شهدت مصر، اليوم الأحد، حالات تفجيرات في بعض الكنائس، بالتزامن مع احتفالات الأقباط بأحد الشعانين "أحد السعف"، فأبى الإرهاب الخسيس أن يحتفل الإخوة الأقباط، بعيدهم، فحول فرحتهم إلى مأتم وجنازة، مذكرًا إياهم والمصريين جميعًا بوجهه القبيح الذي لا يعرف دينًا أو قيمًا أو أخلاقًا.
 

البداية الأولي انفجار كنيسة مارجرجس بطنطا

كانت البداية في طنطا، صباح اليوم الأحد، عندما شهدت كنيسة مارجرجس، انفجار قنبلة، أدت إلى وفاة 25 شهيد، وإصابة العديد من الحالات، وكان البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، حينها في الإسكندرية يترأس قداس "أحد الشعانين"، بالكنيسة المرقسية في محافظة الإسكندرية للمرة الأولى منذ توليه الكرسي.

ورغم أن وقوع هذا الانفجار إلا أنه كان هناك فرصة حقيقة لإنقاذ المنكوبين من الهلاك، وذلك لأنه دق من قبل جرس إنذار ونقوس خطر فى الكنيسة ذاتها منذ عدة أيام، وذلك بعد أن تم الكشف عن قنبلة وإبطال مفعولها من قبل قوات الأمن، مما كان يستوجب تمشيط الكنيسة باستمرار وزيادة تأمينها، والتدقيق فى زوارها ومنع حدوث مثل هذه الكارثة، وخاصة بعد أن علمت الأجهزة الأمنية أنها مستهدفة من قبل العناصر الإرهابية.

"وتأتي الرياح بما لا تشتهي السفن"، لم يفهم الأمن أن الكنيسة مستهدفة ولم يتخذوا الإجراءات الإحتياطات المناسبة، مما دفع عناصر الإرهابية  إلى تكرار محاولتهم اليوم، وذلك لقيامهم بوضع "قنبلة" داخل الكنيسة والتي أسفرت عن وجود 25 قتيل، وإصابة أكثر من 42 حسب النتائج الآخيرة لوزارة الصحة.

 

ثاني الانفجارات بمركز تدريب تابع للشرطة بطنطا

ويأتي ثاني تلك الانفجارات، وقع في الوقت الذي انفجرت فيه كنيسة مارجرجس بطنطا، وذلك في مكز تدريب تابع للشرطة، ولكنه لم يحظ بالاهتمام الإعلامي، يبدو لضخامة انفجار الكنيسة وحجم القتلى والمصابين.

 

ثالث الانفجارات بالكنيسة المرقسية بالإسكندرية

ثالث الانفجارات وقع في الكنيسة المرقسية في الإسكندرية، تقريبًا بعدها بنصف ساعة، حيث صرح مسؤول مركز الإعلام الأمني، بوزارة الداخلية، بأن أفراد الخدمة الأمنية المعينة لتأمين الكنيسة المرقسية بمنطقة الرمل بالإسكندرية، تصدوا لمحاولة اقتحام أحد العناصر الإرهابية للكنيسة وتفجيرها بواسطة حزام ناسف، مساء اليوم، وذلك حال تواجد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقصية داخلها لرئاسة الصلوات والذي قد غادر قبل الحادث الإرهابي بدقائق للاطمئنان على مصابي حادث تفجير كنسية مارجرجس وأن العناية الإلهيه ألهمته على المغادرة حتى لا يصيبه الأذي.

 فقد أسفر الحادث الإرهابي بالمرقسية عن ١٣ قتيلًا و٤٠ مصابًا، بينهم ١٣ من هيئة الشرطة، وما زالت الأعداد في تزايد على حسب الإحصائيات الأولية لوزارة الصحة.

 

أبرز شهداء التفجيرات

أسفرت التفجيرات عن مقتل وإصابة العشرات، وكان أبرز الضحايا، المقدم عماد الركايبي، دفعة 2001 المعين خدمة أمام الكنيسة المرقسية بمنطقة العطارين بمحافظة الإسكندرية، والذي أنقذ الكنيسة من كارثة محققة، إثر تصديه رفقة طاقم الحراسة، لانتحاري حاول تفجير نفسه داخل الكنيسة.

كما استشهد المستشار صموئيل جورج، رئيس محكمة شبين الكوم بالمنوفية، الذي تواجد وقت انفجار كنيسة "مارجرجس" في طنطا.

أيضًا استشهدت العميد نجوى النجار، الضابط بقوة تفتيش الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية، في أحداث التفجير الذي شهدته محيط الكنيسة اليوم.

 

رد الفعل الحكومي:-

 أدان الرئيس عبدالفتاح السيسي، تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا والمرقسية بالإسكندرية، ووجه بفتح مستشفيات القوات المسلحة، لاستقبال المصابين، كما وجه الحكومة وقيادات الأجهزة المعنية بالتوجه إلى مواقع انفجار الكنائس، وتقديم الرعاية الصحية للمصابين.
بعد أقل من ساعة توجه المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء إلي مكان انفجار كنيسة مارجرس بطنطا.

وقال إسماعيل عقب وصوله مسرح الحادث لوسائل الإعلام، إن حادث انفجار كنيسة مارجرجس عمل إرهابى، مقدمًا التعازى لأسر الضحايا، ومدينا هذا الحادث الإرهابى.

وفيما أمر اللواء مجدي عبدالغفار، وزير الداخلية بتشكيل فريق بحثي على أعلى مستوى، إلى موقع الحادث الإرهابى لمباشرة  إجراءات التحقيق، وسرعة اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال هذا الحادث والتحفظ على كاميرات المراقبة .

وفيما قرر عبد الغفار، تعيين اللواء طارق حسونة مديراً لأمن الغربية بدلاً من اللواء حسام خليفة وذلك على خلفية تفجير مارجرجس.

لم يخلو المشهد بدور البرلمان، فقد اكتفى بإصدار بيان يدين العمل الإرهابي، دون تقديم الحلول لكونه السلطة التشريعية في البلاد .

وعلى الصعيد الآخر عقب تفجير الكنيسة المرقسية، توجه النائب العام ومعه وزراء الصحة والتنمية المحلية والهجرة والتضامن والداخلية، إلى محافظة الإسكندرية؛ لمتابعة حادث انفجار كنيسة المرقسية.