيناء مع وجود تنسيق أمني بين الطرفين، فاصبح الشريط الحدودي بين مصر وإسرائيل محمي من قبل قوات الشرطة دون وجود أسلحة ثقيلة في الجانب المصري بينما الجانب الإسرائيلي له الحق في حماية حدوده بكافة أسلحته مما تسبب في إحداث فراغ أمني داخل سيناء وانتشار عصابات المخدرات والجماعات الجهادية، حتى أن مصر لم تستطع تنفيذ العملية نسر للقضاء على الإرهابيين في سيناء إلا بعد موافقة من إسرائيل التزامًا بالمعاهدة.

وعلى الرغم من عودة سيناء إلى مصر إلا أنه لم يحدث أي مشروع تنموي داخل سيناء باستثناء منطقة شرم الشيخ وطابا والتي تحولت لمنطقة سياحية، وانتهكت المنطقة الحدودية المصرية عدة مرات حتى قُتل جنود مصريين على الحدود آخرهم مجندو رفح في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي.

وكما يقول عماد جاد، رئيس برنامج الدراسات الإسرائيلية بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام، لـ "مصر العربية" إن خسائر مصر في اتفاقية كامب ديفيد أكبر بكثير من الخسائر الإسرائيلية حيث أنها فرضت قيودًا على شبه جزيرة سيناء وأصبح الشريط الحدودي ملكًا لإسرائيل أكثر من مصر، كما أنها تسببت في قطعية عربية لـ 10 سنوات كاملة وعزلت مصر عن العالم العربي وأفقدته ريادته.

من ناحية أخرى ، قال الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ بجامعة حلوان ، إنه لا بد من عرض البطولات التي قام بها أفراد القوات المسلحة ولم تذكر حتى الآن في السجلات، مشيرا إلى أن حادثة الثغرة وعبور الجيش الإسرائيلى من ضمن هذه الأمور التي لا يعرفها الكثيرون رغم ما شهدته من بطولات، وأيضا التسوية السياسية التي قام بها الرئيس الراحل أنور السادات، من خلال التفاوض مع إسرائيل. لافتاً إلى أنه لا بد من وضع مذكرات مكتوبة ومطبوعة، لتوثيق تفاصيل حرب أكتوبر، حتى يتعلم الأجيال القادمة عظمة البطولات التي صنعها أبطال مصر في الحرب.

وأضاف أن هناك تفاصيل كثيرة لم يتم ذكرها منها توقيت الحرب، وكيفية اتخاذ قرار الحرب، وأيضا متى يأتى النصر كل ذلك لا بد أن يوثق ويدرس للطلبة لكى يكونوا قادرين على اتخاذ القرار في المستقبل.

بمرور الذكرى ال 42 معركة السادس أكتوبر التاريخ روسيا أمريكا عسكريون

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq