قال عدد من الخبراء العسكريين في مصر إن المناورات الختامية لرعد الشمال التي انطلقت في حفر الباطن شمال السعودية بحضور خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز وزعماء ومسؤولين من الدول العشرين المشاركة ، تعد خطوة إستراتيجية لتوحيد المفاهيم التكتيكية والعقيدة المشتركة بين الدول العربية . مؤكدين أن تمرين رعد الشمال على المستويين الإقليمي والدولي تهدف إلى تأكيد وحدة الصف بين دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية والإسلامية والصديقة في حماية أمن المنطقة، وتعزيز تعاون الدفاع الإقليمي بين الدول المشاركة.  

وبدوره ، صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ، أن المناورات شهدت تدريبات مكثفة على مواجهة التهديدات المحتملة سواء في إطار الحرب النظامية أو غير النظامية، كما تم خلالها التعاون الوثيق بين مختلف عناصر القوات المسلحة من الدول العربية المشاركة لتحقيق الأهداف المرجوة من المناورات ، مشيراً إلى أن الرئيس حرص على مشاركة مصر في مناورات رعد الشمال في إطار دورها القومي لتعزيز أمن واستقرار المنطقة العربية إقليمياً ودولياً، والتزاماً بتعزيز روح التعاون الإيجابية البناءة بين الدول العربية، وهو الأمر الذي يؤكد حرص مصر على توطيد العلاقات العربية ودفعها قدماً في شتى المجالات، ولا سيما في تلك المرحلة الدقيقة التي يمر بها عدد من دول المنطقة العربية والتي تستلزم تحقيق وحدة الصف والتضامن العربي".

قال مستشار أكاديمية ناصر العسكرية اللواء ثروت نصيري ، إن المناورة رعد الشمال في منطقة حفر الباطن شمال السعودية اختتمت فعالياتها بحضور خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز ، والرئيس عبدالفتاح السيسي وحضور 6 رؤساء دول المملكة ومصر والسودان وجيبوتي وموريتانيا والسنغال، بالإضافة إلى رؤساء حكومات الدول المشاركة حيث أن هذه المناورة اكبر المنارات التي تمت في المنطقة حيث شارك فيها 20 دولة وضمت هذه المناورة 350 الف جندي حيث تم المشاركة جويا وبحريا وجويا وكان الهدف من هذه المناورة إبراز القدرات القتالية العالية التي تتمتع بها القوات العسكرية المشاركة وإظهار احدث الأسلحة والمعدات العسكرية.

وتابع مستشار ناصر العسكرية ، أن حضور الرئيس عبدالفتاح السيسي رسالة تؤكد وقوف مصر إلى جانب أشقائها في السعودية ودول الخليج وان امن الخليج خط احمر لا يمكن تجاوزه بالإضافة إلى تأكيد عمق العلاقة المصرية والسعودية حيث أن مصر اشتركت بتشكيلات برية وبحرية وجوية كما تم خلال المناورة التعاون الوثيق بين مختلف الأسلحة المشاركة من جميع الدول المشاركة لذلك لتحقيق الأهداف المرجوة من المناورة وحضور القادة من الدول المشاركة تأكيد لوقوف العرب صف واحد لمواجهة التهديدات التي تحيط بأشقائنا العرب وهذه المناورة ليست موجهة ضد أي دولة أخرى .

في حين أوضح مستشار أكاديمية ناصر العسكرية اللواء أول طه محمد ، أنه بلا شك أن أي عمل عسكري يضم مجموعة من الدول يحتاج إلى إعداد ليظهر بالشكل لتحديد أهدافه ليس بالضرورة أن يكون موجه ضد دولة معينة ولكن يحقق باستخدام قوات من تخصصات مختلفة لتحقي ق عدة أهداف هي: توحيد المفاهيم لدي القوي المشاركة، وتحقيق أهداف تكتيكية على الأرض، يظهر الأعداد الجيد المسبق لكافة القوات المشاركة ، مشيراً إلى أن أي مناورة تتم الآن بين الدول العربية ليس ضروري في الوقت الحالي توجيهها ضد أي دولة لافتا إلى أن مصر تنفذ العديد من المناورات المشتركة ليس ان يكون الهدف منه تنسيق بين لأداء عمل عسكري ولكن ليجمع بين كافة التخصصات بين جيوش عربية من حيث التسليح والعقائد والتكتيكات واسعد لما أري تدريبات مشتركة أتمني تكرار مثل هذه المناورات السنوات المقبلة في مصر والأردن.

ومن ناحيته ، أكد الخبير العسكري اللواء محمد الشهاوي ، أن مصر تشترك في مناورة رعد الشمال وهذا يوضح قدرة الجيش المصري في المحافظة على الاستقرار وتحقيق الاستقرار في المنطقة والجيش المصري يعتبر رقم 10 اكبر قوات برية على مستوي إفريقيا والقوات المصرية لها خبرة كبيرة في مجال الحروب من خلال مشاركتها في الحروب السابقة وكما قال الرئيس السيسي مسافة السكة حيث مصر لها خبرة تكتيكية مشيرا غلي دور قوات التدخل السريع المصرية .

وتابع الخبير العسكري ، أن انتهاء المناورة رعد الشمال يوضح القدرة العسكرية للجيش المصري في المنطقة ويقول أن الأمن القومي المصري والعربي مرتبطين ببعض ارتباط كبير في مكافحة الإرهاب ودعم استقرار المنطقة العربية الجيش المصري بما يتمتع به الجيش المصري من تنوع لمصادر السلاح.

وفي سياق متصل ، أوضح الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء حسام سويلم ، أن مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في ختام فعاليات أكبر مناورات العرب "رعد الشمال" في المملكة العربية السعودية، غدا الخميس، لها دلالات أهمها تكذيب كل ما روج له الإعلام في الفترة السابقة عن خلافات بين القيادتين المصرية والسعودية ، موضحاً أن المشاركة في نفس الوقت تعد "تمهيدية" للزيارة التي وعد بها الملك سلمان آل سعود لمصر أبريل المقبل، كما تؤكد المشاركة على دعم السعودية في مواجهة التدخلات الإيرانية.

وأضاف الخبير العسكري ، أن مشاركة مصر في هذه المناورة تعكس التزام مصر بالمسئولية تجاه الأمن القومي العربي والخليجي، وأن تنفذ عبارة "مسافة السكة" مرهون بالتهديد الفعلي للعرب والخليج ، خاصة وأن هذه المناورة لا يعني أن خطوة عربية عسكرية في الطريق، حيث أن السعودية غير مستعدة لخطوة كهذه ومصر أيضا لا تشجع تطور الأحداث بهذه الصورة.

وحول الفرق بين المناورة رعد والقوى العربية المشتركة ، أشار عضو المجلس المصري للشئون الخارجية اللواء أحمد عبد الحليم ، أن هناك فرقًا بين القوات المشاركة في مناورة "رعد الشمال"، والقوى العربية المشتركة، مشيرًا إلى أن هذه المناورة تضم قوات دول ﻻ تشارك في القوى العربية المشتركة، كما أن هذه القوى لها مجموعة من المشاكل التي مازالت قائمة داخل جامعة الدول العربية والمفاوضات مشتركة.

وأضاف عضو المجلس المصري للشئون الخارجية ، أن هذا المناورة تضم المجموعة الأخرى التي شكلتها السعودية بها أكثر من 20 دولة وأكثر من 350 ألف عسكري، مشيدًا بدور مناورة "رعد الشمال" وتوجهاتها المختلفة عن توجهات القوى العربية المشتركة.لافتاً إلى أن هذه المناورة تشير إلى جاهزية الدول العربية وامتلاكها قوة ردع ، لاسيما التأكيد على قوة العلاقة الثنائية بين مصر والسعودية من ناحية ، والتوثيق الدولي للعلاقات بين مصر ودول الخليج العربي بشكل عام.

ويقول نائب المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور مختار غباشي ، إن مناورة "رعد الشمال" غير عادية حيث يشترك فيها أكثر من 20 دولة، مشيرًا إلى أن ختام مناورات رعد الشمال حضرها زعماء كثيرين وبالأخص زعماء مجلس التعاون الخليجي بالكامل، بجانب سلطنة عمان والأردن ومصر وباكستان.

وأضاف الخبير الاستراتيجي ، أن مناورة "رعد الشمال" تأتي تمهيدًا لإحياء القوى العربية المشتركة، مؤكدًا أن باكستان لها دور مع المملكة العربية السعودية في مناور رعد الشمال بتحفظات كثيرة مرتبطة بعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية ودورها في الصراعات الموجودة في المنطقة، بجانب رؤيتها للقضية الفلسطيني ، مضيفاً تلك المناورة التي تبنتها المملكة العربية السعودية وهى من دعت الأقطاب العربية المشاركة في التحالف العربي الموجود في اليمن، مشيرًا إلى أنه يتمنى أن تكون هذه المناورة هى إحياء لاتفاقية الدفاع العربي المشترك، وأن تعطي رسالة للعالم الخارجي أن العالم العربي مازال قائم إلى حد كبير ويستطيع أن يفعل شيء في هذا التوقيت الحرج الذي يعيشه العالم العربي.