الصباح العربي
الخميس، 2 مايو 2024 11:24 مـ
الصباح العربي

تحقيقات وتقارير

هل تتأثر حماس بالمصالحة المصرية القطرية؟

حماس والمصالحة المصرية القطرية
حماس والمصالحة المصرية القطرية

تباينت الآراء حول تأثير المصالحة المصرية القطرية على العلاقات بين حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وبين دولتي قطر ومصر.

وتوقع البعض أن تؤدي المصالحة إلى قطع في العلاقات بين حماس وقطر، الداعم الأكبر للحركة، والحاضنة لعدد من قياداتها على أراضيها، وربما تزيد من توتر العلاقات بين مصر و”حماس”، الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين المنتمي إليها الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي.

بينما رأى البعض الآخر أنها قد يكون لها آثار إيجابية تنعكس على حركة “حماس”، التي تعاني من عزلة سياسية في المنطقة، وأن قطر لن تتخلى عن دعمها للحركة، فهي “ورقة رابحة” بالنسبة لها، وفقا لهؤلاء المحللين.

وترددت مخاوف أن تنعكس المصالحة على الدعم المقدم من «الدوحة» إلى الحركة التي لا تملك علاقات جيدة مع «القاهرة» بسبب جماعة الإخوان، فيما أشارت وسائل إعلام أخرى إلى أن الحركة تدرس الاستفادة من التقارب القطري المصري بإجراء مصالحة بين الحركة و«القاهرة».

وقالت مجلة «المونيتور» الأمريكية المهتمة بشئون الشرق الأوسط، أمس الأول، إنه «في الوقت الذي بدأت «حماس» تعيد تسخين العلاقات الباردة مع إيران، وفى ظل تزايد الحديث عن زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، إلى إيران، جاءت المصالحة القطرية المصرية بعد أكثر من عام ونصف العام من التوتر الكبير، لتضع علامة استفهام حول ما ربما تكسبه «حماس» أو تخسره من هذا التطور الإقليمي المهم».

ونقلت المجلة أن تعليق «حماس» على المصالحة المصرية القطرية جاء متأخراً لأيام، عن مسئول رفيع في الحركة قوله إن «الحركة تدرس مدى قدرة الدوحة في التأثير على القاهرة لإجراء مصالحة مع (حماس)» بعد خطوات التقارب الأخيرة بين مصر وقطر.

أن المصالحةتاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، هاني البسوس.أن  المصالحة القطرية-المصرية ستفضي إلى آثار سلبية أكثر منها إيجابية على حركة حماس

وتابع البسوس موضحا، أن “قطر قد تتخلى في قادم الأيام عن علاقاتها القوية والداعمة لحماس، أو ربما تقلصها، في سبيل تعميق هذه المصالحة مع مصر وبقية دول الخليج وإبقاءها على قيد الحياة”.

واستدرك: “قطر معنية بالدرجة الأولى بأن تؤتي هذه المصالحة ثمارها على صعيد تحسن علاقاتها مع بقية دول الخليج، أما علاقاتها مع حماس، فستكون في الدرجة الثانية من الأهمية”.

وتعد قطر من أبرز الداعمين الإقليميين لحركة حماس، التي حكمت غزة بين يونيو 2007 ويونيو الماضي، وهو ما عرّض الدوحة لاتهامات بدعم الإرهاب، ولا سيما من جانب إسرائيل، التي تعتبر الحركة “منظمة إرهابية”، وتحاصر قطاع غزة، حيث يعيش نحو 1.9 مليون فلسطيني، منذ أن فازت “حماس” بالانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006.

وتخوّف البسوس من أن “يتمخض عن هذه المصالحة القطرية المصرية قرارات قطرية بقطع الدعم القطري عن حماس وقطاع غزة أو مطالبة قيادات حماس بمغادرة الأراضي القطرية، الحاضنة لهم منذ أن غادروا سوريا”.

وعلى مدار سنوات، أقامت “حماس” علاقات قوية ومتينة مع نظام بشار الأسد في سوريا، ضمن ما كان يعرف قبيل اندلاع ثورات الربيع العربي أواخر عام 2010، بـ”محور الممانعة”، الذي كان يضم إيران، وسوريا، وحزب الله اللبناني، وحركة “حماس”، في مقابل “محور الاعتدال”، الذي كان يضم مصر (في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الذي أطاحت به ثورة شعبية عام 2011)، والسعودية والإمارات، والأردن.

لكن اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، ورفض “حماس” تأييد نظامالفلسطينية معلعلاقات بين الحركة ودمشق، قبل أن تقرر قيادة “حماس” مغادرة دمشق.

وأشار البسوس، إلى أن الاحتمالات الإيجابية الناتجة عن هذا الاتفاق،ستتمثل في تحسن العلاقة بين مصر وحماس، موضحا أنه ليس من السهل أن تتحسن العلاقات بين الطرفين بين عشية وضحاها، إلا إذا اتخذت حماس مواقف قوية، كأن تعلن انفصالها عن جماعة الإخوان المسلمين، وهذا ما يستحيل أن تنفذ الحركة”.

ومنذ الإطاحة بمرسي، توترت العلاقة بين مصر و”حماس”، وفي مارس الماضي، صدر حكم قضائي بوقف نشاط الحركة داخل مصر، وحظر أنشطتها بالكامل، والتحفظ علي مقراتها داخل البلاد. لكن بعد شهور، التقت قيادات في الحركة ضمن وفد من منظمة التحرير الفلسطينية  مع أجهزة السلطات المصرية على طاولة واحدة، من أجل التهدئة في غزة إثر الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، التي بدأت يوم 7 يوليو الماضي، ودامت 51 يوما.

بينما يرى المحلل السياسي، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعده أن “المصالحة القطرية المصرية تحمل في طياتها العديد من الآثار الإيجابية لحماس وقطاع غزة”.

وأضاف أبو سعده :“ربما نشهد تحسنًا ملحوظًا في العلاقات المتوترة بين حماس ومصر، وأن تُقْدم الأخيرة على فتح معبر رفح البري شبه المغلق بشكل دائم، أمام حركة المسافرين، وتخفف من معاناة 1.9 مليون مواطن يقطنون القطاع”.

وتابع بقوله إن “المرحلة القادمة ستشكل اختبارا لحماس إن قررت ترك قطر والذهاب إلى إيران، وهذا مستبعد، فستزداد علاقاتها سوءًا مع دول المنطقة”.

وعلى صعيد العلاقات بين دول الخليج و”حماس”، التي ينظر إليها الخليجيون على أنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين، قال أبو سعده:” لا أتوقع أن تمانع مصر والسعودية في استمرار دعم قطر لحركة حماس”.

وأردف: “حماس ورقة رابحة لقطر، وليس من السهولة التخلي عنها، وهي كذلك بالنسبة لدول خليجية أخرى، تبقى الحركة في النهاية بنظرهم ممثلة للإسلام الوسطي، الذي يجب الحفاظ عليه، لأنه بديل التشدد والتطرف الذي لا يرغبون به”.

من ناحيته أعرب وكيل وزارة الخارجية السابق في حكومة «حماس» والقيادي في الحركة، أحمد يوسف، عن أمله أن «يكون لانفراج علاقات الدوحة والقاهرة أثر طيب على علاقات (حماس) بمصر، وأن تبذل قطر جهدها للتخفيف من حالة الاحتقان بين غزة والقاهرة»، مرجحاً «فتح ملفّ القاهرة و(حماس) عقب لقاء الأمير تميم والرئيس السيسى»، نافياً «وجود اتصالات بين الحركة ومصر بعد مصالحة الدوحة والقاهرة». وقال عضو سابق في مجلس الشورى القطري، لـ«المونيتور»، إن «تواصلاً حصل بين قيادة (حماس)، ممثلة بزعيم الحركة خالد مشعل، وأمير قطر، الشيخ تميم بن حمد، ومسئولين قطريّين آخرين، وتباحث الطرفان حول حيثيات المصالحة مع مصر، وسمع الأمير مباركة جادة من مشعل لأي جهد قطري تجاه توحيد المواقف العربية».

وأضاف المسئول أن «مشعل حصل على تعهدات رسمية قطرية بعدم التعرض إلى قيادة (حماس)، أو التضييق عليهم في الدوحة مقابل المصالحة مع القاهرة، لأن السياسة القطرية لا تقيم علاقاتها على المساومة بين هذا الطرف وذاك، وعلاقتهم مع (حماس) قائمة اليوم وغداً». وقالت المجلة: «مع أن (حماس) نفت أن تكون قطر أوقفت دعمها المالي لها تلبية لطلب القاهرة، لكن انفتاح أبواب طهران أمام الحركة، وزيارة مشعل الأخيرة إلى أنقرة، ربما يعوضانها عن بعض ما ربما تفقده من الدوحة في إطار الصفقة الخفية مع القاهرة».

في السياق ذاته، قالت صحيفة «ناشيونال بوست» الكندية، أمس، إن «خالد مشعل سيضطر إلى إيجاد مأوى جديد له بديلاً للدوحة في حال قطعت قطر العلاقات مع الحركة بعد المصالحة المصرية القطرية».

وأضافت أن «عودة العلاقات بين القاهرة والدوحة يعنى أيضاً نهاية التمويل المقدم من قطر للحركة، وإجبار مشعل على مغادرة الدوحة». ورجح الخبير في «معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري» ثيودور كارسيك، لـ«ناشيونال بوست»، أن «تكون إيران بديلاً لـ(حماس) في حال تأثر الدعم القطري بالمصالحة مع مصر، وأن يلجأ رئيس المكتب السياسي للحركة، خالد مشعل، إلى طهران بعد أن كان من المفترض أن يتوجه إلى تركيا».

حماس المصالحة المصرية القطرية

تحقيقات وتقارير

آخر الأخبار

click here click here click here altreeq altreeq